كشف موقع امريكي عن مساع صينية تهدف لإنهاء الحرب في اليمن وايجاد تسوية للنزاع بالنظر الى العلاقات التي تتمتع بها بكين مع إيران التي ساعدت المتمردين الحوثيين في اليمن على اجتياح العاصمة صنعاء.
وأشار التقرير نشرة موقع «breitbart» الأمريكي والذي ترجمة "يمن شباب نت" الى أنه "خلال يوم الاحد الماضي 25 نوفمبر الجاري أخبر سفير الصين لدى طهران المسؤولين الإيرانيين بأن بكين تسعى إلى القيام بدور ٍما في إنهاء حرب اليمن، وربما استخدام مكانتها كعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لاتخاذ خطوات على طريق تسوية النزاع.
ونقلت وكالة "تسنيم" الايرانية تصريحات السفير الصيني بانغ سين التي لم توضح ما إذا كانت الصين ستتدخل في الحرب من جانب الحكومة الشرعية في اليمن التي تتواجد حالياً في الخارج وفي عدن الجنوبية، أو من طرف المتمردين الحوثيين الشيعة، الذين اجتاحوا العاصمة صنعاء بمساعدة إيرانية.
وذكر التقرير أنه "في السابق تدخلت الصين في الحرب حيث تبنت جانب الحكومة الشرعية وأقرب دولة حليفة لها وهي المملكة العربية السعودية، على الرغم من أنها حاولت تعزيز علاقاتها مع إيران بمعزل عن الوضع في اليمن".
وبحسب وكالة " تسنيم " تحدث السفير بانغ إلى كبير مستشاري رئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان يوم الأحد، وعبر عن رغبة الحزب الشيوعي الصيني في إيجاد "طريقة لتسوية الصراع في اليمن بمساعدة أعضاء مجلس الأمن الدولي". على أمل أن يتلقى الشعب اليمني المواد الغذائية والمساعدات الطبية".
من جانبه أخبر عبد اللهيان السفير الصيني أن إيران تأمل في أن تجد الصين "طريقة مناسبة لإنهاء الحرب في اليمن" ربما تأتي من خلال مجلس الأمن.
وبحسب التقرير " لم تقدم "تسنيم" أي تفاصيل أخرى حول محتوى محادثتهما، مكتفية بتسليط الضوء على الوضع الإنساني في البلاد حيث يعاني اليمن حالياً من مجاعة تهدد 12 مليون شخص ويقدر أنها قتلت 85000 طفل بالفعل.
في حين تشير تقديرات أكبر إلى احتمالية أن يموت ما يصل إلى 18 مليون شخص جوعًا في البلاد بحلول نهاية عام 2018."
وتدخلت الحكومة الصينية في البداية في حرب اليمن نيابة عن التحالف السعودي حيث في عام 2016، أصدرت بكين بياناً مشتركا مع الرياض طالبت فيه الحوثيين بالتراجع وبالسماح للرئيس عبد ربه منصور هادي باستئناف حكم البلاد باعتباره "النظام الشرعي لليمن". وبعد عام، أعلنت وسائل الإعلام الحكومية الصينية شروع بكين بشحن المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
وفي الآونة الأخيرة، أشار خبراء إلى أنه يبدوا بأن الصين لم توقف استثماراتها في الجانب السعودي من الحرب الأهلية في اليمن.
وقال بيتر وايزمان، الباحث البارز بمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، في حديث لشبكة CNN الامريكية، الأسبوع الماضي "حققت الصين مزيدًا من التقدم في سوق السلاح السعودي، ولا سيما بيع الطائرات المسلحة بلا طيار" مضيفاً بأن " الشكوك تحوم حول تفاصيل ذلك وربما نكون قد قللنا من أهمية دور الصين كمُصدر للسلاح للمملكة العربية السعودية".
وأكد التقرير بأن "لدى الصين مصالح واضحة في منطقة الخليج، فهي تمثل جزء محوري من مخطط "الحزام الواحد " (OBOR) أو مبادرة الحزام والطريق (BRI) الصينية، وهو مخطط يتمحور حول إنشاء بنية تحتية عالمية تهدف إلى ضمان سيطرة الصين على أهم الطرق والموانئ الهامة والسكك الحديدية في العالم واكثرها منفعة، حيث أنفقت الصين 23 مليار دولار على مد ذلك نحو الشرق الأوسط وحده.
ولحماية استثماراتها، افتتحت الصين أول قاعدة عسكرية دائمة بالخارج في العام الماضي في جيبوتي، عبر مصب البحر الأحمر من اليمن. وقد أعلن الإعلام الحكومي الصيني صراحة بأن إحدى الوظائف الرئيسية للقاعدة ستتمثل بجعل المستثمرين "آمنين وواثقين" بمخطط " الحزام الواحد والطريق الواحد".
وألمح التقرير الى أنه " وعلى الرغم من الدعم الصيني المستمر للسعودية، يشير تقرير وكالة " تسنيم" الذي نشرته يوم الأحد إلى أن الصين منفتحة على دعم كلا طرفي الحرب، طالما وأنها ستستفيد من التحالفات" كما يبدوا بأن المسؤولين الصينيين مهتمين بالاستفادة من الأزمة المالية المتنامية في إيران بعد تطبيق العقوبات الجديدة على النظام الايراني من قبل الولايات المتحدة في 4 نوفمبر.
وقد أعلنت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية هذا الأسبوع أن الصين ستلعب دورًا رئيسيًا في مساعدة البلاد على تجنب العقوبات، وذلك بعد أن تحل الشركة الصينية الوطنية للبترول (CNPC) محل المشتري الفرنسي الرئيسي للنفط الإيراني. وقد عارضت دول الاتحاد الأوروبي بشدة العقوبات الأمريكية الجديدة ولكنها بدأت في النهاية بتقليص مشترياتها من النفط الإيراني، تاركةً فجوة تستطيع دولة مثل الصين أن تسدها.
أخبار ذات صلة
الثلاثاء, 20 نوفمبر, 2018
الصين تجدد موقفها الداعم للحل السياسي في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث
الثلاثاء, 23 أكتوبر, 2018
الصين تبدي استعدادها المساهمة في إعادة إعمار اليمن ودعم عملية السلام
الجمعة, 19 أكتوبر, 2018
الرئيس هادي يتطلع لإعادة الاستثمارات الصينية في مجال النفط والغاز باليمن