في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات اليمن تصعيداً عسكرياً ضد جماعة الحوثي الانقلابية لازالت تعيش محافظة تعز، جنوب البلاد، جمودا في الجبهات وسط مؤشرات بتحويلها إلى جبهة استنزاف للحوثيين و إعادتها إلى نقطة البداية بعد قرابة ثلاثة أعوام من الحرب والحصار.
التقاعس والرفض الذي أبدته قيادة التحالف العربي بشأن الحسم العسكري أرجعت أسبابه إلى الصراعات التي تدور في المدينة بين عدد من الفصائل والقوات وتبعاتها المكلفة للغاية خاصة بعد التحرير.
وقال مصدر عسكري لـ"يمن شباب نت" إن اللقاء الذي جمع قادة الألوية العسكرية بالتحالف العربي مطلع الشهر الجاري لم يخرج بأي جديد، فيما تم الاتفاق على إبقاء المحافظة كجبهة استنزاف لجماعة الحوثي.
وكشفت المصدر - الذي فضل عدم الكشف عن هويته- عن وجود ضغوطات قدمها التحالف قضت بمنع أي قوات عسكرية تابعة للجيش الوطني من التقدم في أي جبهة داخلية تابعة للمحافظة قبل تلقي أي أوامر منها، وفي حال تم مخالفة ذلك سيتحمل الطرف المخالف مسؤولية ما قام به.
ويرى مراقبون هذه الاجراءات أنها تساهم في إطالة أمد الحرب وتضاعف من معاناة المدنيين كما أنها تمنح الحوثيين فرصة لارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات.
ومنذ قرابة ثلاثة أعوام تشهد مدينة تعز مواجهات بين قوات الجيش الوطني من جهة وجماعة الحوثي الانقلابية من جهة أخرى خلفت الآلف من الضحايا المدنيين.
تبني موقف أيدلوجي
ويرى المحلل السياسي، ياسين التميمي، مبرر جمود جبهة تعز سوى أن "التحالف لم يدرج بعد تعز في حساباته كمنطقة تستحق التحرير".
وأرجع التميمي في حديثه لـ"يمن شباب نت" تلك المبررات إلى وجود "موقف إيديولوجي تتبناه أبوظبي ومعها الرياض على ما يبدو لا يزال يحول دون تحريك جبهة تعز على الرغم من أهميتها الاستراتيجية في إطار معركة الحسم مع الميلشيا الانقلابية".
ويستدرك قائلاً "لهذا الإمارات ما تريده من تعز وهو الساحل الغربي وباب المندب وميناء المخا؛ وضيق الخناق على سكان هذه المحافظة الأكثر عدداً على مستوى محافظات البلاد".
ويعتقد التميمي تجاهل تعز سيؤثر على "مجريات المعركة وسيرته من تكلفتها والأسوأ منه أنه قد يدفع باتجاه القبول بتحالفات يائسة تأخذ البلاد إلى مجاهل أشد سوء مما هي عليه اليوم".
خفة سياسية في تقدير المعركة
من جانبه يعتبر الصحفي، مازن عقلان، إبقاء تعز جبهة استنزاف نتاج "سياسة عسكرية عديمة وخفة سياسية في تقدير طبيعة المعركة".
وقال في حديثه لـ"يمن شباب نت": ما يذهب اليه البعض في الحديث عن وجود توجس حقيقي من الدور الذي قد تضطلع به تعز بعد تحريرها وتحويل لحظة التحرير الفارقة إلى منطلق لقيادة مشروع وطني يلغي حالة الرتابة التي قيدت سيادة القرار الوطني، ورهنته لحسابات التحالف وأهدافه الجانبية.
ويرى، عقلان، تجاهل تعز "جريمة لا تقل في بشاعتها عن جرائم وحصار الانقلابيين للمدينة المنكوبة إنسانيا، كون تعز استوفت استحقاقات التحرير، بالإضافة إلى ما يلحق بالداخل المحرر في المدينة من فوضى هو نتاج لهذه السياسة الانتهازية أيضا".