"جبل الحريوه" هو أحد الجبال الواقعة غرب جنوب مدينة دمت شمال محافظة الضالع (جنوب اليمن) والذي سيطرت عليه قوات الجيش الوطني في جبهة دمت مريس جبن خلال معارك عنيفة مع ميلشيات الحوثي الانقلابية.
كانت سيطرة قوات الجيش الوطني على الجبل في نوفمبر/تشرين ثاني 2018 عقب انطلاق عملية تحرير مديرية دمت والتي تمكن الجيش حينها من تحرير مناطق جنوب المديرية وتوقفه على الأطراف الجنوبية والغربية للمدينة، رغم هجمات الحوثيين المتكررة على الجبل إلا أن الجيش يحافظ على سيطرته الإستراتيجية ويتقدم ببطيء في المواقع المحيطة.
جبل الحريوه الإستراتيجي
يقع جبل "الحريوه الإستراتيجي" في منطقة تتوسط قرى «بيت اليزيدي» و«الحقب» و«خاب» و«معرش» و«كولة الصيادي» كل هذه المناطق تابعه لمديرية دمت (شمال محافظة الضالع) وتعتبر البوابة الغربية والجنوبية لمدينه دمت ذات الأهمية السياحية والتي تعد بوابة لتقدم الجيش نحو محافظة إب (وسط) والالتحام بجبهة البيضاء (وسط اليمن).
وقال المقدم نصرالرزاقي - ركن التوجيه المعنوي باللواء الرابع احتياط - أن الأهمية الإستراتيجية لجبل الحريوه والجبال المحيطة به مثل جبال «كنه» و«جعلم» و«ذاسر» كون أجزاء من مدينة دمت أصبحت تحت السيطرة النارية لقوات الجيش إضافة إلى كون هذه الجبال قريبه جدا من مديرية النادرة التابعة لمحافظه إب.
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" إن محاولات مليشيات الحوثي المتكررة بالهجوم على الجبل هي بهدف إسقاط جبهة الحقب وسقوط بيت اليزيدي والسيطرة الطريق الفرعي المؤدي إلى «جبل كنة» و«حصن ذا العبد».
وأوضح الرزاقي "أن جبل الحريوه والجبال المحيطة به هي بمثابة القفل المؤمن لمحافظات الضالع ولحج وعدن ولذلك تستميت مليشيات الحوثي بالهجوم على مواقع الجيش فيه وتحل استعادة هذه المواقع".
خسائر هجمات الحوثيين
أكثر من خمسة عشر هجمة عسكرية شنتها مليشيات الحوثي على «جبل الحريوه» و«جبل كنة» خلال شهرين كلها باءت بالفشل والانكسار بعد تصدي قوات الجيش لها وألحقت بها خسائر فادحه بالعتاد والأفراد، ولازالت ميلشيات الحوثي تحاول تنفيذ هجمات ما بين الحين والآخر.
صوره حصريه لـ "يمن شباب نت" تظهر «جبل الحريوه» المطل على مدينه دمت في الضالع
وحصل "يمن شباب نت" - على معلومات حصرية من مصادر عسكرية - حيث أفادت "إن خسائر مليشيات الحوثي في الهجوم على الجبل بلغت أكثر من 150 قتيل ومئات الجرحى بينهم قيادات بارزة في صفوف مليشيات الحوثي فضلا عن خسائر فادحه بالعتاد خلال الأشهر الماضية".
وأشارت المصادر "أن عدد من الجثث لاتزال مرمية بالمناطق التي شهدت مواجهات مع قوات الجيش الوطني في المواقع القريبة من جبل الحريوه وأن بقاءها سيشكل كارثه على المنطقة مالم يتم انتشال الجثث ودفنها".
وكشفت المصادر "أن قوات الجيش قادمة على تحرير مدينة دمت والتحرك لتحرير محافظة إب، وهجمات مليشيات الحوثي المتوالية وسيلة استنزاف لعناصرها بعد خسارتها لقيادات بارزه في صفوفها خلال شهرين من المواجهات في مناطق جنوب وغرب مدينة دمت".
معركة مدينة دمت
وفي نوفمبر/ تشرين ثاني 2018 أعلنت قوات الجيش عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة دمت من ميلشيات الحوثي وسيطرت على قرى ومواقع عسكرية كانت تحت سيطرة الحوثيين، وانتقلت المواجهات إلى الأطراف الجنوبية لمركز المديرية، ما دفع بالآلاف من السكان إلى النزوح من مساكنهم إلى مناطق شبه آمنة بعيدًا عن المواجهات.
وأكثر القرى تعرضا للقصف هي «قرية الحقب» وهي من أكبر قرى مديرية دمت، ونزح سكان القرية بشكل كلي منذ الأيام الأولى للمواجهات، بعد أن قتل عشرات المدنيين، ووثقت منظمة "سام" للحقوق والحريات، ومقرها جنيف، نزوح أكثر من ألف نسمة من الحقب، وتدمير 3 منازل من جانب مسلحين حوثيين، حسب تقرير أصدرته الشهر الماضي.
وتوسعت رقعة المواجهات خلال الشهرين الماضين جنوب مدينة دمت، لتشمل عددًا من القرى والمناطق السكنية، من هذه القرى: بيت اليزيدي، الرباط، خاب، الرحبة، كرش، إضافة إلى قرى جبل كنـّة الأربع، وقريتي المعرش والأثلة.
وتسيطر مليشيات الحوثي على مديريتي دمت وجبن شمال وشرق المحافظة منذ نوفمبر 2015م وهي آخر المديريات الخاضعة لسيطرتها بالمحافظة، والضالع أول محافظة تطرد ميلشيات الحوثي بدون تدخل بري لقوات التحالف، لكن مازالت عدد من المناطق تمثل خطوط تماس مع ميلشيات من ضمنها مدينة دمت ومناطق مريس وتدور معارك مستمرة من الميلشيات التي تحاول التقدم لكنها تواجه كل مرة بصمود قوات الجيش.
أخبار ذات صلة
الجمعة, 14 ديسمبر, 2018
الضالع: مقتل قيادي حوثي مع ثلاثة من مرافقيه في جبهة "دمت"
الإثنين, 26 نوفمبر, 2018
في حوار مع "يمن شباب نت" العقيد النميري: معركة "دمت" مستمرة ولا زلنا منتظرين مزيداً من الدعم العسكري
الإثنين, 09 يناير, 2017
الضالع: هكذا أصبحت مدينة "دمت" السياحية في عهد الميليشيات