على غير عادة اليمنيين في استقبال شهر رمضان حدث انقسام في صيام أول يوم من شهر رمضان حيث صام اليوم الأربعاء كثير من الناس بناء على إعلان ميلشيات الحوثي أمس الثلاثاء والذي دعا لبدء الصيام لمن أراد، في الوقت الذي أعلن الخميس 17 مايو/آيار غرة شهر رمضان.

وكانت دار الإفتاء في العاصمة صنعاء التي يسطر عليها الحوثيين أعلنت أن يوم الأربعاء هو المتمم لشهر شعبان وأن أول أيام شهر رمضان المبارك هو يوم الخميس، غير أنها أوضحت في بيانها "أن من صام يوم غد الأربعاء احتياطا فلا بأس" وبرر البيان بالقول إن كثير من الصحابة قالو "لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان".

وصنع إعلان الحوثيين حالة من التخبط لدى المواطنين وخاصة في صنعاء، حيث بدأ الكثير من الناس الصوم وغالبيتهم من أنصار جماعة الحوثي، حيث بدت صنعاء منقسمة بسبب إعلان الحوثيين غير أن غالبية المواطنين لم يصوموا التزاما بإعلان وزارة الأوقاف بالحكومة الشرعية أن غداً الخميس هو اول يوم من رمضان.
 
الصائمون في صنعاء
 
وقالت مصادر محلية في العاصمة صنعاء لـ "يمن شباب نت" أن عدد من المواطنين وأيضا غالبية أنصار الحوثيين صاموا اليوم الأربعاء وتركز غالبية الصائمين في صنعاء القديمة والتي يقطنها أغلبية من أتباع المذهب الزيدي".

ووفقا للمصادر "فإن الناس الآخرين الذين ليسوا من الموالين لجماعة الحوثي ساورهم الشك والذي أعلنه الحوثيون وعقدوا الصيام بسبب تداول الحديث في أوساط الناس أن اليوم الأربعاء هو رمضان في شعبوية عززها اعلان الحوثيين الغير مسؤول".

ويرى مراقبون ان الحوثيون يتعمدون إرساء الفُرقة بين أبناء الشعب اليمني على أساس مذهبي وطائفي بعيداً عن إجماع اليمنيين ضمن محاولات ميلشيات الحوثي تفكيك النسيج الاجتماعي وإجماع الناس واتفاقهم على قيم التعايش التي ظل المجتمع اليمني يتمسك بها منذ مئات السنين.
 
وكانت اليمن و19 دولة عربية أعلنوا أن غدا الخميس هو اول يوم من شهر رمضان الفضيل في إجماع واسع، غير أن الحوثيين على عكس الجميع حاولوا الاحتيال في تمرير مشروعها الطائفي المذهبي الذي يحاول يُفرض على اليمنيين.
 
أبعاد مذهبية
 
واستند الحوثيون في فتوى صيام اليوم الأربعاء إلى قول الصحابي زيد بن علي "لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من رمضان" والذي يعتبر مرجعية للمذهب الزيدي، لكن كثير من الفقهاء يسمونه "يوم الشك" ولا يجوز صيامه حفاظاً على وحدة الأمة من التشتت وهي القيمة العليا.

وكما أن الكثير من أتباع المذهب الزيدي متواجدون في اليمن فلا أحد يعترض على قناعتهم من قبل، غير ان الحوثيين يحاولون تعميم أفكارهم وما يعتقدون على جميع اليمنيين وهو ما حدث في اعلان فتوى رمضان، والتي لها ابعاد مذهبية وطائفية خطيرة، فصيام يوم الشك مستحب عند الجارودية الشيعة والحوثي جاء يعزز الطائفية.

وقال الباحث مجيب الحميدي "أن الفتوى المحسوبة على ما يسمى "دار الافتاء" الخاضعة لعصابة الانقلاب الطائفي بصنعاء التي دعت الى صيام يوم الشك تعمدت تأكيد الطابع المذهبي الطائفي للانقلاب".

وأضاف في صفحته على فيسبوك "ففي الوقت الذي ينتسب فيه أغلبية اليمنيين إلى المذهب الشافعي الذي يحرم صيام يوم الشك وإلى المذهب اليمني الاحيائي مذهب الشوكاني وابن الأمير الصنعاني الذي يتفق مع المذاهب ا?ربعة في تحريم صيام هذا اليوم انحازت الفتوى المذهبية إلى المذهب الهادوي".
 
سخرية من الحوثيين
 
عقب إعلان الحوثيين مساء أمس الثلاثاء أنه لا بأس من صيام اليوم الأربعاء، انهالت عشرات التعليقات والنكت الساخرة من الحوثيين وطريقة إدارتهم للشؤون العامة منذ انقلابهم على الدولة في سبتمبر من العام 2014.

وعلق الإعلامي ريدان المقدم في صفحته على فيسبوك "قمة الديمقراطية، باقي أحسن من كذا اللي يشتي يصوم بكره يصوم واللي ما يشتي لبعد بكره. السنة الجايه يقولوا لنا تشتو بكره رمضان ولا عيد على طول".

وأضاف "شكرا لدار الافتاء.. شفتوا ماحلاهم خلونا نضحك وننبسط واحنا ضابحين عنقرح "ولفت ساخراً "من عملت بكره لحوح فلا جناح عليها "
من جانبه قال نبيل سبيع في صفحته على فيسبوك "الحوثيين قالوا إنه تعذرت عليهم رؤية هلال رمضان بسبب الغيوم! ماهوش بسبب الغيوم يا نظر! هلال رمضان خايف يظهر لكم تسرقوه".أعلى النموذجأعلى النموذج
 
وتداول الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي عشرات النكات الساخرة من فتوى الحوثيين التي جاءت مفاجئة للكثير من اليمنيين، "يمن شباب نت" رصد بعض منها كالتالي "اول مره دار الافتاء يقلكم رمضان اختياري، تصوم الاربعاء لك اجر، تصوم الخميس لك اجرين، وهناك عروض اخرى لن تجدها غير في اليمن فقط".