في نظرة إيجابية للحياة لصناعة الجمال والفن يعمل الفنان "هبشان" على ممارسة هوايته في الرسم والتشكيل بشكل يومي، يرسم الجمال والحب، والشخصيات اليمنية المؤثرة والمحفورة في ذاكرة اليمنيين.
"يعقوب سالم هبشان" فنان تشكيلي من محافظة حضرموت مدينة تريم، شرقي اليمن مواليد 1985م، ترعرعت معه الموهبة، منذ وقت مبكر من أيام دراسة الإعدادي، فكان يهوى الرسم، وكل يوم يكتشف رسم معين، ويطبقه في حياته من خلال متابعته للموهوبين في مجالات عديدة.
ويعتبر الفنان التشكيلي يعقوب هبشان، أحد رواد الفن في حضرموت واليمن عموماً، خصوصا في الرسم بالرمال، الذي يعتبر من الفنون النادرة في اليمن وتميز فيه بشكل لامع.
البدايات والتشجيع
يقول الفنان التشكيلي يعقوب، إنه لقي اهتمام وتحفيز خاص من أسرته منذ الصغر، وحتى هذا اليوم، حيث يوجد لدى الفنان معرض خاص في بيته، ولم ينسى يعقوب الدور الكبير والإيجابي لوالده".
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت" كنت أعمل بجوار والدي في ورشة ميكانيك وأرسم على الأبواب والسيارات، وكان والدي يشجعني ويعمل على تحفيزي بشكل دائم ومستمر".
يتحدث يعقوب عن تشجيع والده بامتنان عظيم لأنه أثر ذلك في حياته بشكل إيجابي في مسيرته الفنية، فنمت معه موهبته وحسه الفني، وتطورت إلى أن صار موهبة ومبدعاً في فن الرسم على مستوى اليمن.
تعلق الفنان "هبشان" بالرسم على الرمال عندما كان يشاهد في إحدى الفضائيات التلفزيونية، برنامج مواهب، فتُعرض فيه رسومات مختلفة، ومنها هذا الرسم الذي اتقنه، وأصبح الأول على مستوى اليمن يبدع ويتففن في رسوماته وتشكيلاته.
وما يميز هذا النوع من الرسم، بأنه يتم في الظلام، لتظهر ملامح الشخصية المراد رسمها، فرسم الشخصيات والمباني لديه لا تتجاوز بضع دقائق، فيرسم على زجاج ومن تحته إضاءة ورمل الصحراء الناعم ليتم به الرسم بكل سهولة.
الرسم في كل شيئ
تميز الفنان التشكيلي "هبشان" بتعدد الطرق والفنون التي يرسم بها تتجاوز العشر طرق، فكل طريقة تختلف عن الأخرى، فإلى جانب الرسم بالرمال على الزجاج الذي بدأها من العام 2010م، جاءت طريقة أخرى نادرة بل تكاد معدومة في اليمن وهي الرسم بقشر البيض، وبعدها تطور إلى الرسم بالألوان الزيتية على السيارات واللوحات.
وقال هبشان لـ "يمن شباب نت" أنه يرسم بالجبس والجص فيعامل الجبس بالماء ويعمل به عدة أكوام ويتم النحت فيها إلى أن يظهر الشكل أو المجسم الذي يريده، إضافة إلى الرسم بالتجسيم على شواطئ البحر، والرسم بمادة الزيت مع الرمش أو الرمل".
وأضاف "أنه يعمل على التجسيم بمادة الفلين (الورق المقّوى)، والرسم بلحام الحديد، والرسم على جدران المدارس والشوارع، والرسم بآلة تقطيع الحديد (الجلخ)، والرسم بالفحم فيتم تشكيل الفحم على شكل مرسم أو قلم ويتم الرسم به أي شيء يخطر على البال، وكذا الرسم بالنار (كاوية اللحام)".
مشاركات
امتلك "هبشان" قدرات وموهبة إبداعية حفي مجال الرسم، وشارك في عدد من المسابقات والمعارض داخل اليمن وخارجها، وشارك في مهرجان البريد اليمني بصنعاء، ومهرجان اليوم العالمي للشباب، ومعرض المكلا للسلام 2017م، ومعرض تيدكس المكلا.
بالإضافة إلى مشاركته في محافظة عدن العاصمة المؤقتة لليمن بعدة معارض منها معرض عدن الدولي يناير 2018م، ومعرض عدن للإبداع والاختراع 2018م الذي حقق فيه على ميدالية ذهبية، ومعرض عدن الثاني للتراث إبريل 2017م وحقق مراكز متقدمة.
وخارجياً أفاد بأنه شارك بجمهورية مصر العربية بثلاثة معارض في أواخر عام 2017م المركز الثقافي اليمني، ومعرض ملتقى المبدعين، ومعرض القاهرة الدولي للإبداع والاختراع.
آمال وطموحات
وقال الفنان هبشان "أنه عمل على تأهيل نفسه بتعلمه الدائم، واطلاعه على أحدث الرسومات، من خلال متابعته للفضائيات والبرامج التي تهتم بالمواهب والمبدعين، بالإضافة إلى متابعته لأحدث الرسومات، من خلال الإنترنت".
وبالرغم من أنه يمثل اليمن خارجيا، لكنه لم يتلقى على أي دعم مادي أو معنوي من الدولة، ولا تأهيل في جانب الدورات الخاصة التي تهتم بالمبدعين، ويطمح ويأمل هبشان بأن تأخذ الدولة بأيديهم وتؤهلهم للاستفادة منهم في المستقبل، فبالعلم تُبنى الدول وتنهض الأمم.
وفي زمن الحرب يعمل "هبشان" على ممارسة الفن كهواية وحب تعلق به منذ طفولته في ظل عدم وجود أي اهتمام حكومي من قبل وزارة الثقافة، والتي لم تعتمد له أي حوافز، في ظل غياب الاهتمام بالفن.