غادر أبو إبراهيم مع أسرته منزله في العاصمة صنعاء باتجاه مسقط رأسه بمحافظة إب بعد أن وجد نفسه مضطرا لنزوح إجباري خوفا على حياته في أعقاب حملة اختطافات ومداهمات شنتها مليشيات الحوثي ضد أنصار صالح خلال الأيام القليلة الماضية عقب مقتله.
لم يكن هذا الرجل الأربعيني ينتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام وليس لديه نشاط سياسي معروف، لكنه كما يقول فقد الأمان الذي كان يشعر به بصنعاء ويخشى على نفسه من الاختطاف لمجرد سكنه بحي يغلب عليه أعضاء وقيادات بحزب صالح بالإضافة إلى قيادات عسكرية.
وتقول مصادر حقوقية إن الحوثيين شنوا حملة اختطافات ومداهمات لمنازل قيادات صالح في صنعاء واختطفوا العشرات إلى أماكن مجهولة بعد نهب بعض ممتلكاتهم بعد تحويل العاصمة إلى ما يشبه السجن الكبير منذ قتل صالح في الرابع من الشهر الجاري.
يشرح أبو إبراهيم تجربته لـ" يمن شباب نت" قائلا: " صنعاء أصبحت مخيفة حتى واحنا في بيوتنا، وقلت لأولادي الوضع لم يعد يحتمل والأفضل لنا العودة للقرية(في إب)" مضيفا" جلوسنا بصنعاء لم يعد مجديا لا راتب(يعمل بالأشغال) والعمل البديل ما يخارج".
خطة طوارئ حكومية
وتشير مصادر حكومية إلى أن 1500 أسرة نزحت من صنعاء خلال الأيام الماضية، باتجاه محافظة حضرموت الهادئة وبدرجة أقل أبين، وعدن، وريف تعز، والضالع.
وفي محافظة مأرب القريبة من صنعاء، أقرت السلطة المحلية هناك خطة طوارئ لتنظيم عملية استقبال وفرز النازحين من العاصمة صنعاء، تضمنت عددًا من الآليات والإجراءات المُنظّمة لعمليات الاستقبال والتسجيل والفرز والتحري في البيانات والمعلومات للنازحين إلى المحافظة من قيادات سياسية وعسكرية وأمنية ومدنية ومجتمعية.
ويقول أحد النازحين من العاصمة صنعاء والذي فضّل عدم ذكر اسمه، إن الحوثيين لم يتركوا للناس شيئاً، وصادروا كل شيء، ويلفقون تهمة الخيانة لكل من يصادفهم، لافتاً إلى إنَّ دوريات الحوثيين مستمرة في التقاط الشُبان والناشطين وأعضاء حزب المؤتمر، من منازلهم بعد أنَّ تعبث بها.
وأضاف في حديث لـ" يمن شباب نت": " تمكنت من النزوح إلى مأرب، وسأعود إلى صنعاء لحراسة المنزل، خوفاً من نهب الحوثيين، أملك منزلاً كبيراً في صنعاء، وأخاف أن يصادره الحوثيون الذين استولوا على منازل قيادات حزبية، وحولوها إلى منازل لعناصرهم".
عمليات سطو للمحلات التجارية
المحلات التجارية في صنعاء، لم تسلم هي الأخرى من عمليات السطو والنهب فأغلقت أبوابها منذ المواجهات الأخيرة بين الحوثيين والقوات الموالية لصالح، لاسيما محلات الذهب والصرافة.
يقول حارس عمارة أسواق الكميم في شارع مجاهد والقريبة من منزل صالح الذي دارات الاشتباكات فيه وقد تحول المركز إلى خراب، إن عمليه سطو واسعة تمت خلال المواجهات لمحلات الذهب والفضة والأقمشة داخل العمارة.
وأضاف الحارس لـ"يمن شباب نت" مشترطاً عدم ذكر اسمه، إن خسائر تجار المحلات خاصة الذهب لا يمكن حصرها، لافتاً إلى أن أحد تجار محلات الذهب تجاوزت خسارته فوق 500مائة مليون ريال يمني.
محلات تجارية شهيرة مجاورة لأسواق الكميم، لم تسلم هي الأخرى من السطو والنهب لمحتوياتها، كاتب التقرير تجول في محيطها وشاهد الدمار الذي لحق بهذه المحلات وكذلك آثار النهب والسطو التي تمت لهذه المحلات والذي لم يتبقى منها إلا آثار الرصاص والقذائف التي لحقت بالمباني نتيجة المواجهات أما محتويات هذه المحلات فقد تم نهبها بالكامل.
الأسواق التجارية الأخرى في الشوارع الحية، مثل شارع جمال والقصر وهائل وشعوب وباب اليمن باتت اليوم تغلق أبوابها قبل المغرب بساعة تحسبا لعمليات نهب قد تقوم بها المليشيات.
وتسود حالة من الذعر والخوف الشديد لدى سكان العاصمة صنعاء، بعد احكام سيطرة المليشيات الانقلابية على المدينة عقب الأحداث الأخيرة، حيث أقدمت المليشيا على نشر مسلحيها في الأحياء والشوارع، بالإضافة إلى مداهمة المنازلة التي يشكون فيه معارضتها لهم.