نشر موقع "المونيتور الأمريكي" تقريرا يتحدث عن التحركات الدبلوماسية للإمارات بشأن التوصل إلى اتفاق سلام ينهي الحرب في اليمن.

وقال التقرير الذي أعده "جاك دتش مراسل الموقع بالكونغرس" وترجمه للعربية "يمن شباب نت"  يدعم كلاً من السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة وريم الهاشمي وزيرة التعاون الدولي في دولة الإمارات، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في الوقت الذي يحاول فيه الحصول على توقيعات سعودية وإماراتية وحوثية على خطة من 17 نقطة لإحلال السلام في البلد الذي مزقته الحرب"

وأضاف التقرير، أن العتيبة  بعث برسالة للكونغرس عن أن القوات العربية التي تقودها السعودية التي تقاتل في اليمن، تمنح المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران "أكبر فرصة ممكنة". "للانسحاب السلمي من ميناء الحديدة الاستراتيجي.

 ونقل المونيتور عن مسئولان أمريكيان سابقان إنّ الإمارات العربية المتحدة تفقد حماسها بشنّ هجوم مباشر ضدّ المدينة التي يقولون إنها تعززت بالمدافعين الحوثيين الذين يقطعون خطوط الإمداد التابعة للتحالف.
 
"نص التقرير"
 
يتحدث كبار المسئولين الإماراتيين عن جهودهم الدبلوماسية في اليمن في الوقت الذي تتطلع فيه الأمم المتحدة إلى إبرام اتفاق سلام ويضيف الكونغرس قيوداً جديدة على الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها دول خليجية.
 
وفي رسالة بعث بها إلى قادة الكونغرس في حزيران (يونيو) واطلع عليها المونيتور، كتب سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة عن أن القوات العربية التي تقودها السعودية التي تقاتل في اليمن، تمنح المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران "أكبر فرصة ممكنة". "للانسحاب السلمي من ميناء الحديدة الاستراتيجي.
 
كما أكد العتيبة على أن التحالف الذي تقوده السعودية قام بتخزين ما يكفي من الغذاء لإطعام 6 ملايين يمني لمدة شهر في حال كان ميناء الحديدة الذي يعتبر الطريق الذي تمر عبره ثلاثة أرباع المساعدات الإنسانية التي تدخل البلاد، معطلًا.
 
وقد تم إرسال الرسالة إلى زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كوركر، و آر تنن و 15 مكتبًا آخر، بما في ذلك مجموعة من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين الذين انتقدوا إعادة تزويد الولايات المتحدة بالوقود للمقاتلات السعودية والإماراتية في الحرب الجوية ضد الحوثيين.

حيث لا يزال المشرعون الأمريكيون متشككين حيال ذلك .
 
وفي 23 يوليو / تموز ، أصدرت لجان الخدمات العسكرية في مجلسي النواب والشيوخ تشريعاً دفاعياً مشتركاً يلفت الانتباه إلى الممارسات الإماراتية عند مراجعة مشاركة الولايات المتحدة في الحرب في اليمن ويطالب تقرير المؤتمر البنتاغون بالتحديد بإخبار الكونغرس عما إذا كانت قوات التحالف الأمريكية أو العربية تنتهك القانون الفيدرالي أو سياسة البنتاغون، في حين يقيد قانون آخر إعادة تزويد الولايات المتحدة بالوقود في حملة اليمن ما لم تقم الإمارات والسعودية بجهود لدعم محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة وبايجاد حل للأزمة الإنسانية المتنامية بالإضافة الى تقليص الوفيات في صفوف المدنيين.
 
وقال أحد موظفي لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ لموقع "المونيتور" إن المشرّعين قد مدّدوا شرط الشهادة للإمارات بناء على تقييم بأنّ الدولة الخليجية ستلعب دوراً رئيسياً في حلّ النزاع في اليمن.
 
وفي العلن يدعم كلاً من العتيبة وريم الهاشمي وزيرة التعاون الدولي في دولة الإمارات، مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث في الوقت الذي يحاول فيه الحصول على توقيعات سعودية وإماراتية وحوثية على خطة من 17 نقطة لإحلال السلام في البلد الذي مزقته الحرب. .

 
وقالت باربرا ليف، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الإمارات، لموقع "المونيتور: " لقد أرادوا طيلة عامين أن يروا عملية سياسية تبدأ من جديد".

وأضافت "هذه هي الطريقة التي سيرون من خلالها أن أهدافهم قد تحققت بالفعل وليس في ساحة المعركة."
 
ويبدو بأن تلك العملية شهدت تقدماً في 23 يوليو وذلك عندما غردت السفارة اليمنية في واشنطن في حسابها في تويتر بأن الرئيس الذي يتواجد حالياً في الخارج، عبد ربه منصور هادي قد قبل خطة غريفيث من حيث المبدأ.
 
غير أنه وعلى الرغم من إعطاء عملية السلام محفزات علنية إلا أن مصادر مطلعة على محادثات العتيبة مع قادة مجلس النواب ومجلس الشيوخ خلال الأسبوع الماضي، تقول إن سمسار النفوذ الإماراتي يخفي قبضة حديدية داخل قفازه الناعم .
 
حيث أنه وعقب أن منحت إدارة ترامب للإماراتيين "ضوءًا أخضراً" للمضي قدمًا في عملية الحديدة دون مساعدة الولايات المتحدة خلال الشهر الماضي، فقد أخبر مصدران موقع المونيتور بأن العتيبة أعرب عن توقعاته بأن يقدم البنتاغون الدعم في حالة استئناف العمليات العسكرية.
 
