قبل يوم واحد على حلول شهر رمضان، لا يزال سكان مدينة تعز على حالهم كما زارهم العامين الماضيين، حيث حصار الحوثيين يفاقم معاناتهم إلى جانب شح المساعدات الإنسانية، وارتفاع الأسعار في المواد الغذائية و تدهور الوضع الصحي فضلاً عن ويلات الحرب التي لا تزال تلاحق المدنيين، من نزوح و دمار، وعدم توافر فرص العمل وفقدان للأهل والأقارب.
وإضافة إلى كل ما ذكر سابقاً من معاناة قاسية يعيشها سكان تعز، تزداد المعارك سخونة بين قوات الشرعية والحوثيين غربي المحافظة هذا العام مع حلول الشهر الكريم، وهو ما يضاعف من معاناة المدنيين ويجعل أعداد النازحين مُرشحاً للزيادة.
وخلفت الحرب الدائرة في تعز(جنوب غربي البلاد) منذ ثلاثة أعوام مقتل 3 آلاف مدنيا بينهم 680 طفلا و371 امرأة، فيما وصل عدد المصابين إلى أكثر من 15 ألفا؛ فضلاً عن تهجير ونزوح حوالي 2861 أسرة.
معاناة وارتفاع الأسعار
وسط سوق المركزي الشعبي يحاول البائع، محمد أحمد، لفت انتباه المارة بالنداء وجذب أنظار المواطنين للبضائع التي يعرضها في محله الصغير لبيع التمور.
اقتربنا قليلاً من البائع، وتحدثنا معه حول حال حركة السوق و نسبة الإقبال الشرائية مع قدوم الشهر الكريم، فقال: "كل يوم ترتفع الأسعار ومعها تزداد معاناة المواطنين ما يجعل نسبة الشراء ضعيفة، لكن الحمد لله على كل حال" .
ويتابع في حديثه لـ"يمن شباب نت": لم تعد السلع على ما كانت عليه في السابق، فالكيلو التمر تصل أسعاره إلى 1500-1000 ريال يمني فضلاً عن أن الزيادة في بقية الأنواع التي يصل سعرها إلى 9000/ كرتون.
ويبرر البائع محمد، الزيادة السعرية بارتفاع أسعار الجملة بسبب ارتفاع أسعار النقل من جراء انعدام المشتقات النفطية و كثرة نقاط الضرائب.
يختم البائع حديثه متسائلاً: "أين دور الحكومة في التسهيل على حركة البضائع و انخفاض الأسعار و دفع رواتب الموظفين التي تساهم في حركة السوق؟ لذا المشتري اذا توفرت له مصاريف (مال) فهو يُقبل على شراء الحاجات الضرورية والأساسية فقط.
بلا ملامح
من جهته يعتقد الطالب الجامعي، محمد الحميدي، أنه صعب على الناس أن يعيشوا أجواء رمضان في ظل الوضع الراهن خاصة وأن المدينة تعيش أوضاعا صعبة.
وأضاف الحميدي لـ"يمن شباب نت": الحرب لا تزال مستعرة ولا زال الحصار جاثم على المدينة، لذلك لن يكون رمضان سوى امتداد للمعاناة التي يعيشها الناس.
ويتابع: "رمضان هذا العام في يبدو بلا ملامح أو طعم فقدنا علامات استقباله ومظاهره بعد أن حلّ الخوف مكان الأمان وغاب الاستقرار"، مشيراً إلى أن "المواطنين يعيشون أوضاعاً إنسانية ومعيشية مأساوية".
عوامل ارتفاع الأسعار
جملة من العوامل تقف خلف ارتفاع الأسعار وفقاً لما ذكره الصحفي الاقتصادي، محمد إسماعيل، في حديثه لـ"يمن شباب نت"، الذي قال: يقف خلف ارتفاع الأسعار في تعز أسباب تشترك في بعضها بقيه المناطق اليمنية منها استمرار تدهور قيمه الريال اليمني لتبلغ نسبه الانخفاض هذا العام في قيمه الريال 42% عن العام الماضي بنفس هذا الشهر.
ويستدرك قائلاً: بالإضافة إلى حاله الحصار التي تعيشها المدينة وهذا يضاعف في كلفه النقل وبالتالي تنعكس على أسعار السلع المقدمة للمواطنين، فضلاً عن ضعف إن لم يكن غياب رقابه السلطات على حركه البيع والشراء في المدينة.
وبحسب إسماعيل فإن المواطنون يتجرعون ارتفاع السلع لاسيما في ظل عدم انتظام صرف المرتبات وانعدام فرص العمل.