دخلت المواجهات في جبهات الضالع (جنوب اليمن) مرحله جديده من التصعيد بين قوات الجيش مسنودا بالمقاومة والحزام الأمني من جهة ومليشيات الحوثي من جهة أخرى، في الوقت ذاته توسعت رقعه المواجهات بوتيرة عالية وحالة تحشيد من قبل الحوثيين على استمرار القتال لأول مرة منذ طردهم من المحافظة في العام 2015.
أربع جبهات مشتعلة بالمحافظة هي «مريس»، «العود»، «حمك»، «الحشاء» حيث يستميت الحوثيين فيها بهدف العودة للتقدم نحو مدينتي الضالع والعند وصولا للعاصمة الموقتة عدن (جنوب اليمن) كما يرى مراقبون في وصف ما يحدث من تصعيد بوتيرة عالية خلال الأسابيع الماضية.
وألقت الحرب بثقلها على السكان في مناطق المواجهات ولجأت مئات الأسر الى النزوح وتعيش أوضاع انسانيه صعبه كما توقفت الخطوط العامة الرابطة محافظة الضالع بالمحافظات الشمالية.
خارطة المواجهات
ظلت الحرب طوال أربعة أعوام مشتعلة على أطراف منطقتي مريس وحمك شمال وغرب المحافظة وظلت هاتين الجبهتين في عمليه صد للحوثين كحصن منيع للمحافظات الجنوبية، كما أحرزت قوات الجيش تقدما إلى أطراف مدينة دمت شمال المحافظة واجزاء من مديريتي النادرة والشعر التابعتين لمحافظة إب وسط اليمن نهاية العام الماضي.
لكنها سرعان ما انهارت كل هذه التقدمات وخسر الجيش أجزاء من منطقة العود وجنوب دمت خلال الأسابيع الماضية وسط توجيه بالاتهامات لضباط باللواء 30 مدرع ومشائخ من منطقة العود بالخيانة العظمى والتي تزامنت هذه الخيانات مع قرار تغير قائد اللواء العميد "عبد الكريم الصيادي" مطلع هذا العام وتعين العميد "هادي العولقي" خلفا له.
ويؤكد هذه المعلومات القيادي بالجيش الوطني في جبهة مريس المقدم فضل الجلال والذي قال "إن ما حصل من انهيار في جبهتي العود ودمت هي خيانة واضحة من قبل بعض مشائخ منطقة العود وظهورهم للعلن في إعلام الحوثين وجرى مكافأتهم من قبل قائد مليشيات الحوثي.
وتمكنت مليشيات الحوثي من اقتحام جبل ناصه الاستراتيجي ومناطق جنوب دمت واجزاء من منطقة العود والسيطرة على معسكر حلم مقر قيادة اللواء 30 مدرع خلال المواجهات العنيفة التي تشهدها جبهات الضالع خلال الأسابيع الماضية.
وجاء التقدم إلى هذه المناطق عقب حشود بالأفراد والعتاد لمليشيات الحوثي الى جبهات الضالع ومحاولة إسقاط هذه المحافظة التي تلقت فيها ضربات موجعه وكسرت جبروتها خلال خمسة أعوام من المواجهات وهو مالم يتحقق بحد وصف المقدم "نصر الرزاقي في حديث لـ "يمن شباب نت".
عتاد الطرفين
وفقا لمصادر مطلعة "فإن مليشيات الحوثي استقدمت الى جبهات الضالع قوام أربعة الويه يطلق عليها "كتائب الحسين" ويقود هذه المواجهات قيادات عليا تابعه لجماعة الحوثي بينهم خبراء إيرانيين في الصواريخ البالستية والموجهة".
بالمقابل تشارك في المواجهات الدائرة في جبهات الضالع الويه عسكرية تابعة للجيش الوطني والعمالقة والحزام الأمني والشرطة العسكرية والقوات الخاصة في محافظتي إب والضالع ووحدات من المقاومة الجنوبية.
أسلحة لأول مرة و500 قتيل وجريح
وأخذت المواجهات في جبهات الضالع شكل جديد من التصعيد خلافا لما كانت تشهده المواجهات في الأعوام الماضية بدخول الصواريخ الحرارية الى المعركة واستخدامه من قبل الجانبين.
