أعلنت المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" عن توثيقها لـ 2250 حالة انتهاك طالت الصحفيين اليمنيين والعاملين في حقل الإعلام ومؤسساتهم خلال ثلاث سنوات، وتصدرت جماعة الحوثي قائمة الجهات الأكثر انتهاكا، حيث ارتكبت ما نسبته 85% منها.
وأوضحت المنظمة في تقريرها السنوي الأول، والذي دشنته- أمس الخميس، بمدينة مأرب، بحضور وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، أن العاصمة صنعاء هي المدينة الأخطر على الصحفيين، حيث شهدت أكثر من 1980 جريمة انتهاك بنسبة 88% من إجمالي الانتهاكات المرصودة في 21 محافظة يمنية.
وأشار التقرير إلى أن المحافظات غير الخاضعة للحوثيين حققت نسبة أعلى في تأمين المؤسسات الإعلامية والعاملين في حقل الصحافة والإعلام، خصوصاً محافظة مأرب.
وأورد التقرير الذي حصل "يمن شباب نت" على نسخة منه، رصداً شاملاً بالانتهاكات التي ارتكبتها الأطراف المختلفة بحق الصحفيين والإعلاميين والمؤسسات الإعلامية في 21 محافظة يمنية- خلال (2015 – 2016 – 2017).
وبحسب التقرير، فإنه حاول تقديم أرقام واقعية وموثقة تعطي رؤية واضحة عن ما تعرضت له الصحافة اليمنية خلال الأعوام الثلاثة.
أنواع الانتهاكات
وكشف التقرير عن 20 نوعاً من الانتهاكات التي طالت الصحافيين والاعلاميين والمؤسسات ومنها: الاختطاف، الإخفاء القسري، اختطاف الأقارب، القتل، الاعتداء الجسدي، الإصابة، التعذيب، التهديد، التشهير، استهداف المنازل، استهداف الممتلكات والوظيفة.
كما وثّق انتهاكات الاستغلال القضائي، والتشريد، والاعتداءات التي طالت المؤسسات الإعلامية، والاعتداءات الإلكترونية، واحتلال المؤسسات الإعلامية، وفقدان الوظيفة، والملاحقة الأمنية.
أبرز الجرائم
وبحسب التقرير فإن 22 صحفياً يمنياً دفعوا أرواحهم ثمنا للحقيقة، وتوزع هذا العدد من الضحايا بين: جرائم القتل العمد المباشر (القنص)، واستخدام الصحفيين دروعاً بشرية، وكذا القتل باستخدام العبوات الناسفة، والقتل في القصف أثناء المعارك، والقصف العشوائي، بالإضافة إلى القتل بالسم، وحالات أخرى توفيت في ظروف غامضة.
كما تعرض 141 صحفياً للاختطاف، بينهم 14 صحفياً تعرضوا لجريمة الإخفاء القسري. كما تعرض 54 صحفياً للاعتداء الجسدي، وأصيب 33 صحفياً، بينما تعرض 55 صحفياً للتعذيب، و64 للتهديد والتشهير.
تعذيب المختطفين
وأظهرت نتائج التقرير أن 55 صحفياً ممن تم اختطافهم تعرضوا للتعذيب الوحشي بنوعيه (جسدي – نفسي)، وتم تعريض 15 من الصحفيين المختطفين لأساليب ترهيب نفسي شديدة، من بينها استخدام أساليب تعذيب الإعدام الوهمي، من خلال القيام بقراءة أحكام إعدام على المختطفين، وإطلاق الرصاص الحي لإرهابهم.
ورصد التقرير 55 حالة تعذيب تعرض لها الصحفيين المختطفين، وجميعها تكررت مع الصحفيين المختطفين الـ15 الذين لا يزالون قيد الاختطاف منذ عامين ونصف، وأن هذه الحالات هي ما تسربت إلى المنظمة.
ولا يزال الصحفيون المختطفون يقبعون للعام الثالث على التوالي دون أية تهمة وجهت لهم، وفي ظل ظروف غامضة، نظراً لتعمد جماعة الحوثي حجب المعلومات عن ظروف اعتقالهم، وطبيعة الأوضاع التي يعيشونها.
نزوح وتشريد
المنظمة الوطنية للاعلاميين اليمنيين "صدى" قالت في تقريرها إنها رصد 544 حالة تهجير للصحفيين من مناطق سيطرة الحوثيين إلى محافظات تخضع لسيطرة الشرعية، وأبرزها محافظة مأرب، وكذا إلى خارج اليمن، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من رصد عشرات الحالات لصعوبة الوصول إليهم، ولمخاوف أمنية لدى المرصودين.
وأوضحت المنظمة أن 90% ممن رصدتهم أوضحوا أن سبب نزوحهم هو الحفاظ على حياتهم أو لفقدانهم عملهم الصحفي بعد أن تعرضت وسائل الإعلام التي كانوا يعملون فيها للإيقاف، أو الاقتحام والنهب، أو الحجب، الأمر الذي تسبب في عدم قدرة تلك الوسائل الإعلامية على الاستمرار في دفع مرتباتهم ومستحقاتهم المالية.
ووفق إفادات الرصد التي جمعتها المنظمة فإن 9.5% من الصحفيين المشمولين بالرصد أكدوا تعرضهم للتهديد والملاحقة، ما دفعهم للخروج من المناطق التي كانوا فيها والانتقال إلى محافظات وأماكن أكثر أمانا.
توصيات
واختتمت "صدى" تقريرها بجملة من التوصيات منها اعتماد يوم التاسع من يونيو من كل عام كيوم للصحفيين اليمنيين. ودعت زملاء المهنة الصحفية إلى إيلاء قضية الصحفيين المختطفين الأولوية في تغطياتهم الإعلامية، وتحويلها إلى قضية رأي عام.
كما أوصت الحكومة الشرعية بالضغط على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أجل الإفراج عن الصحفيين المختطفين لدى جماعة الحوثي، والتحقيق في حوادث الانتهاكات التي ارتكبتها أطراف محسوبة عليها وتقديمهم للعدالة.
مواقف دولية ضعيفة
وفي تصريح خاص لـ" يمن شباب نت" عبّر يوسف حازب، نائب رئيس المنظمة الوطنية للاعلاميين اليمنيين "صدى"، عبّر عن أسفه للمواقف المتواضعة للمنظمات التابعة للأمم المتحدة، ومنظمات حقوق الإنسان الدولية تجاه ما يجري للصحفيين اليمنيين من عملية تنكيل ممنهجة والمؤسسات الإعلامية من تدمير واجتثاث من قبل مليشيات الحوثي.
كما طالب الحوثيين بالإفراج الفوري عن الصحفيين المختطفين لديهم دون أية شروط، والسماح للمنظمات الحقوقية وأهاليهم بزيارتهم وإدخال الملابس والغذاء والدواء، داعياً الحكومة الشرعية إلى تحمل مسؤوليتها في الوفاء بوعودها بصرف رواتب العاملين في المؤسسات الإعلامية المختلفة، والاهتمام بالصحفيين النازحين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، والنظر إلى معاناتهم.
ودعا حازب، الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها الكاملة والضغط على جماعة الحوثي من أجل الإفراج الفوري عن الصحفيين المختطفين، والتوقف عن ممارساتها المخالفة للقانون الدولي الإنساني، وقوانين حقوق الإنسان بحق الصحافة اليمنية والصحفيين.