كشف تقرير خاص للجنة الطبية لجرحى تعز عن مشاكل جمة يعاني منها جرحى تعز الذين يتلقون العلاج في الهند ومخالفات ترتكبها لجنة متابعة شئون الجرحى في الهند ووجود مبالغات في أسعار العمليات والتحاليل الطبية وغياب أي عمل مؤسسي مهني في عمل اللجنة.
 
وأكد التقرير، الذي يفترض أنه ما يزال سريا في إطار اللجنة وحصل عليه "يمن شباب نت" من مصادر خاصة، على معظم ما ورد في شكاوى جرحى تعز بالهند طوال الفترة الماضية ضد لجنة الهند برئاسة علي الجرادي.  
 
وكانت اللجنة الطبية بتعز أوفدت الدكتور منصور الوازعي، عضو اللجنة الفنية باللجنة الطبية، إلى الهند لتفقد أحوال الجرحى هناك ورفع تقرير بنتائج الزيارة، بعد أن تزايدت شكاوى الجرحى ضد رئيس لجنة الهند، وكشفهم ونشرهم على صفحات التواصل الاجتماعي ما يتعرضون له من معاناة وإهمال متعمد وسوء معاملة.
 
واستغرقت زيارة مندوب اللجنة إلى الهند قرابة شهر ونصف، خلال الفترة من 8 يونيو وحتى 23 يوليو الماضيين. حسبما ورد في التقرير المذكور.
 


ومن أبرز ما كشفه التقرير، في جانب الفساد المالي للجنة الهند، تأكيده على أن "هناك مبالغة في أسعار العمليات والتحاليل الطبية والأجهزة"، وأن "ما يقارب نصف المبلغ الذي تم ارساله كان كافيا لعلاج كل الحالات".
 
وعزز التقرير ما ظل الجرحى بالهند يشكون منه طوال الفترة الماضية، بما في ذلك معاناتهم مع الإيجارات الشهرية ووجود تمييز تفرضه اللجنة بين جرحى وأخرين من فصائل أخرى في الجانب المالي والعلاجي، وقيام اللجنة بكسب بعض الجرحى على حساب البعض الأخر ووجود مماطلة في تسليم بعض المستحقات وتأخيرها.
 
ومن ضمن شكاوى الجرحى التي ذكرها التقرير، تعامل اللجنة السيء والمتعب مع كل من وقع بتغيير رئيس اللجنة أو عبر عن شكواه وتذمره من اللجنة بالنشر على صفحات التواصل الاجتماعي، ووصول الأمر إلى فرض رقابة على مكالمات الجرحى الصادرة والواردة وتسجيلها.
 
وكشف معد التقرير، ضمن ملاحظاته الخاصة لحال اللجنة وقت الزيارات، انحصار كامل عمل اللجنة على رئيسها (الجرادي)، وغياب شبه كامل لبعض الأعضاء، وعدم وجود أي عمل مؤسسي مهني في عمل اللجنة، وعدم وجود أي عقود مع المستشفيات، ومثلها أيضا عروض السعر اللازمة للعمليات الجراحية وبقية الفحوصات والأجهزة.. الخ، وغياب قاعدة البيانات لملفات الجرحى، حيث توجد بعض الملفات فيما يتم إعداد البقية وغياب الكشوفات المالية عن الملفات إلا القليل منها، وعدم إعطاء الجرحى نسخ من تقاريرهم.
 
وأشار إلى جزء من المعاناة التي لاحظها بنفسه، منها: معاناة الجرحى الكبيرة فيما يخص السكن "بل ويصل الأمر أحيانا إلى إهانة الجرحى وقطع الماء والكهرباء عليهم وتهديدهم بالحبس، وتأخير الفيز للمرضى ومرافقيهم، وتأخر خروج بعض الحالات من المستشفيات، وعدم استكمال إجراءات اعتماد بعض الجرحى، رغم أنه قد تم اعتمادهم قبل أشهر.
 


وذكر التقرير أن هناك استهتار وعدم جدية في التعامل مع أمور كثيرة، منتقدا "عدم سرعة التجاوب من لجنة تعز" مع شكاوى الجرحى.
ومن ضمن الأمور الهامة، التي استغرب منها معد التقرير أن هناك العديد من الحالات التي لم تقرر اللجنة الفنية في تعز سفرها ليتفاجئ بوجودها هناك برغم معرفته المسبقة بأنها ليست في قائمة الجرحى الذين أقرت اللجنة الفنية- التي هو عضو فيها- سفرهم أثناء دراسة الملفات الخاصة بالجرحى.
 
وتضمن التقرير في نهايته مقترحات للحلول والمعالجات.
 
وأفادت مصادر في رابطة جرحى تعز بالهند، أن الدكتورة إيلان محمد عبد الحق، رئيسة اللجنة الطبية بتعز، استبقت قرارات اللجنة التي يفترض اتخاذها بعد اطلاعها على التقرير ومناقشته، وقامت أمس بإصدار تكليف للدكتور شاهر علي سعيد، لتسيير المهام في لجنة الجرحى بالهند.
 


وأعتبر مصدر قيادي في رابطة جرحى تعز بالهند، أن هذا التكليف من الواضح انه محاولة التفافية على مطالب الجرحى بإقالة لجنة الهند وإحالتها للتحقيق، لافتا إلى أن الدكتور شاهر المكلف بتسيير مهام اللجنة يعد أحد أعضاء اللجنة الحالية المتهمة بالفساد واساءة معاملة الجرحى وامتهانهم.
 
كما أكد المصدر لـ"يمن شباب نت" أن الجرادي، رئيس لجنة الهند، ما يزال يعمل في اللجنة، وأن بعض المعلومات تفيد أنه سيتولى الإدارة المالية والحسابات، الأمر الذي يثير علامات استفهام كبيرة بشأن إصرار رئيسة اللجنة على إبقائه، بل وتسليمه هذا الجانب الحساس والخطير.
 
وشدد على أن مطالبهم بتغيير رئيس اللجنة وأعضائها وإحالتهم إلى التحقيق في التهم الموجهة إليهم، لن يتراجعوا أو يتنازلوا عنها، وأن هذه المطالب ستصل إلى رئيس الجمهورية ورئيس حكومته، وسيضاف إليها مطلب إقالة وتغيير اللجنة الطبية بتعز وإحالتها للتحقيق في كل ما تعرض له جرحى الوطن بالهند.
 
يأتي ذلك في حين رفعت رابطة جرحى تعز من سقف مطالبها لتشمل مطلب إقالة ومحاسبة رئيسة وأعضاء اللجنة الطبية بتعز، وطالت انتقاداتها محافظ المحافظة، كما جاء في البيان الصادر عنها الخميس، والذي دعت فيه إلى التصعيد وتنفيذ اعتصام مفتوح جوار المقر المؤقت لمحافظ المحافظة بشارع جمال ابتداء من يوم غد الأحد.