تخشى مليشيات الحوثي من انتقال المواجهات المسلحة مع قوات الشرعية من محافظة البيضاء "وسط البلاد" إلى محافظة ذمار التي تمثل لها معقلا استراتيجيا، نظرا لكونها البوابة الجنوبية للعاصمة صنعاء، ومخزنا كبيرا تستمد منه المليشيات مقاتليها كلما دعت الحاجة إلى ذلك.
لذلك سارعت قيادة مليشيات الحوثي بمحافظة ذمار "جنوب صنعاء" لاتخاذ عدد من الإجراءات اللازمة لضمان بقاء المحافظة تحت سيطرتها، خصوصا مع توغل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في محافظة البيضاء المجاورة لذمار وتحرير ثلاث مديريات منها خلال أسبوعين فقط، ومواصلة تقدمها.
التزام خطي من المشايخ بتوحيد الصف
وبحسب مصادر خاصة لـ"يمن شباب نت" فإن مليشيات الحوثي ألزمت جميع مشايخ ووجهاء محافظة ذمار، بتوقيع التزام خطي، يقضي بضرورة الالتزام بما يسمى "وثيقة توحيد الصف ضد دول العدوان" (التحالف العربي)، وتجريم الخيانة التي حصلت للحوثيين من قبل حليفهم المخلوع صالح في العاصمة صنعاء قبل حوالي شهر.
وأجبرت مليشيات الحوثي كافة المشايخ البارزين في حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة ذمار، والمعروف تواصلهم مع الرئيس المخلوع صالح، إحضار رهائن (مجموعة أشخاص من أبناء قبيلة كل شيخ)، كضمانة لحضور الشيخ إلى قيادة الجماعة في أي وقت تريده، وعدم السماح لهم بالفرار من المناطق الخاضعة لسيطرتهم نحو المحافظات التي تسيطر عليها الشرعية.
وأفاد مراسل "يمن شباب نت" بذمار، عن مصادر مطلعة، أن جماعة الحوثي أجبرت اللواء فضل القوسي -أبرز مشايخ قبيلة الحدأ- على توقيع التزام ينص على التواجد في أي لحظة تريده مليشيات الحوثي، وإحضار عشرة أشخاص من أبناء قبيلته كرهائن، مقابل السماح له بالبقاء في منزله فقط، وعدم الإخلال بالأمن في المنطقة حسب وصفهم.
لكن اللواء القوسي تمكن من الفرار من منزله والوصول إلى محافظة مأرب مطلع الأسبوع، بعد كثرة المضايقات له من قبل مليشيات الحوثي بذمار، تاركا الرهائن خاصته يقبعون في سجون المليشيات.
تجنيد إجباري وعقاب المتخلفين
أما الإجراء الثاني الذي نفذته مليشيات الحوثي، فقد تمثل في الدفع بتعزيزات عسكرية مهولة من محافظة ذمار صوب محافظة البيضاء، لتلافي ما يمكن تلافيه، في محاولة لمنع الجبهات القتالية في البيضاء من الانهيار أمام قوات الجيش الوطني المسنود بطيران التحالف العربي.
كما سارعت إلى التجنيد الإجباري، وإلزام مشايخ القبائل ومشرفيها في القرى والعزل المختلفة بذمار، بضرورة إحضار عدد معين من المقاتلين خلال مدة محددة، وذلك لتعويض النقص الحاصل في صفوف مقاتليها خصوصا بعد الخسائر الكبيرة في جبهتي بيحان، ونهم شرق العاصمة صنعاء.
وبحسب المصدر فإن مليشيات الحوثي تتقاضى مبلغ "مائتي ألف" ريال عن كل مقاتل لم تستطع القبيلة تجنيده، من أجل الايفاء بالعدد المطلوب من كل شيخ.
إلى ذلك، أيضا، هددت جماعة الحوثي منتسبي الأمن المركزي والحرس الجمهوري بذمار، بالاعتقال في حال عدم التحقاهم بالجبهات القتالية أو ضمن معسكرات التجنيد المنتشرة في عموم محافظة ذمار.
وحشدت مليشيات الحوثي، بقيادة محافظ ذمار المعين مؤخرا من قبلهم "محمد حسين المقدشي"، مقاتليها المتواجدين بذمار مدعومين بالعربات والمدرعات العسكرية نحو القرى والعزل الحدودية مع محافظة البيضاء، وشرعت في التخندق والتمترس هناك.
استعدادات وتجهيزات استباقية
وأكدت مصادر محلية لـ"يمن شباب نت" أن مليشيات الحوثي بدأت، الخميس الماضي، في حفر متارس وخنادق في قرى عنس والحدأ (شرقي ذمار)، خوفا من انتقال المعارك مع قوات الجيش الوطني والمقاومة، إلى داخل حدود محافظة ذمار، وذلك بعد الهزائم المتلاحقة التي تتلقاها المليشيات الانقلابية في محافظة البيضاء المجاورة.
كما علم "يمن شباب نت" من مصادر محلية أن ميليشيا الحوثي الإرهابية أرسلت حملات عسكرية وأمنية إلى بعض القرى والمناطق شرقي الحدأ المتاخمة لحدود البيضاء، والمعروف عدم تقبلها بتواجد المليشيات في مناطقهم، كما حصل في قرى اعماس الحدأ وغيرها من القرى.
ونشرت مليشيات الحوثي عدد من نقاط التفتيش الأمنية في المناطق التي يتم من خلالها هروب بعض قيادات المؤتمر الشعبي العام صوب محافظة مأرب الخاضعة للشرعية، واحكمت من قبضتها الأمنية على جميع الطرق والممرات في تلك المناطق.