كشف "مركز النزاع المسلح ومشروع تحليل بيانات الأحداث" (ACLED)* أن أكثر من 57 ألف شخص، لقوا حتفهم جراء الصراع والحرب في اليمن منذ عام 2016، بينهم أكثر من 6,000 مدني، فقط.
وقدمت ميليسا بافليك، محللة أبحاث في المركز، مخطط رسم بياني (أنفو جرافك)، خصصته لتحليل ضحايا الحرب في اليمن. وقدّرت فيه- وفقا للتقارير- أن أكثر من 57,442 شخصا، لقوا حتفهم في صراع اليمن منذ عام 2016، وحتى الأن. لكنها سلطت الضوء أكثر على الضحايا المدنيين.
وصدَّرَ المركز مخططه البياني، الذي ترجم محتواه "يمن شباب نت"، بعبارة توضيحية أعلاه، تقول إن "حساب كلفة الحرب الأهلية اليمنية تؤكد حجم الدمار الواسع النطاق للصراع".
وترجم "يمن شباب نت" ما ورد في مخطط الرسم البياني على شكل تقرير، وفقا للتفاصيل والتحليلات التي تضمنها، على أجزاء ثلاثة:
1) توزيع إجمالي الضحايا على الجهات الفاعلة والمتأثرة
بحسب المخطط فإن العدد الكلي للضحايا، والمقدر بأكثر من 57,400 شخص، يتوزعون على أربع فئات، وبنسب متفاوتة، على النحو التالي: -
- 62 % من الضحايا، بفعل الاشتباكات بين الجهات الحكومية
- 14 % من الضحايا، بين الجهات الحكومية وغير الحكومية
- 12 % من الضحايا، يشملون قوات أخرى
- 11 % من الضحايا، استهداف لمدنيين
وفي تلخيصها لهذه النتائج، أوضحت الباحثة أن "عددا كبيرا إلى حد ما من الضحايا يسقطون على طول الساحل الجنوبي الغربي وعلى الحدود الشمالية الغربية لليمن مع المملكة العربية السعودية. أما غالبية الضحايا فيسقطون جراء الأحداث بين قوات الدولة الرسمية. وعلى الرغم من ذلك، فإن التدقيق في أكثر من 6,000 حالة قتل نتيجة أحداث تشمل المدنيين لهو أمر يؤكد حقيقة أن حالات القتل لا تبدو متشابهة في جميع أنحاء البلاد".
2) توزيع الضحايا المدنيين حسب الانتماء
وتشير تقديرات المركز- طبقا لما تضمنه الرسم البياني- إلى أن "أكثر من 6,000 مدني قتلوا في اليمن خلال الفترة من 2016 إلى 2018، ومع أن عدد كبير منهم معلوم بأنهم ماتوا أثناء القتال، إلا أنه في معظم الحالات لم يتم الإبلاغ عن هوية المدنيين الذين تعرضوا للقتل. وفي كل الأحوال، فإن البعض منهم ينتمون إلى مجموعات أو مهن معينة هي من جعلتهم ربما أكثر عرضة للاستهداف".
ويشير الرسم البياني، في جزءه المرفق هنا، على اليسار، إلى أن معظم المدنيين الذين لقوا حتفهم يُعرفون في الغالب بانتمائهم إلى مجموعات غير مقاتلة (القوس الأزرق من الدائرة، والتي تشمل: مجموعات قبلية "Tribal Group"، ولاجئين ونازحين "refugees and IDPs").
كما أن بعض المدنيين المرتبطين، أو ما يقال إنهم مرتبطون، بالمجموعات المقاتلة (غير الرسمية- مثل جماعة الحوثي) يعانون أيضاً من الوفيات أثناء النزاع.
3) العلاقة بين الضحايا المدنيين والجهات القاتلة حسب المنطقة
وركزت الباحثة أكثر، على الضحايا المدنيين، البالغ عددهم أكثر من 6,000 مدني، والذين لقوا حتفهم من قبل كافة الأطراف الفاعلة والمنخرطة والمؤثرة في الحرب.
