يشهد تحالف الفرصة والمصلحة الذي يجمع أعداءً سابقين في حرب اليمن الاهلية تمزقاً نتيجة فشلٍ وتصدع داخل الاطراف المتحاربة.
ففي يوم الثلاثاء طوّق مقاتلون متحالفون مع المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي القصر الرئاسي بعدن مقر الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً حيث أجبر تواجدهم رئيس الوزراء على الاستعداد للهرب، مما يُظهر ان العلاقة الغير محتملة بين الطرفين في قتالهم ضد المتمردين الحوثيين قد وصلت الى النهاية.
أما في الشهر الماضي فقد كان هناك خرق وتصدع مشابه في تحالف آخر غير عادي وإن كان ذلك في الطرف الاخر للصراع في الشمال الذي يسيطر عليه المتمردون الحوثيون.
حيث أنه وفي العاصمة صنعاء تمكن الحوثيون، الذين احتلوا المدينة في العام 2014 بمساعدة قوات موالية لعلي عبد الله صالح، من قتل الرئيس السابق صالح، وقد اتهمه الحوثيون بتغيير موقفه وبانتهاج نهجٍ تصالحي مع السعودية، التي تدعم الحكومة التي تستقر في عدن تحت قيادة الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي.
ويتسبب تمزق كلاً من تحالف هادي مع ما يسمى (المجلس الانتقالي) في جنوب اليمن، وتحالف الحوثي -صالح شمالاً، في وضع أعداءٍ سابقين في مواجهة بعضهم البعض في دولة تُعرف بفئاتها القبلية المعقدة. الامر الذي يخاطر بجعل الحرب التي أصبحت في مأزقٍ فعلي والتي تسببت بحدوث أسوأ أزمة إنسانية في العالم، أكثر صعوبة وتعقيداً.
ادم بارون، وهو زميل زائر لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية تحدث للغارديان قائلاً "هناك تلك النظرية التي تقول إنه إذا استمر الصراع وطال أكثر فأكثر، فإن ذلك سيتطور نحو وضعٍ سيُقدم الحوثيون فيه تنازلات كبيرة. غير أن ما نشهده هو تمزق وإضعاف لجميع الأطراف".
وأضاف "بعد اليوم وبعد الايام القلائل الاخيرة، فإن الامور تتجه ليصبح من الصعب الى حد ٍما بالنسبة للوسطاء الدوليين المؤثرين ويشمل ذلك الحكومة اليمنية نفسها، ان يقوموا بتهميش ما يسمى (المجلس الانتقالي الجنوبي) بنفس المستوى الذي كان يجري تهميشه به سابقاً".
الحرب في اليمن، والتي بدأت في العام 2014 كانت في الاساس خلافاً بين المتمردين الحوثيين حلفاء صالح سابقاً وهو من قاد البلاد منذ 1990 وحتى 2012، وبين قوات موالية للرئيس هادي، الذي جرى إبعاده حيث يعيش حالياً في الخارج في العاصمة السعودية الرياض.
حالة اللا استقرار الداخلي (في اليمن) جرى استغلالها من قبل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الذي يسيطر على مساحات واسعة من الارض وبصورة رئيسية في الاراضي الشرقية للبلاد.
ولكن تتعقد الحرب الاهلية أيضاً بالجيو بوليتيكس (الجغرافيا السياسية) الاكثر اتساعاً في المنطقة طالما ان الكثيرين يتصورونها من خلال إسقاطها كحربٍ بالوكالة بين السعودية وإيران.
وتُصور السعودية وحلفاءها العرب السنة الحوثيين، الذي ينتمون للطائفة الشيعية الاسلامية باعتبارهم وكلاء لإيران كما اتهمت طهران بمساعدتهم عسكريا بإمدادات الصواريخ وهو ما تنفيه إيران.
وقد قال ادم بارون بأن التوترات بخصوص الانقسامات طويلة المدى كانت قد ظهرت بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي. حيث يريد المجلس الانتقالي جنوباً مستقلا ً كالذي كان موجودا قبل عام 1990، غير أن وحدة اليمن تشكل (خطاً احمر) بالنسبة للرئيس هادي.
وقد كانت حكومة الامارات تدعم المجلس الانتقالي مالياً، إلا أن بارون يعتقد "أنه من الحماقة الاعتقاد بإن المجلس الانتقالي، هو كما يصوره البعض مجرد دمىً اماراتية".
حيث قال "بينما قد يكون للجغرافيا السياسية لذلك أهميتها الخاصة، أعتقد أنه لأمرٌ حاسم أن نتذكر أننا كنا نتحدث مجموعة لها أهداف يمنية محلية وهذه التوترات كانت ستحصل بصرف النظر عما إذا كانت القوى الاقليمية ستنخرط في ذلك".
في غضون ذلك، في صنعاء وبينما يعاني الحوثيون بعضاً من الانتكاسات "فيما يتعلق بحجم المناطق الخاضعة لسيطرتهم، فقد عززوا من قبضتهم على السلطة" بحسب بارون.
وفي ديسمبر وضمن تقرير المعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس)، فقد قال بيتر سيلزبري الخبير في الشأن اليمني بأن "الصراع تمت تسويته ليصبح مأزق براغماتي (واقعي) في حال كونه مدمراً على المستوى الاقتصادي".
وكتب قائلاً" اليمن يُشبه الى حدٍ كبير إقليماً من الدويلات الصغيرة ضمن مستويات متنوعة من الحرب مع بعضها البعض، إضافةً الى كونه محاطاً بسلسلة معقدة من الصراعات والسياسات الداخلية، أكبر من كونه (اليمن) دولة ًواحدة منشغلة بصراع ٍ ثنائي".
*لقراءة المادة من موقعها الأصلي باللغة الإنجليزية اضغط (هنــا)
أخبار ذات صلة
الاربعاء, 31 يناير, 2018
كاتب سعودي: المملكة ستتحمل تبعات ما يجري في اليمن على مختلف الأصعدة
الاربعاء, 31 يناير, 2018
الأمم المتحدة تعلن عجزها ايصال مساعدات لنحو 40 الف يمني نازح في عدن
الاربعاء, 31 يناير, 2018
الإمارات تُقسّم اليمن بتواطؤ أو عجز سعوديين (تقرير)