تشهد محافظة مأرب هذه الأيام موسم حصاد فاكهة البرتقال، والتي تغطي أكثر من نصف حاجة السوق المحلية، ويصدر كميات كبيرة منها للخارج.
ويوجد في المحافظة عشرات المزارع المخصصة لزراعة أشجار البرتقال، وأكثرها تنتشر بمديرية الوادي لقربها سد مأرب العظيم، الذي يغذيها بالمياه الكافية عبر عشرات السواقي، وهو ما لا تحظى به المزارع، البعيدة والتي تعاني من شح المياه، كما عمال ومزارعون هنا في مزرعة الحجني.
وسد مأرب هو سد مائي قديم يعود تاريخه إلى بدايات الألفية الأولى ق.م، ويعتبر سد مأرب أحد أقدم السدود في العالم وكان يروي ما يقارب (98,000 كم مربع) وعده الباحثون معجزة تاريخ شبه الجزيرة العربية.
حجم الانتاج
ويقول المهندس الزراعي عبدالمجيد الشريحي، إن محافظة مإرب تنتج من البرتقال ما يعادل أكثر من نصف إنتاج الجمهورية اليمنية، ويقدر بنحو 70% من حجم الانتاج المحلي سنوياً.
وأوضح في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت" أن إجمالي المساحة المزروعة بأشجار البرتقال في محافظة مأرب تقدر بنحو 4576 هكتار (بحسب احصائية 2011-2012)، وأن المحصول الاجمالي للبرتقال يقدر بنحو 68,1 ألف طن سنويًا، منها نحو 8 ألف طن من اليوسفي، وطن واحد من الليمون الحامض، ليبلغ حجم الانتاج المحلي من فاكهة البرتقال بأنواعها المختلفة نحو 77 ألف طن سنويًا.
أنواع البرتقال
وعن أنواع البرتقال التي تزرع في محافظة مأرب قال الشريحي، إن أبرز الأنواع هي "أبو سرة" وهو أجودها وأغلاها ثمناً، و"المعنق" و"العادي" و"السكري"، بالإضافة إلى "اليوسفي" وهو الأرخص ثمناً في السوق المحلية بالمحافظة.
وخلال موسم الحصاد تزداد الحاجة إلى الأيادي العاملة، وتساهم المزارع الكبيرة إلى المئات من العاملين فيها خلال موسم الحصاد والتي تمتد إلى أربعة أشهر، ويعملون في جني محصول فاكهة البرتقال، وترتيبها قبل نقلها إلى السوق.
وخلال هذا الموسم قدّر المهندس الشريحي، عدد العاملين في مزارع البرتقال بنحو خمسة ملايين عامل يشتغلون في جميع مراحل الحصاد قبل عملية التسويق.
لا يوجد سوق مركزي
وبالرغم من حجم الانتاج الكبير الذي تصدره محافظة مأرب إلى مختلف الأسواق اليمنية والخارجية إلا أنه لا يوجد سوق مركزي في المحافظة يتيح للمزارعين بيع محاصيلهم الزراعية فيه، وهو ما يمثل إحدى أكبر المشاكل التي تواجه المزارعون.
وعن سياسة التسويق للمنتجات الزراعية في محافظة مأرب، قال الشريحي، إنها عملية ذاتية يقوم بها المزارع، سواء كانت في الأسواق المحلية أو عملية التصدير للخارج، ويقتصر عمل مكتب الزراعة بمحافظة مأرب- فقط- تقديم بعض الإرشادات الزراعية ومعالجة بعض الأمراض التي قد تصيب الأشجار والمزروعات، بل إنه لا يوجد إدارة تسويق بالمكتب، وأن الخدمات المتواضعة قد تأتي غالباً بتمويل المزارع نفسه.
المنافسة الخارجية
وعلى الرغم من اكتظاظ السوق المحلية بمختلف أنواع البرتقال وأجودها وأرخصها ثمناً إلا أن المنتجات الخارجية، من البرتقال والفواكه الأخرى لا تزال موجودة في أسواق محافظة مأرب وبأسعار مضاعفة، وهو ما لم نجد له تفسيراً رغم سؤالنا لأكثر من جهة.
وعلى بعد 20 كيلو متر تقريبا من مركز المحافظة، يقع أول مصنع في اليمن لتغليف البرتقال وتصديره، وهو عبارة عن "محطة مارب للإنتاج الزراعي" تأسست منذ ثلاثة أشهر تقريبا، لتغليف البرتقال وتبريده وتصديره سواء للسوق المحلي أو الخارجي.
يقوم العمل فيه على فرز البرتقال وتنقيته وإزالة الورق وإخراج الفاسد منها وهذه العملية تحدث لأكثر من مرة حيث يوضع البرتقال في حوض بمراحل السير، يتم فيه تنظيفها بالماء والشامبو، الشامبو خاص بالفاكهة، بعدها تجفف الفاكهة عبر "برشات" خاصة وأفران بدرجة حرارة معينة، بعدها ترش الفاكهة بمادة "التشميع" لقتل البكتيريا وحفظ المنتج لفترة أطول.
ويقول القائمون على المصنع إنهم يصدرون المنتج بحسب الطلب، وأن الكمية التي يتم تصديرها نحو 200 طن.
والبُرتُقال هو نوع من أنواع الحمضيات تنتجه شجرة البرتقال وهو مصدر ممتاز لفيتامين سي ويساعد فيتامين (سي) في البرتقال على امتصاص الكالسيوم في الجسم كما يحتوي أيضًا على فيتامين (أ) كما أنه مصدر للصوديوم البوتاسيوم المغنيسيوم النحاس الكبريت الكلورين.
ويعتبر البرتقال من الأطعمة التي تشكل القلويات حيث يخلف وراءه المادة القلوية في الأنسجة وبعدها يتم استغلاله وهذا ما يدفع إلى تحسين مقاومة الجسم ورفعها.