حذرت صحيفة الغارديان البريطانية الشهيرة من أن "الخطر المحدق بالمجلس الانتقالي الجنوبي هو أنه، وفي خضم مساعيه الحتمية للبحث عن الحلفاء، قد يجد نفسه يحكم جنوباً مستقلاً بالاسم فقط، في حين أنه في الواقع يدار من دبي...".
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية، الثلاثاء 5 مارس/ أذار الجاري، تقريرا لمحررها الدبلوماسي باتريك وينتور، أستند فيه إلى لقاء أجراه مع رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، المتواجد في بريطانيا لإجراء لقاءات مع مسئولين وأعضاء بمجلس النواب البريطاني في خضم تكثيف مساعيهم للانخراط في محادثات السلام اليمنية. حسب الصحيفة.
وفي سياق تقريره، أكد المحرر الدبلوماسي بأنه لا تزال هناك مشكلة وحيدة تتمثل في مدى احتمال أن يكون المجلس الانتقالي واقعا تحت رحمة لعبة مزدوجة من قبل القوات الأمنية الإماراتية التي تسيطر بالفعل على الجنوب. حيث تساعد العائلة المالكة لدولة الإمارات العربية المتحدة المجلس الانتقالي الجنوبي، رغم أنها تدعم بشكل رسمي حكومة هادي، خصم المجلس الانتقالي في الجنوب ـ وفق تعبير الكاتب.
وبخصوص طبيعة علاقة المجلس الجنوبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، نقلت الصحيفة عن الزبيدي قوله "بعد الانقلاب والاحتلال الحوثي ??للجنوب، تدخل التحالف العربي بمن فيه الإمارات العربية المتحدة، ونحن أيدنا ذلك لأنه كان ضروريا، حيث لعبوا دورا في المساعدة في إعادة إعمار الجنوب، والعلاقة مفيدة للطرفين".
ولفت كاتب التقرير بالقول: ومع ذلك، إلا أن البعض يتساءل عن الحكمة من علاقة الزبيدي بالإمارات، وهي قوة احتلال أجنبية لها سجلها الخاص بمصالحها التجارية و(انتهاك) حقوق الإنسان.
وخلص التقرير إلى أن الإمارات "تهتم بكل من حقول النفط في محافظة شبوة، المنشأة الوحيدة لإنتاج الغاز المسال في البلاد في بلحاف، ومصفاة النفط في الشحر، بالإضافة إلى أبرز الموانئ البحرية في جنوب اليمن، بما في ذلك موانئ عدن والمخا والمكلا".
وبخصوص مشاورات السلام التي يجريها المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، وموقع المجلس الانتقالي من تلك المحادثات، نقل التقرير عن الزبيدي قوله إن مارتن جريفيث، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، التقى بقادة المجلس الانتقالي أربع مرات، لكنه بدى متردداً في الموافقة على مطالب انضمامهم رسميا إلى المحادثات في هذه المرحلة.
وبرر الزبيدي سبب ذلك بالقول إن محاولة جريفيث للتوفيق بين حكومة اليمن المعترف بها من قبل الأمم المتحدة وقوات الحوثي المسؤولة عن الشمال، تعتبر مهمته المباشرة.
وإذ أشارت الصحيفة إلى أن الزبيدي "يزعم أن جزء من مشاكل جريفيث، هو أنه يتفاوض مع حكومة يمنية موجودة فقط بالاسم"، أضافت: وقال الزبيدي "وعلى العكس من ذلك، نحن موجودون على الأرض ونحن جزء ضمن أي حل".
واختتم كاتب التقرير، بتعليق قال فيه: إن الخطر المحدق بالمجلس الانتقالي الجنوبي هو أنه، وفي خضم مساعيه الحتمية للبحث عن الحلفاء، قد يجد نفسه يحكم جنوباً مستقلاً بالاسم فقط، في حين أنه في الواقع يدار من دبي. ومن ناحية أخرى، يبدو من غير المرجح أن يأتي السلام لليمن، في حال لم يتم التعامل مع طموحات المجلس الانتقالي.