حذرت النائبة في مجلس الشيوخ الفرنسي ناتالي غوليت من خطورة الحوثيين باعتبارهم مجرد أداة بيد إيران تستخدمها في خضم معركتها الدولية، لافتة الى أن حرب اليمن هي حرب خطرة تجري بالوكالة ضمن معركة إيران الدولية.
وناتالي غوليت، هي عضوة في مجلس الشيوخ الفرنسي، عن منطقة أورني، في إقليم نورماندي (شمال فرنسا)، منذ عام 2007؛ وقادت لجنة التحقيق في شبكات الجهاديين في أوروبا وكتبت تقريرا لمنظمة حلف شمال الأطلسي حول تمويل الإرهاب.
وفي مقال لها نشرته الجمعة، 16 نوفمبر، على موقع "ذا هيل" الامريكي، وترجمة "يمن شباب نت" إلى العربية، انتقدت السياسية والنائبة الفرنسية، التعاطف والتساهل الذي تبديه بعض وسائل الاعلام والسياسيين الغربين تجاه الحوثيين، الذين وصفتهم بـ"الارهابيين"، وتتهمهم جماعات حقوق الانسان بتجنيد الاطفال والزج بهم في جبهات القتال، اضافة ًالى تصرفهم كـ"جيش ارهابي".
أما ما هو أسوأ في نظرها، هو "أن الحوثيين، لا يؤخذون على محمل الجد في العواصم الغربية.."، مشيرة بهذا الصدد إلى تبني العديد من الصحف والسياسيين في العالم الغربي "نغمة إيجابية غريبة" حيالهم. ففي الأسبوع الماضي فقط، كما تقول الكاتبة "أعرب عدد من أعضاء البرلمان الفرنسي عن دعمهم للإرهابيين (الحوثيين) في الجمعية الوطنية، على الرغم من أن سيطرتهم على الحديدة تسببت في حدوث مجاعة على نطاق واسع وغير مسبوق".
وأضافت: "لقد سمحت القيمة الدعائية للمشاعر المعادية للسعودية، والمتجلية حاليا في أروقة بعض وسائل الاعلام التابعة للسلطة الغربية، بالإضافة الى صور الأطفال الجائعين التي يجري عرضها من دون سياق، لبعض صانعي الرأي بتجاهل الصورة الأكبر- وهي أن التحالف في اليمن يحارب الإرهاب (الحوثي) بناء على طلب الحكومة اليمنية وبحضور الأمم المتحدة."
وكانت الكاتبة، لفتت في مطلع مقالها، الى أنه "في الوقت الذي تركز فيه الاهتمام الدولي على التهديد الوجودي الذي يمثله داعش- وهو تنظيم إرهابي سيطر على أراض معظمها ريفية وحصل على دعم محدود، إن وجد، من قبل دول أجنبية- فقد حقق المتطرفون الحوثيون في اليمن ما كان فقط يحلم به نظرائهم في العراق وسوريا، وهو: الهيمنة وزعزعة الاستقرار في بلد جرى تدميره بالفعل بالفقر والنزاع القبلي والفساد."
وأشارت إلى أن الحوثيين، وعلى مدار عشر سنوات تقريبا، سيطروا على أجزاء كبيرة من اليمن، بما في ذلك العاصمة لأحد أفقر دول العالم. وأقاموا بناء دولتهم الإرهابية الخاصة بهم في صنعاء واستخدموها منطلقاً لشن هجمات صاروخية ليس فقط على مطار الرياض ولكن على مطار أبو ظبي أيضاً.
وأكدت على أنهم فعلوا كل ذلك "بدعم كامل من الحرس الثوري الإيراني، الذي قام حتى بإعارة شركائه اليمنيين شعار الثورة الإيرانية، وهو: "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام".
وقالت إن الأدلة على تورط الجيش الإيراني في اليمن أصبحت دامغة. "ففي العام الماضي، قدم المسؤولون الأمريكيون أدلة على أن إيران قامت بتزويد المتمردين الحوثيين بصواريخ بالستية قصيرة المدى والتي تم إطلاقها فيما بعد على مناطق مدنية بالسعودية، واستهدفت مواطنين من مختلف الدول. حتى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قدم أدلة إلى مجلس الأمن تفيد بأن إيران كانت تزود المتمردين الحوثيين بالصواريخ الباليستية في ما يمثل تحدٍ لقرار الأمم المتحدة رقم 2231".
ومع ذلك، ترى النائبة الفرنسية، في مقالها، أن "ما يشغل اهتمام الحوثيين ومموليهم الايرانيين لا يقتصر فقط على صنعاء- أو حتى اليمن- فحسب، وإنما هي طرق شحن النفط في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، كما بدا جلياً من هجوم الحوثيين على ناقلات النفط السعودية في يوليو الماضي مما دفع المملكة السعودية إلى تعليق شحنات النفط في البحر الأحمر، وهي خطوة ألقت بظلالها على أسواق النفط العالمية."
