تشهد جبهات مدينة تعز جنوبي اليمن معارك عسكرية و اقتتالاً محتدماً بين القوات الحكومية (قوات الجيش الوطني) و جماعة الحوثي الانقلابية. وبالتوازي مع ذلك تشهد العديد من المناطق والقرى السكنية حملة تهجير بقوة السلاح و تفجير المنازل و زراعة الألغام من قبل الحوثيين بالتزامن مع الحصار المفروض على المدينة وتفاقم الوضع الانساني والمعيشي في ظل غياب مساعي الحل السياسي .
أولاً: التطورات الميدانية
تتعدد جبهات المواجهة بالنسبة إلى قوات الجيش الرطني في عموم محافظة تعز فهي لازالت تخوض معارك مع جماعة الحوثي في الجبهة الشرقية واجزاء من الشمال الشرقي للمدينة وقد اتسم نشاطها العسكري بالهجوم المباغت والسيطرة على عدد من الأحياء السكنية و المواقع الهامة ذات الأهمية الرمزية والاستراتيجية، لاسيما جبهة المخا الساحلية التي شهدت عملية عسكرية اطلقتها الحكومة بإسناد من قوات التحالف العربي تمكنت خلالها من تأمين الممر الدولي(باب المندب) و تحرير مدينة المخا التي كانت تمثل شرياناً رئيسا للحوثيين لتهريب الأسلحة والذخائر.
أما ما تبقى من الجبهات (الشمالية، الغربية، الجنوبية) فقد اتسمت معارك قوات الجيش بالهجوم والسيطرة على بعض المواقع والمرتفعات إلا أن بعضها شهدت معارك كر وفر خصوصاً النصف الآخر من العام .
على الرغم من شحة الإمكانيات في الاليات والعتاد العسكري إلا أن قوات الجيش أبدت قدرات الصمود وتحقيق مكاسب ميدانية في عدد من المواقع والجبهات.
ثانياً: أطراف الصراع
تتقاسم جغرافية محافظة تعز قوتين رئيسية يسيطر كل منها عسكرياً على اجزاء من المحافظة ويمكننا أن نعرضها كالتالي:
1- الحوثيين (الانقلاب)
جماعة الحوثي المكونة من مقاتلين قبليين و تشكيلات من ألوية عسكرية سيطرت عليها إبان انقلاب 21 سبتمبر 2014 بالإضافة إلى مقاتلين ينتمون لحزب المؤتمر(متحوثيين) وفرق القناصة بالإضافة إلى الاستعانة بخبراء إيرانيين.
2- قوات الجيش الوطني (الشرعية)
تتكون قوات الجيش من خمسة ألوية عسكرية تتوزع على أربع جبهات مختلفة. :
– اللواء 22 ميكا ويقع مسرح عملياته العسكرية (الجبهة الشرقية، اجزاء من الجبهة الشمالية).
– اللواء 35 مدرع ومسرح عملياته العسكرية( اجزاء من الجبهة الجنوبية ، الغربية ، الشرقية).
– اللواء 17 مشاه وينتشر في مسرح عملياته العسكرية (الجبهة الغربية).
– اللواء 170 دفاع جوي ويقع مسرح عملياته في (اجزاء من الجبهتي الشمالية ، الشمالية الشرقية بالإضافة إلى موقع الدفاع الجوي).
- اللواء 145 مشاة جبلي فهو ينتشر في الجبهة الجنوبية.
ثالثاً: مناطق النفوذ والسيطرة
تتركز سيطرة قوات الجيش الوطني في جميع احياء مديرتي المظفر والقاهرة (وسط المدينة) و مديريتي صبر الموادم و صالة(الجزء الشرقي للمدينة)،كما تسيطر على اجزاء واسعة من مديرية الصلو (جنوب شرق المحافظة)، وعدد من قرى مديرية جبل حبشي واجزاء من مديريات مقبنة و الوازعية وموزع بالإضافة إلى السيطرة الكاملة على المديريات الساحلية (المخا، ذوباب، باب المندب) غرب المحافظة.
كما في الجزء الجنوبي تسيطر على مديريات المسراخ ومشرعة وحدنان و الشمايتين والمواسط والمعافر .
أما جماعة الحوثي فتتركز سيطرتها على مديريتي ماوية و خدير(شرق المحافظة)و اجزاء من مديريتي الصلو و حيفان (جنوباً) ومديرية التعزية شمالاً -كبرى مديريات المحافظة – بالإضافة إلى اجزء من مديريات الوازعية و مقبنه (غرباً).
رابعاً: أبرز وأهم المواقع الاستراتيجية
سيطرت قوت الجيش على مواقع عديدة بينها مواقع استراتيجية يمكننا ذكر أبرز وأهم المواقع التي غيرت مسار المعركة على الأرض وهي كالتالي:
- المخاء: مطلع يناير تمكن الجيش الوطني مسنودا بقوات التحالف العربي من تحرير مدينة المخاء من سيطرة الحوثيين.
وتكمن الأهمية العسكرية لتحرير المخا في تأمين "مضيق باب المندب" التي تمر عبره 1000 قطعة بحرية يوميًا، بالإضافة إلى تأمين السفن المارة عبر الممر الدولي الذي يبعد نحو 70 كيلومترًا عن مدينة المخا.
- معسكر خالد بن الوليد: في أواخر يوليو أعلنت قوات الجيش الوطني سيطرتها على معسكر خالد بن الوليد ضمن عملية الرمح الذهبي ،التي أطلقتها الحكومة الشرعية مسنودة بقوات التحالف العربي مطلع يناير.
و يكتسب معسكر خالد بن الوليد - معسكر اللواء 35 مدرع سابقاً - أهمية جيوسياسية ، إذ يقع في مفرق المخا غرب محافظة تعز و شرق مدينة المخا، على مفترق طريقين مهمين وهما طريق تعز الحديدة وطريق تعز المخا باب المندب.
تبلغ مساحته حوالي 12 كيلو متر مربع تقريباً ، ويبعد عن مدينة تعز بمسافة لا تقل عن 60 كيلو مترا وعن المخا 40 كيلو مترا.
ويمثل المعسكر المحور الدفاعي لباب المندب نظراً لقرب مسافته بالممر الدولي "باب المندب" بالإضافة إلى الأهداف الحيوية والمهمة في مدينة المخا.
- معسكر التشريفات: في مطلع يونيو أطلقت قوات الجيش عملية عسكرية شرق المدينة تمكنت خلالها من السيطرة على معسكر التشريفات المطل على وادي صالة وأجزاء من القصر الجمهوري وعدد من الأحياء السكنية يمتد على مساحة تصل طولاً من الجنوب إلى الشمال (700متر) و عرضاً (400 متر) من الشرق إلى الغرب.
و يُعتبر المعسكر مؤخرة اللواء 22 حرس جمهوري – سابقاً – و يتواجد فيه ثلاث منصات لهبوط طائرات "الهيل"، كما أنه يعد قاعدةً فنية لإطلاق صواريخ أرض – أرض.