كشف تقرير بريطاني جديد عن أن المملكة المتحدة انخرطت في عمليات بناء القدرات في كل من الشرطة والجيش واجهزة الاستخبارات في اليمن بين عامي 2004 و2015، ذلك وفقاً لتقرير جديد يتألف من 43 صفحة أعدته مجموعة أكسفورد للأبحاث.
وقدم التقرير الذي ترجم "يمن شباب نت" اهم اجزاءه التي نشرها موقع "ميدل ايست مونيتور البريطاني" مراجعة نقدية لبرامج "التدريب والمساعدة" البريطانية في اليمن والنجاحات، وأسباب الفشل والدروس التي يمكن استلهامها من أجل أية بعثات مستقبلية.
وأشار التقرير أن المدربين البريطانيين "كانوا متواجدين على الأرض لوقت طويل" وقد تمكنوا من إحداث تغييرات في الوحدات اليمنية بما في ذلك إنشاء أول وحدات عسكرية للنساء في اليمن وتسهيل المشاركة الفاعلة للاستخبارات في الحكومة اليمنية.
وفي عام 2004 قامت كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة بتأسيس فريق تدريب مشترك لدعم وحدة مكافحة الإرهاب اليمنية التي تم إنشاؤها حديثًا حيث تم الانتهاء من دورات تدريبية قصيرة حول الملاحة والأسلحة الصغيرة على الرغم من أنها "لم تقم إلا بتطوير القدرات العملياتية لخفر السواحل" بحسب ما ذكر التقرير.
وأضاف "لقد حظي التدريب على الأنشطة العسكرية بمشاركة جيدة على الرغم من أن الدورات التدريبية في مجال الطب والسلامة لم تحظ بنفس القدر من الحضور".
وتابع التقرير "في ذلك الوقت لم يكن ذلك مؤثراً طالما أن الهدف الرئيسي تمثل في طرد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية- حيث حقق نسبة نجاح مرتفعة".
وذكر التقرير "أن النجاح البريطاني في اليمن جاء نتيجة للمشاركة المستمرة والرغبة في تطوير أهداف التدريب بالتعاون مع الشركاء اليمنيين وتضافر الجهود من قبل العديد من المؤسسات".
واستدرك التقرير "غير أن المدربين البريطانيين دخلوا اليمن وألقوا دروساً في المؤسسات اليمنية بطريقة بريطانية وهو ما فشل تماماً في تلبية "السياق الثقافي والسياسي المختلف جدا (للوضع في اليمن)"إذ أدى الفشل البريطاني إلى تقليل الفاعلية في التدريب وتعزيز التقنيات غير المنتجة".
وأضاف "لقد كانت مشاريع بناء القدرات في اليمن سرية للغاية ذلك أنها اشتملت على نشر "مجموعات صغيرة من الجنود لا تتمتع بحماية كافية ضد الهجمات في بيئات خطرة" إذا أن نشر هذه الأنشطة في وسائل الاعلام سيعرض أمنهم على ما يبدوا للخطر.
غير أن السرية أيضا تمنع تقييم البرامج، ففي حين أن الأجهزة الحكومية الخاصة ستقوم بمراجعة نجاح أو فشل مهمة ما فيما يتعلق بالأهداف الضيقة التي غالباً ما تكون مرتبطة بدورات تمويل قصيرة الأجل إلا أنه نادراً ما يتم تقييم هذه البرامج بشكل كلي.
واختتم التقرير بالإشارة إلى أنه ينبغي التركيز على نشر برامج التدريب والمساعدة لضمان استمرار القوات والكيانات في اليمن في تشكيل هيكل إداري متين أو المخاطرة في أن تصبح عقبة أمام السلام والأمن.
*لقراءة التقرير باللغة الإنجليزية إضغط هنا