كما تقوم مليشيات الحوثي بالقصف بالصواريخ البالستية على الأحياء السكنية في المحافظة وهو تصعيد وصفه الكثير كجزء من سلوك مليشيات الحوثي عقب اي هزيمه أو خسائر تلقتها في المواجهات.
وخلال شهر من التصعيد والمواجهات في جبهات الضالع تلقت ميلشيات الحوثي خسائر بشرية كبيره في الهجومات التي تشنها على مواقع الجيش والمقاومة شمال وغرب المحافظة.
وبحسب مصادر عسكرية وطبيه ""فإن أكثر من 500 من عناصر مليشيات الحوثي سقطوا بين قتيل وجريح بينهم قيادات بارزة إضافة إلى خسائر بالعتاد والتي تدمرت أكثر من 10 آليات عسكرية بينها دبابات وعربات وأطقم ومعدات ثقيلة بعد استهدافها بصواريخ حرارية وبغارات التحالف العربي".
ضعف دور الحكومة والتحالف
ومع تصعيد مليشيات الحوثي وحشدها لاقتحام الضالع شهدت جبهات المحافظة التحام ومشاركه واسعه من جميع التشكيلات العسكرية التابعة للجيش الوطني والعمالقة والحزام الأمني والمقاومة الجنوبية.
ووصف المقدم فضل الجلال هذا الحضور الواسع في جبهات الضالع بـ "الأسطوري" وأنه أرعب مليشيات الحوثي التي جاءت من حجور مشبعة بغرور الانتقام وهو مالم تجده على أطراف الضالع وكانت تأمل في صنع انتصارات لها في محافظة الضالع وهو مالم يتحقق.
من جانيه يرى المقدم نصر الرزاقي - ركن التوجيه باللواء الرابع إحتياط - أن الجميع في خندق واحد ومصيرهم مشترك في كسر عنجهية مليشيات الحوثي وانهاء مشروعها السلالي.
وأكد القائدين العسكريين في حديثهم لـ "يمن شباب نت" إن جبهات مريس والعود والحشاء بالضالع تواجه تقصير من قبل الشرعية والتحالف والذي يعتبر دورهم ضعيف أمام حشد مليشيات الحوثي فضلا عن عدم تفعيل باقي الجبهات وهو ما عزز حشود الحوثين الى جبهات الضالع.
مناشدين التحالف العربي بإدخال الأباتشي الى ساحة المواجهات والتقدم لتحرير باقي المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي وتحريك باقي الجبهات.
معاناة إنسانية
وتضاعفت المعاناة الإنسانية مع اشتداد المواجهات وتوسع رقعتها وبالقصف العشوائي لمليشيات الحوثي على القرى والأحياء السكنية.
ووصف مسعد عبد الله ربيد - مسؤول يعمل في الإغاثة - الوضع الإنساني في مناطق المواجهات بالكارثي والصادم، مناشدا جميع المنظمات والهيئات ورجال الخير بالتدخل وتخفيف معاناة الأسر النازحة والمتضررة.
كما تسبب القصف الى تعليق الدارسة في عدد من المدارس وإعلان كليه التربية بالمحافظة تعليق الدراسة حتى إشعار آخر. وقال بيان هيئة التدريس "إن قرار تعليق الدارسة هو حرص على حياه الطلاب ازاء القصف العشوائي بالصواريخ البالستية لمليشيات الحوثي على المناطق السكنية بالمحافظة".
وتبقى الأيام ومفرزات الأحداث الجارية هي الكاشفة عن تفاصيل معارك الضالع وباقي الجبهات التي تشهدها اليوم مع مليشيات الحوثي والتي يراها مراقبون هي حاله الفصل في رسم مشهد الحرب في البلاد والتي تدخل عامها الخامس على التوالي.
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 23 أبريل, 2019
الضالع: مواجهات عنيفة بين الجيش وميليشيا الحوثي في الحشاء
الإثنين, 22 أبريل, 2019
لوقف زحف قوات الجيش.. مليشيات الحوثي تفجر جسرا يربط محافظتي إب والضالع
الأحد, 21 أبريل, 2019
الضالع: الجيش يستعيد مواقع غرب قعطبة ومقاتلات التحالف تستهدف جبل ناصة