كشف تقرير حديث لمنظمة "سايف ذي تشيلدرن"- (أنقذوا الأطفال)- عن انخفاض في مجموع درجات مؤشرات اليمن بالنسبة لحماية الطفولة، لهذا العام 2018، عن السابق.
وأعلنت المنظمة الحقوقية البريطانية غير الحكومية في أحدث تقرير لها 2018، أن أكثر من 1,2 مليار طفل في العالم، أي أكثر من نصف أطفال العالم، مهددون بثلاثة مخاطر رئيسية هي الحروب، والفقر المدقع، والتمييز ضد الفتيات (الجندر).
وأطلقت المنظمة الحقوقية البريطانية، الأربعاء، تقريرها الجديد عن العام 2018، بعنوان "الأوجه المتعددة للإقصاء"، ونشرته على موقعها الإلكتروني في 48 صفحة باللغة الإنجليزية، وأطلع عليه "يمن شباب نت"، وترجم الأجزاء الخاصة باليمن.
وفي تصديرها، لفتت المنظمة إلى أن هذا التقرير، الذي يأتي قبل يوم واحد من الاحتفال باليوم العالمي للطفولة في الأول من شهر يونيو/ حزيران، يبحث في: كيف أن هذه العوامل الثلاثة الرئيسية (الحرب والفقر، والتمييز الجندري)، تسرق من الأطفال طفولتهم في جميع أنحاء العالم.
ووضعت المنظمة الحقوقية البريطانية ترتيبا لـ175 دولة، بناء على التهديدات التي يتعرض لها الأطفال من ناحية الصحة والتعليم والعمل والزواج والولادة والعنف.
اليمن في التقرير
وأشارت المنظمة الحقوقية الدولية المعنية بحماية الأطفال، إلى أن حوالي 153 مليون طفل يعيشون في 20 دولة في العالم بينها أفغانستان والصومال واليمن وجنوب السودان، تجتمع فيها هذه التهديدات الثلاثة: الفقر المدقع والحروب والتمييز الجندري.
ومن بين الـ175 دولة، صنف التقرير اليمن في المرتبة رقم 145، في ترتيب مؤشر نهاية الطفولة 2018. وكشف انخفاضا في سجل اليمن هذا العام، بخمس نقاط، حيث أنخفض التقييم من 648 إلى 653 نقطة.
وجاء في التقرير: "انخفضت الدرجات في سوريا واليمن 12 نقطة و 5 نقاط على التوالي - سوريا من 668 إلى 656 واليمن من 653 إلى 648 - بسبب آثار الصراع على صحة الأطفال والتعليم والسلامة".
ووضع التقرير اليمن ضمن البلدان الأكثر خطورة على الأطفال بسبب الصراع. حيث أشار إلى أنه "وفقًا لأبحاث جديدة أجراها معهد أبحاث السلام في أوسلو، فإن أكثر البلدان خطورة للأطفال في الصراع هي: أفغانستان ونيجيريا والصومال وسوريا واليمن. كما وجدت الدراسة أن الحرمان من وصول المساعدات الإنسانية قد زاد 15 ضعفا في السنوات الأخيرة".
ولفتت المنظمة إلى أن سوء التغذية والمرض ونقص الرعاية الصحية تقتل أكثر من 20 مرة مقارنة بعدد الأطفال الذين يقتلون في مناطق الحرب، باعتباره عنفا مرتبطا بالنزاع.
وتزيد الصعوبات أكثر في المناطق التي تشهد نزاعات. إذ إن معدلات عمالة الأطفال والزواج القسري في هذه المناطق هي أعلى مما هي عليه في مناطق أخرى في حين يعتبر التعليم الابتدائي الشامل شبه غائب. حسب ملخص التقرير
كوارث الحرب على الطفولة
وأكد التقرير على أن "النزاع العنيف يعطل على نحو كبير الوصول إلى التعليم، مضيفا "في العديد من البلدان، بما في ذلك العراق وليبيا ونيجيريا والسودان وسوريا واليمن، تم استهداف المدارس والمدرسين والطلاب بالهجمات. كما تم احتلال المدارس من قبل المجموعات العسكرية والميليشيات المسلحة، مما يجعلها غير آمنة للأطفال".
"وكنتيجة لذلك"، ينوه التقرير إلى أنه "في أغلب الأحيان يتم إغلاق المدارس، أو قيام الآباء بإخراج أطفالهم خشية التعرض للعنف، بما في ذلك العنف الجنسي".
وفيما يتعلق بعمالة الأطفال، يشير التقرير إلى أن "هناك أدلة تفيد بوجود ارتفاعا في عمالة الأطفال في اليمن، حيث تكافح الأسر من أجل البقاء على قيد الحياة"
كما أكد التقرير على أن "معدلات زواج الأطفال في اليمن ارتفعت مع اشتداد النزاع". وفي هذا الجانب لفت التقرير أيضا إلى أن اليمن "تعد واحدة من البلدان القليلة في العالم التي لا يوجد فيها حد أدنى لسن الزواج، وأكثر من ثلثي الفتيات يتزوجن الآن قبل بلوغهن سن الثامنة عشرة، مقارنة بنصف الفتيات قبل تصاعد النزاع."
المحصلة العامة
ويشكل عام، جد التقرير أن أكثر من مليار طفل يعيشون في دول تواجه فقرا مدقعا، في حين يعيش 240 مليون طفل في دول تشهد حروبا.
ولفتت منظمة "أنقذوا الأطفال" كذلك الى أن 575 مليون فتاة يعشن في مجتمعات "تعتبر فيها الأحكام المسبقة المرتكزة الى التمييز الجندري مشكلة خطيرة".
وقالت هيلي ثورنينغ شميت، الرئيس التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية: "يبدأ أكثر من نصف أطفال العالم بكبح حياتهم لأنهم: إما فتيات، أو لأنهم فقراء أو لأنهم يكبرون في منطقة حرب".
وأضافت: إن الزواج المبكر وعمل الأطفال وسوء التغذية ليست سوى بعض الأحداث المتغيرة للحياة والتي يمكن أن تحرم الأطفال من طفولتهم.
ودعت المنظمة حكومات العالم أجمع الى اتخاذ "خطوة عاجلة". وقالت إنه "من دون ذلك، لن يتم الالتزام بالوعود التي قطعتها كل الدول الاعضاء في الأمم المتحدة عام 2015 بالسماح لكل طفل بأن ينعم بالحياة والتعليم والحماية".
- للإطلاع على التقرير الأصلي من هنا