لعل ظروف الحرب التي فرضت نفسها على اليمنيين طوال ثلاثة اعوام بكل اوجاعها وآلامها ودموعها قد جعلت اليمنيين بكل فئاتهم وعلى امتداد الارض اليمنية يتمنون ان يكون العام 2018 بالنسبة لهم عاما مختلف عن سابقه.
اذ بات من الواضح ان انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة واعلانها الحرب على اليمنيين قد جعل سقف امنياتهم وتطلعاتهم في العام الجديد تكاد تكون واحدة وهي انهاء الانقلاب واستعادة الدولة هذا جل ما يتمناه اليمنيون في العام 2018.
حاولنا ان نكون قريبين من واقع اليمنيين وامنياتهم في العام 2018 وهنا طرحنا السؤال على أكثر من شخص في الداخل اليمني وايضاً من المغتربين في دول العالم محاولين استقراء امنياتهم في العام الجديد.
أحلام متواضعة
ما تمر به اليمن من ظروف صعبة بفعل تداعيات الحرب الغاشمة قد انعكس بجلاء على حالة الصحفي "على الحبيشي" حيث يعيش في مدينة مأرب منذ ثلاث سنوات والذي بدا الامر بالنسبة له أكثر سوداوية وقتامة ومدعاة للتحسر.
وقال في حديث لـ "يمن شباب نت" يحدث ان يصل الشخص الى درجة لا يحلم بشيء ولا يتمنى شيئا ولا يتوقع أن يحدث أي تغيير في بلاده، درجة عالية من الاختناق من المأزق من اليأس من الاحباط هذا ما نعيشه ليل نهار ان شئتم ان تعرفوا حالنا كيمنيين".
وعلى الارجح تبقى حالة "الحبيشي" مؤشرا على طبيعة الوضع العام الذي يعيشه غالبية اليمنيون في ظل ثلاث سنوات من الحرب هو ايضاً مؤشر انذار خطير قد تواجهها الجهات الرسمية على اعتبار ان تأثيرات الحرب لن تتوقف على انتهاء المواجهات العسكرية.
"ماهر المكش" يعيش في مدينة وهو أحد من الاشخاص الذين تحدثوا لـ "يمن شباب نت" والذي سألنه عن امنياته واحلامه خلال العام الجديد وقبل ان يجيب اخرج ماهر من صدره زفرة كأنما يُخرج معها آلامه واحزانه.
وقال "اتمنى ان يعم الامن والسلام اليمن وكل البلاد العربية وان تتحقق ثمار جهودنا ونضالنا الوطني على ابنائنا واجيالنا في المستقبل "هذه امنيات شاب يمني هدته الحرب وجعلته بلا طموح كما لو انه كهلا تجاوزته الايام لا يعنيه شيء في هذه الحياة ولا يشغل باله غير مستقبل فلذات اكباده الصغار الذين لايزالون في مقتبل العمر.
مغتربون يبحثون عن سلام
وبحثاً عن تطلعات اليمنيين وامنياتهم حطينا رحالنا هذه المرة في كوريا الجنوبية وبالتحديد في سيول هذه المدينة المكتظة بالحياة رغم برودة الطقس فيها حيث يتواجد فيها عدد قليل من المهاجرين اليمنيين.
ومن بينهم الطالبة "زهراء خالد باعلوي" التي لخصت امنيتها بالقول "امنيتي الكبيرة ان توقف الحرب ويعود اليمن سعيدا" هكذا ينسى اليمنيون أنفسهم في حضرة الوطن، يهبون بسخاء كل امنياتهم لوطنٍ يتمنون ان يخرج من محنته سريعا ويعود سعيدا كما كان من قبل.
ومن شرق اسيا نتجه نحو الغرب الي مصر الكنانة بحثا عن امنيات اليمنيين في العام الجديد وبلغة لا تخلو من التفاؤل الحذر يقول طالب الدراسات العليا الدكتور علي البطاح "الحلم صعب المنال لكنه يبقى حلماً مشروعاً فلم يتبق لنا سوى ان نحلم فقد سلبت منا باقي الامور او معظمها".
وقال لـ "يمن شباب نت" امنياتي في العام 2018 هي ان تنتهي هذه الحرب التي أنهكت البلاد والعباد وأن نجد في العام القادم وطناً يتسع للجميع خالي من كل المليشيات التي اهلكت الحرث والنسل".
وأضاف البطاح "نتمنى ان يكون العام 2018 بداية تفريج الغمة على المواطن البسيط الذي لم يعد يجد لقمة عيشه وأصبح استمرار الحرب بالنسبة له كارثة بكل المقاييس".
وبين عاما مضى وعاما يوشك على الحلول تبقى امال اليمنيين ان تنتهي هذا الحرب وينتهي معها الانقلاب ويتمكن اليمنيون من اعمار بلادهم وبناء ما دمرته الحرب وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ اليمن السعيد.
وتبقى أمنيات اليمنيين متواضعة في البحث عن الدولة والوطن الذي يجمعهم من الشتات الذي صنعته ثلاث سنوات من الحرب التي أفقدت الكثير من المواطنيين مصادر معيشتهم بدء من النزوح المستمر وحالة الخوف التي يعيشونها، وصولا إلى تردي الاوضاع الإنسانية وتوسع دائرة الفقر.