وأشارت، ضمن شروحاتها المرفقة ضمن الرسوم البياني، إلى أن "الضحايا في اليمن يسقطون جراء أنواع عديدة ومختلفة من الاشتباكات، التي تؤثر فيها فئات مختلفة من الجهات الفاعلة وتحدث في جميع أنحاء البلاد".
ووزعت الباحثة الجهات الفاعلة المرتكبة للقتل، على ثلاث فئات رئيسية، هي: قوات مقاتلة أجنبية وأخرى، وقوات مقاتلة تابعة للدولة (رسمية)، وقوات مقاتلة غير حكومية (غير رسمية). (جاء هذا الترتيب بحسب ما هو محدد في المخطط البياني، ضمن المربع الظاهر على الجهة اليمنى/ المترجم).
كما، وزعت الباحثة اليمن إلى خمس مناطق جغرافية، لتسهيل عملية توزيع نسب الضحايا المدنيين عليها، وهي (بحسب ترتيب المخطط من الأعلى إلى الأسفل): مرتفعات اليمن الغربية، تعز، المناطق القبلية الشمالية، جنوب اليمن، وشرق اليمن.
وبحسب التوضيحات الواردة في هذا الجزء من المخطط، فإن كل خط ملون يمثل منطقة جغرافية من اليمن، بينما موضع هذه الخطوط على كل خط عمودي يبين المستوى النسبي لضحايا القتل المدنيين بالنسبة لكل نوع من الأنواع الثلاثة المحددة لمرتكبي تلك الجرائم.
وعليه، كما يوضح المخطط، فإن المرتفعات (الخط البرتقالي الأعلى)- وهي المناطق الأقل عنفا في البلاد بشكل عام؛ وشرق اليمن (الخط الأحمر بالأسفل) (ملاحظة المترجم: حدد المخطط هذا الخط باللون الأحمر، مع انه يظهر للعيان بلون أصفر غامق)– وهي بشكل عام المناطق الأكثر عنفاً في البلد- تصنف ضمن مستويات الضحايا المدنيين الذين ارتكب بحقهم القتل عبر جميع الفئات القاتلة، كما هو ظاهر في الانحدار الأفقي البسيط نسبيًا لخطوطها، على نحو تبادلي ثابت.
والفروق الكبيرة الشديدة بين الشمال (الخط الرمادي)، وجنوب اليمن (الخط الأصفر) (الأقرب إلى البيج/ المترجم)؛ هذه المناطق التي تشهد نزاعات عالية تتضمن على التوالي أدنى وأعلى مستوى من الوفيات المدنية التي ترتكبها الجهات الفاعلة غير التابعة للدولة (غير الرسمية)، مما يشير إلى طبيعة التمثيل الطبوغرافي المتباين للمناطق.
(ملاحظة المترجم: لم يرد ضمن المخطط البياني أي توضيح للخط الأزرق المخصص لمنطقة تعز، لكن الواضح- كما يظهر في المخطط- أن هذه المنطقة تعتبر نسبة الوفيات المدنية فيها أعلى من جهة القوات الحكومية، بينما تقل بالنسبة للقوات الأجنبية وغيرها، وتقل أكثر بالنسبة للقوات غير الحكومية. ومع ذلك، فهذا واقعيا غير صحيح، ولا يعلم من اين استقت الباحثة هذه المعلومات غير الدقيقة؟ حيث كما هو معلوم أن نسبة ضحايا القتل من المدنيين هي الأعلى عبر القوات غير الحكومية "جماعة الحوثي").
- المصدر الأصلي لمخطط الأنفوجرافك.. من هنا
----------------------------------------------------------------------------------------------------
*(Armed Conflict Location and Event Data Project : هو اختصار لأسم المركز:(ACLED