لم يكن يتوقع أهالي "قرية محطب" أن يخطف وباء الكوليرا أحداً منهم "محمد العداهي" كانوا يطلقون عليه صاحب الابتسامة الدائمة فكلما يتحدث إليه أبناء قريته يبادلهم بالضحك وإطلاق النكات فيصنع البهجة لكل شخص يقابله ويتحدث إليه.
خلال الفترة الماضية داهم وباء الكوليرا خلال الأيام الماضية قرية نائية في مديرية السياني بمحافظة إب (وسط اليمن) تنام القرية على جبل مرتفع بعيداً عن ضجيج المدينة لكنها لم تسلم من الوباء الذي عصف بالبلاد خلال العاميين الماضيين وتسبب بوفاة المئات من الأشخاص.
وتحدث أبناء القرية لـ "يمن شباب نت" عن تفشي الإسهالات الحادة في منطقتهم خلال الأيام الماضية وهم يعتقدون أن الإسهال عادي كما يحدث مع أي مريض سواء كان صغير أو كبير وينتهي باستخدام بعض العلاجات التقليدية لكن هذا لم يحدث.
توفي أكثر من ثلاثة أشخاص في نفس القرية بسبب "وباء الكوليرا" دون أن يعرفون أن ما حدث معهم هو الوباء القاتل الذي اجتاح البلاد ووصل مؤخراً إلى القرى النائية، ولم يكن يعتقد أياً من أبناء القرية أن الوباء سيصلهم بسبب بعدهم عن تلوث المدينة والتفشي الذي عادة ما يحدث الا في المدن المزدحمة بالسكان.
حزن في القرية
يتناقل أبناء القرية بحزن شديد وفاة "محمد العداهي" حيث أحدثت فاجعة في أوساط قريته الصغيرة، وتساءل الناس عن سبب وفاته فكان بسبب حالة مفاجئة من ألقي حتى فقد كل السوائل من جسده وفارق الحياة وهي أعراض "وباء الكوليرا" لكن الناس لا يعرفون ذلك فحديثهم ينتهي بالدعوات بالرحمة والتسليم بالأجل الذي داهمه.
لم تخلص فاجعة القرية بوفاة "العداهي" حتى لحقه آخر يدعى "محمد حسن مثنى" مما أثار مخاوف لدى السكان في انتشار الوباء ووفاة آخرين خلال الأيام القادمة في ظل وضع إنساني سيئ يعيشه المواطنين، وغياب كلي للمراكز الصحية القريبة والمجهزة بالإسعافات الطارئة لمواجهة الوباء.
يخشى سكان القرية ان يحصد الوباء مزيدا من الأشخاص ويستوطن الحزن والفجيعة في قريتهم الصغيرة التي تغيب عنها المنظمات الإنسانية الدولية، وسلطات الأمر الواقع التي لا تكترث كثيراً لحالة السكان والمعاناة التي تواجههم، يواجه السكان الوباء منفردين بلا حيلة ولا معرفة كيفية مواجهته.
مناشدات بالتدخل السريع
ناشد سكان قرية محطب عبر "يمن شباب نت" المنظمات الإنسانية بالتدخل لمنع انتشار وباء الكوليرا في منطقتهم قبل أن يتفشى بشكل أكبر في أوساط سكان القرية والتي تعد أكبر قرى مديرية السياني ويصل مجموع سكانها «5000 نسمة» وتمتد في التلال والجبال والوديان في المنطقة المرتفعة.
وقال الصحفي "عبد الله السقلدي" والذي يعد أحد أبناء القرية "أن مرض الكوليرا يرعب أبناء القرية ويعيشون خائفين بشكل مستمر من التفشي بشكل أكبر في ظل الوضع المعيشي السيئ الذي يعيشه
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" أن القرية يوجد فيها مركز صحي غير مؤهل ومعطل على العمل ولا يوجد فيه إمكانيات كافية لمواجهة وباء الكوليرا سواء من العلاجات الطبية أو التوعية الصحية للسكان ووقايتهم من الوباء.
وناشد السقلدي المنظمات الدولية بإرسال تجهيزات طبية إلى المركز الصحي في القرية والعمل على إدارته بشكل كامل واتخاذ مقرة مركزا لمكافحة الكوليرا بالمنطقة بكاملها قبل أن تحل الكارثة ولا أحد يستطيع ايقافها إذا تفشت بشكل أوسع.
وباء الكوليرا
عاود وباء الكوليرا بالظهور من جديد في "قرية محطب" وعدد من المناطق في محافظة إب وسجلت إصابة 30 حالة في إحصائية غير دقيقة وفقا لمصدر طبي، وكانت منظمات الأمم المتحدة أعلنت خلال الأشهر الماضية التخلص من الوباء والحد من انتشاره.
وفي أغسطس/ آب الماضي حذرت الأمم المتحدة من خطر انتشار موجة ثالثة من وباء الكوليرا في اليمن، داعية أطراف الصراع لحماية المدنيين ومرافق البنية الأساسية، وقالت "لدينا تقارير تفيد بزيادة الحالات التي يشتبه في إصابتها بمرض الكوليرا في اليمن، بما يثير القلق البالغ بشأن احتمال تفشي موجة ثالثة للوباء".
وذكر بيان الأمم المتحدة أنه منذ أبريل/نيسان 2017 أبلغ عن أكثر من 1.1 مليون حالة إصابة مشتبه فيها بالكوليرا، وأكثر من 2300 وفاة مرتبطة بالمرض.
وقالت اليونيسف أمس الخميس "ان 8.6 ملايين طفل في اليمن لا يتمكنون من الحصول على المياه الصالحة للشرب بسبب الحرب في اليمن"، واكدت على ضرورة حماية الاطفال اليمنيين من الاصابة بمرض الكوليرا بسبب النظافة غير الكافية ونقص مياه الشرب.
أخبار ذات صلة
الجمعة, 23 نوفمبر, 2018
إب: وفاة ثلاثة مواطنين في مديرية السياني بوباء الكوليرا