وتكرر الرسالة التي جرى إرسالها في يونيو للمشرعين التأكيد على الطلب الذي تقدمت به الإمارات العربية المتحدة للحصول على معدات إزالة الألغام التي ستكون مطلوبة لاستئناف تدفقات البضائع الاعتيادية إلى الحديدة، أو لشن هجوم برمائي على المدينة.
 
كما طلب العتيبة من الولايات المتحدة إدانة استخدام الحوثيين للأجهزة المتفجرة العشوائية والألغام البرية والبحرية وأعشاش القنص في المناطق المدنية المزدحمة كما التقى العتيبة والهاشمي مع نائب وزير الخارجية الأمريكي تيم لندركينج، وهو من كبار صناع السياسة الأمريكية في شؤون الخليج وذلك وفقاً لما قاله مسئول في وزارة الخارجية لموقع "المونيتور".
 
ووصف مسؤول أمريكي سابق على علم باللوبي الإماراتي في الكونغرس، عرضاً باستخدام تقنية باوربوينت سلط الضوء على الجهود إلانسانية، باعتباره "محصن لتحاشي اعطاء اجابات علنية".
 
وقد قام شركة هاجر العواد وشركاؤه الذي يعمل كقوة تأثير لصالح الإمارات، بتوزيع كتيب معلومات إلى الكونجرس في يونيو / حزيران، يفصل خطة إماراتية تتألف من خمس نقاط حول تقديم المساعدة للحديدة، وفقاً لسجلات وزارة العدل التي استعرضها (المونيتور )، بما في ذلك استراتيجية لتقوية ثلاثة مستشفيات وتوفير المأوى للأسر المهددة بالخطر وتزويد الميناء المحاصر بوحدتي تحلية متنقلة لتوفير المياه النظيفة.
 
وقال المسئول السابق إن الأمم المتحدة استخدمت المراكب الشراعية والسفن الصغيرة لإرسال المساعدات إلى جيبوتي في الأسابيع الأخيرة حيث يخشى الشاحنون من دخول الحديدة المليئة بالألغام.
 
وكان لدى العتيبة كلمات قاسية إزاء سياسة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي في منتدى أسبن للأمن الذي جمع صناع السياسة وخبراء الأمن القومي حيث قلل السفير من أهمية التأثير الأمريكي على صنع القرار الإماراتي في اليمن البلد الذي مزقته الحرب.
 
وقال العتيبة في لجنة استضيفت في منتجع كولورادو روكي ماونتن: "ليس لدينا الكثير من الدعم لما نقوم به في اليمن حالياً لكننا نقوم بذلك على أي حال، فأمريكا لم تعد ذلك الضامن العالمي " مضيفا.ً" كان ذلك بعد الحرب الباردة مما أجبر حلفاء الشرق الأوسط على اتخاذ إجراءات عسكرية أكثر استقلالية.
 
غير أنه إذا كانت محادثات جريفيث - وهي أول محاولة ناجحة لإيصال الحوثيين إلى طاولة المفاوضات منذ عام 2016 - مترددة ، فليس من الواضح للخبراء فيما ان كانت الخطة الإماراتية لاستعادة الميناء ستنجح.
 
وقد تجنب العتيبة والهاشمي الإجابة على تساؤلات بشأن الجدول الزمني للاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في حدث أقيم بمعهد دول الخليج العربي في واشنطن الأسبوع الماضي.
 
وقال مسئولان أمريكيان سابقان للمونيتور ، إنّ الإمارات العربية المتحدة تفقد حماسها بشنّ هجوم مباشر ضدّ المدينة التي يقولون إنها تعززت بالمدافعين الحوثيين الذين يقطعون خطوط الإمداد التابعة للتحالف. وتقول المصادر إن القوات المناهضة للحوثيين غير معدة للقتال في المناطق الحضرية.
 
وقال مسئول أمريكي سابق عن كتائب "تهامة"، وهي قوة محلية مشاركة في معارك الحديدة: "في كل مرة ترى صورًا لأولئك الأشخاص ترى انه بالرغم من صلابتهم، إلا أنهم يركضون مع الكلاشينكوف والصنادل".
 
ورفض مايكل نايتس المحلل في بوسطن والذي رافق القوات الإماراتية في وقت سابق من هذا العام، روايات بأن خطوط الإمداد الإماراتية في الحديدة قد تقلصت في الأسابيع الأخيرة ولكنه اعترف قائلاً: "كلما طالت المدة، كلما زادت صعوبة إعادة شن الهجوم".
 
كما أشار تقييم للأمم المتحدة صدر في يناير / كانون الثاني إلى أن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة تفضلان التوصل إلى اتفاق يتم إقراره دوليا للتوسط في إنهاء النزاع حيث قيمت الأمم المتحدة بأن الحوثيين رأوا وجود فائدة أكبر في استمرار القتال.
 
وفي حديثه في منتدى "أسبن" الأسبوع الماضي، بدا بأن العتيبة يشير إلى معضلة محورية لدولة الإمارات العربية المتحدة في النزاع تتمثل في الحرص على إنهاء القتال، مع ضمان أن لا يملك مقاتلي الحوثي موطئ قدم لإطلاق الصواريخ الباليستية المقدمة من إيران، ضد الأماكن المقدسة الإسلامية في المملكة العربية السعودية.
 
وقال العتيبة "هدف معظمنا في التحالف هو الخروج من اليمن". وأضاف "لا يمكننا أن نسمح بوجود موطئ قدم إيراني على حدود مكة والمدينة".