بعد ثلاثة أعوام على إغلاقها، أعادت السلطة المحلية بتعز مؤخرا، حديقة "جاردن سيتي" المتنزه الوحيد، القريب من سكان مدينة تعز، في صورة تجسد بدء تعافي المدينة من أوجاعها رغم استمرار الحرب.
وتشكل الحديقة الواقعة شرقي المدينة، والتي فتحت أبوابها، الاثنين، أمام الزائرين متنفسا لعشرات الأسر التي أنهكتها الحرب وتحتاج للتخفيف من وطأتها وأحزانها.
وبعد وقت قصير على افتتاحها، تدافع الزوار على الحديقة خاصة الصغار الذين حرمتهم الحرب بالمدينة من حقهم في المرح واللعب، فتسابقوا على الألعاب التي لم سلمت من القصف والسرقة.
ومنذ بداية الحرب التي شهدتها عموم البلاد ومدينة تعز خصوصاً اختفت المتنزهات والحدائق، بعد أن طالتها القصف العشوائي من قبل الحوثيين أو تحولت إلى ثكنات عسكرية مما جعلها عرضة للاستهداف من قبل مقاتلات التحالف العربي، وهو ما أدى إلى تدميرها و اتلاف العديد من الألعاب.
وحديقة "جاردن سيتي" تعد واحدة من أصل أربع حدائق في تعز تعطلت بعضهن والبعض الآخر يقعن تحت سيطرة جماعة الحوثي شرقي المدينة.
تطبيع الحياة
تقول الدكتورة إيلان عبدالحق، وكيل محافظة تعز لشؤون الصحة، في تصريحات صحفية خلال الافتتاح، إن "غياب الحدائق العامة، دفعت السلطة المحلية بالمحافظة إلى فتح المكان، بعد سنوات من الإغلاق بسبب الحرب التي حولته إلى خط للمواجهات و المعا رك".
وتضيف "افتتاح هذه الحديقة يأتي في إطار جهود تطبيع الحياة في المدنية و إعادتها إلى واجهة الحياة العامة بالإضافة إلى إعادة الفرحة والبسمة في أوجه الأطفال والنساء التي حرمتهم المليشيات الحوثية منها منذ بداية الحرب".
ويأتي افتتاح الحديقة بعد أيام على اخلائها من مسلحي كتائب أبو العباس لقوات الشرطة العسكرية ضمن خطة شاملة قامت بها الحملة الأمنية بالمدينة لتسليم جميع المقرات والمنشآت الحكومية للسلطة المحلية.
ترويح للنفس
من جانبها ترى أم أحمد، وهي أم لـ 6 أطفال، أن الذهاب إلى الحدائق يشكل بالنسبة لعائلتها "مكانا جميلا يخرجها من العزلة التي تسببت بها الحرب في حبسها في المنزل، على عكس الحديقة التي تعمل على ترويح الأطفال بدون ملل أو كلل".
الطفلة مرام (8سنوات) وبينما كانت تلتقط صورة سيلفي تقول لـ"يمن شباب نت" إنها اشتاقت للمجيء إلى الحديقة بعد أن كانت معتادة على زيارتها نهاية كل أسبوع قبل أن تأتي الحرب، وتصف الأجواء في هذا المكان الذي فتح أبوابه مؤخراً بـ"الجميلة".
وإلى جانب ألعاب الأطفال، واستراحات العائلات، تحتوي الحديقة التي يبلغ رسوم الدخول إليها، 500 ريال يمني، على مطاعم تبيع أطعمة محلية إلا أن أغلبها لازالت مغلقة بعد أن لحقت بها أضرار الحرب وعطلتها عن الخدمة.
أضرار ومخاطر
من جانبه يرى الناشط، رهيب البكاري، أن هناك مخاطر لاتزال تهدد الحديقة في ظل استمرار المعارك المسلحة بين القوات الشرعية و الحوثيين في أطراف المدينة؛ مشيراً إلى أن الاحياء السكنية تتعرض بين وقت وآخر للقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل جماعة الحوثي المتمركزة في الأماكن المرتفعة شرق المدينة.
ويضيف في حديثه لـ"يمن شباب نت" أن الحديقة تحتاج إلى ترميم و إصلاح الألعاب التي أصابت بعضها بالتلف وهو ما يعرض الأطفال للخطر .
ويستطرد "ربما يكون مشهد عودة الحدائق غير مألوفا في ظل الحرب التي حرمت المدنيين من حرية التفسح في الحدائق والمتنزهات التي تساهم في التخفيف من آثار الحرب النفسية".