بعد عقدة طويلة امتدت لأشهر، يتمكن التحالف الذي تقوده السعودية اخيراً من إحراز تقدم على الارض في المواجهة مع المتمردين الحوثيين. ففي ديسمبر شن التحالف -الذي تعرض لانتقادات جراء ارتفاع حجم الخسائر بين المدنيين -ما نسبته 67 % من الغارات الجوية بشكل أكبر من الشهر السابق.
وبدعم من التحالف تواصل القوات اليمنية تقدمها في عددٍ من الجبهات الحاسمة بما فيها الحدود الشمالية لليمن إضافةً إلى الساحل الغربي للبلاد فيما لاتزال العاصمة صنعاء تحت سيطرة الحوثي لكن عزلتها تتزايد في ظل قطع التحالف العربي لخطوط إمدادٍ رئيسية.
الهجمات في الشمال
أحرز الجيش اليمني تقدماً كبيراً في شمال البلاد بمساعدة جوية من التحالف العربي خصوصاً في صعدة التي تعد معقل الحوثيين حيث حدثت معظم الغارات الجوية التي شنها التحالف في ديسمبر الماضي.
وفي وقت مبكر من هذا الاسبوع، أعلن التحالف استعادة السيطرة على سلسلةٍ جبلية استراتيجية في المحافظة ليقطع بذلك خطوط إمداد الحوثيين كما عثر على مخابئ كبيرة للسلاح.
صعدة ليست فقط معقل الحركة الحوثية وقلب تواجدها لكنها تمتد على طول الحدود اليمنية -السعودية إضافة الى كونها نقطة الإطلاق المحتملة للصواريخ الموجهة نحو السعودية، ولهذا السبب فإن التقدم في هذه الجبهة يخدم هدفاً مزدوجاً يتمثل في خلخلة مركز ثقل رئيسي للحوثيين إضافةً الى تعطيل الهجمات الصاروخية الحوثية على المملكة.
الهجوم في الساحل الغربي
يواصل التحالف تقدمه على طول الساحل الغربي لليمن باتجاه ميناء الحديدة الذي يعتبر لأكبر في البلاد. حيث يسيطر الحوثيون على الحديدة منذ اكتوبر في العام 2014 مما أجبر التحالف على سلوك مسار ٍدقيق يجمع بين استهداف الحوثيين وبين السماح بوصول المساعدات الانسانية.
وفي شهر نوفمبر تعرضت السعودية لانتقادات حادة جراء حصارها لميناء الحديدة والذي تسبب في تفاقم المجاعة والكوليرا في اليمن.
ومباشرةً بعد اغتيال الرئيس السابق صالح على أيدي الحوثيين حلفاءه السابقين، فقد بادر التحالف بتنشيط وتكثيف العمليات العسكرية بهدف السيطرة على الحديدة. وخلال أسبوع نجح في السيطرة على مدينة الخوخة الساحلية الواقعة بين ميناء المخا الذي يسيطر عليه التحالف، وميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيين وبالرغم من مقتل صالح فقد انضمت كتيبتان عسكريتان من الموالين له الى العمليات التي يشنها التحالف.
وفي الاسبوع الماضي، عززت قوات يمنية مسنودة بقوات برية إماراتية، من تلك المكاسب بسيطرتها على منطقة استراتيجية جنوب مديرية حيس لتقطع بذلك خطوط امدادات الحوثيين بين ميناء الحديدة ومدينة تعز ثالث أكبر مدن اليمن.
الاختراق الذي شهدته مديرية حيس لا يساهم فقط في العمليات الهجومية في الساحل وإنما يضع التحالف في موضع يمكنه من كسر حصار الحوثيين لتعز وهي المدينة التي تجنب التحالف (تحريرها) لمدة طويلة، حيث يحتفظ حزب الاصلاح، الفرع اليمني للإخوان المسلمين بحضورٍ قوي وواضح في معقله بتعز.
ومن الناحية التاريخية فقد كانت الامارات العربية المتحدة تكره ان تدعم الاصلاح بالنظر لسياستها الإقليمية التي تنتهج مساراً رافضا للإخوان المسلمين حتى إذا أظهرت القوات التابعة للحزب مقاومةً جادة لتقدم الحوثيين في تعز.
غير أن الامارات قد غيرت خلال الاسابيع الاخيرة من أسلوب تعاملها مع الاصلاح حيث شهد شهر ديسمبر استضافة السعودية لقاءً "إيجابياً ومثمراً" بين قادة حزب الاصلاح وولي عهد ابوظبي. وفي الوقت الحالي يقدم التحالف إسناداً جوياً للوحدات العسكرية الموالية للإصلاح بحسب صحيفة الإيكونوميست.
في العاصمة
في الوقت الذي يحتفظ الحوثيون فيه بسيطرتهم على العاصمة اليمنية صنعاء، يبدوا أن قبضتهم عليها أصبحت تحت ضغط متزايد حيث بدأت الجماعة بمصادرة الهواتف الخلوية بحثاً عن أي موادٍ معارضة لهم كما تتحدث تقارير عن قيام الحوثيين بتجنيد أطفال المدراس كمقاتلين.
وبالرغم من أن الرئيس هادي دعا للهجوم على صنعاء مباشرةً بعد مقتل صالح، يبدوا أن التحالف سيقوم في البداية بعزل الحوثيين من خلال العمليات الهجومية في الساحل وفي شمال اليمن.
ومع ذلك، يمهد التحالف الظروف والاجواء للعمليات الهجومية في العاصمة صنعاء حيث شن خلال الشهر الماضي 118 غارة جوية على المدينة ومحيطها كما قام بتطهير مناطق شمال شرق العاصمة صنعاء.
*المادة نشرت في موقع "لونج وور جورنال" الأمريكي للكاتب إليكساندرا غوتوسكي محلل بارز في الشؤون العسكرية لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، لقراءة المادة من موقعها الأصلي اضغط هنــــا
أخبار ذات صلة
السبت, 16 ديسمبر, 2017
موقع أمريكي: لا مكان لنسخة حزب الله في اليمن (ترجمة خاصة)
الإثنين, 11 ديسمبر, 2017
ما وراء الدعوات الأمريكية المتزايدة للحل السياسي بعد التقدم العسكري بالحديدة؟ (تقرير خاص)
الأحد, 07 يناير, 2018
قيادي حوثي و50 من مرافقيه يسلمون أنفسهم للقوات الحكومية بالحديدة