وأكدت على أن "إيران دولة ذات توجه أيديولوجي. وبلا شك فإن لعبتها النهائية تتمثل في استخدام احتلالها لليمن بالوكالة عبر الحوثيين للسيطرة على إمدادات النفط العالمية وإضعاف جيرانها السنة."
وعن تجاهل الاعلام الغربي لخطر الصراع في اليمن، وكون الحوثيين ليسوا سوى أداة ضمن اللعبة الدولية الايرانية، في الوقت الذي يتجاهل فيه الصورة الأكبر المتمثلة بكون التحالف يقاتل في اليمن بدعوة من الحكومة الرسمية المعترف بها دوليا، اشارت الكاتبة إلى هذه الصورة الأخيرة بأعتبارها "صورة أكبر لم يعد بوسعنا تجاهلها، من أجل أطفال اليمن"، مشيرة إلى أن منظمة العفو الدولية كانت قد انتقدت الحوثيين لتجنيدهم بشكل ممنهج للقتال على الخطوط الأمامية للصراع. كما اشارت أيضا إلى ما كشفه الائتلاف اليمني غير الحكومي المعني برصد انتهاكات حقوق الإنسان في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، عن ارتكاب الحوثيون للفظائع ضد الآلاف من المدنيين اليمنيين، بمن فيهم النساء والأطفال الذين كانوا ضحايا عمليات إعدام غير قانونية وحالات الوفاة تحت التعذيب.
وأعربت، على اثر ذلك، عن استغرابها وذهولها من نشر صحيفة "واشنطن بوست" الأسبوع الماضي مقالا لمحمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية التابعة للحوثيين، معتبرة ً أن "كل ما ذكرته سلفا يجعل من أكثر دواعي الدهشة أن يتمكن القيادي الحوثي، محمد علي الحوثي في الأسبوع الماضي من استخدام صحيفة الواشنطن بوست للتواصل مع الجماهير الغربية وتسويق نفسه كقائد مرموق."
وأكدت "صحيح أن ذلك لا يعني أننا يجب ألا نسعى إلى السلام. ولكن لجعل السلام ممكنًا في اليمن، فإن الخطوة الأولى تكمن بالاعتراف بالعدو على حقيقته كما هو: وكيل إيراني مهيمن محلياً ولكنه خطير عالميًا ويعمل كجيش إرهابي."
وقالت: لا شيء من ذلك ينبغي أن يفاجئنا. ذلك أن شهية إيران لتنسيق الهجمات الإرهابية على الأراضي الأجنبية أمر راسخ. حيث أعلن تقرير صدر مؤخرا عن وزارة الخارجية الأمريكية، عن أن إيران لا تزال واحدة من الدول الرائدة في العالم في رعاية الإرهاب نظراً لشبكاتها التمويلية وخلاياها النشطة التي تعمل في جميع أنحاء العالم.
وأشارت أيضا إلى أنه "في الشهر الماضي، اتهمت الحكومتان البلجيكية والفرنسية دبلوماسيًا إيرانيًا بالتخطيط لهجوم بالقنابل- وهو الأحدث ضمن سلسلة طويلة من التورط الإرهابي الإيراني العالمي تعود إلى هجوم بيروت عام 1983 الذي نفذه حزب الله الشيعي، والذي أودى بحياة 241 شخصًا من البحرية الامريكية."
واختتمت بالإشارة الى أهمية الاستفادة مما وصفته بـ"وسطاء اقليمين رئيسيين". حيث أنه "بمجرد أن نعترف بالعدو كما هو، فإنه يجب علينا أن ندمج ذلك باستراتيجية دبلوماسية تستفيد من وسطاء إقليميين رئيسيين، مثل عُمان، التي تعد من حلفاء الغرب في الوقت الذي تملك فيه أيضاً قنوات اتصال خلفية ثابتة مع طهران التي شكلت لسنوات جزءًا من المشكلة. ونحن الآن بحاجة إلى أن تكون جزءاً من الحل".
واستدركت بالقول: بيد أنه لا يمكن أن يحدث أي من ذلك في ظل الدعم (الايراني) المستمر للإرهاب الحوثي وجرائم الحرب. ولذلك فإنه ومن أجل منع وصول حزب الله جديد في اليمن، يجب علينا إغلاق خطوطه المستخدمة في جمع التبرعات والإمدادات من إيران ووكلائها في جميع أنحاء العالم. إذ أن الفشل في القيام بذلك سيشكل واحدة من أكبر حالات الفشل الجيوسياسي والإنساني في زماننا.
- لقراءة المادة الأصلية باللغة الأنجليزية على موقع "The Hill" الأمريكي.. أضغط هنا