كشف تقرير لوكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية، عن حصول الوكالة على مواد تشمل خلاصة عسكرية من المملكة العربية السعودية تظهر صورا لأجزاء من حطام الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على مطار في الرياض مطلع شهر نوفمبر الجاري، في سياق محاولتها إثبات أن ذلك الصاروخ إيراني وحصل عليه الحوثيين من حليفتهم إيران.
وفي مطلعه، أشار تقرير الوكالة، الذي كتبه "جون غابريل"، ونشر أمس الأحد على موقعها، إلى الاتهامات التي توجهها كل من السعودية والولايات المتحدة إلى إيران "بتوريد صواريخ باليستية للمتمردين الشيعة في اليمن، بما في ذلك الصاروخ الأخير الذي استهدف عاصمة المملكة الرياض ومطارها الدولي".
وصاغ الكاتب تقريره، الذي أطلع عليه "يمن شباب نت" وترجمه إلى العربية، بشكل أسئلة وإجابات، بدأها بالسؤال عن موقع اليمن وما الذي يحدث فيها من حرب دائرة والأطراف المتحاربة فيها وحلفائهم الخارجين.
الأدلة الأمريكية والسعودية
وفي السؤال التالي عن ماهية الأدلة التي تجعل الولايات المتحدة تؤكد على أن إيران هي من زودت الحوثيين بتلك الصواريخ؟ اورد الكاتب ما قاله قائد القوات الجوية الامريكية في الشرق الأوسط، يوم الجمعة الماضية، من أن الصواريخ التي أطلقها الحوثيون تحمل "بصمات ايرانية"، ولكن دون تفاصيل أو عرض لصور.
وأضاف أن الوكالة (اسوشيتد برس) تلقت، في وقت لاحق، رسالة من وزارة الثقافة والإعلام السعودية عبارة عن مادة من إحاطة عسكرية موجزة "تعرض ما يزعمون أنها جزء من صاروخ بركان الحوثي، الباليستي".
وأوضح أن الكتابة الموجودة على أحد جوانب الصاروخ "تطابق رمز صاروخ (قيام) الإيراني".
وأضاف: "كما أن العلامات الموجودة على الصاروخ الحوثي المزعوم كانت هي الأخرى أيضا متطابقة إلى حد كبير مع صورة أسوشيتد برس لصاروخ (قيام) التي تم عرضها في إيران في 21 أيلول/سبتمبر 2012. وظهرت صورة أخرى عرضها السعوديون تظهر قاعدة الصاروخ، والتي تشبه تلك التي في صاروخ (قيام) الإيراني أيضا".
وأشار الكاتب إلى أن القيادة المركزية للقوات الجوية الامريكية رفضت يوم السبت الماضي مناقشة أوراق الملخص العسكري السعودي، على الرغم من أن الصورة المعروضة لجزء من صاروخ بركان كانت تحمل شفرات أمريكية غير مصنفة.
وفي السؤال التالي: ماذا تقول إيران؟ أشار الكاتب إلى أن طهران ومنذ فترة طويلة متمسكة بإنكارها تقديم أية أسلحة إلى الحوثيين.
وأستطرد: "وهي حتى الأن لم ترد بشكل خاص على تعليقات قائد القوات الجوية الأمريكية". الا أنه أستشهد بتصريحات سابقة، لمن وصفه بـ"رجل الدين المؤثر والأكثر تشددا، مهدي طيب، وهو شقيق مدير الاستخبارات في الحرس الثوري المتشدد"، والذي أكد في نيسان/ابريل الماضي أن "إيران حاولت ثلاث مرات ارسال صواريخ الى اليمن، الا انها أوقفت من قبل ادارة الرئيس حسن روحاني بناء على مخاوف من أن ذلك قد يودي باتفاقها النووي مع القوى العالمية".
وبحسب الكاتب، فإن الحرس الثوري الإيراني، الذي يتبع مباشرة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، هو من يشرف على برنامج الصواريخ الإيراني.
سوابق إيران في دعم حلفائها باليمن
وينتقل كاتب التقرير إلى سؤال: هل سبق وأن اتهمت إيران بإرسال أي شيء آخر إلى اليمن؟
وفي رده، يشير إلى الاتهامات التي دأب الاسطول الخامس للبحرية الامريكية، ومقره البحرين، على توجيهها مرارا إلى إيران بإرسال أسلحة الى اليمن.
ويلفت إلى أن تلك الاتهامات الأمريكية تستند إلى المضبوطات التي حجزتها البحرية الأمريكية "على مدى أربعة أسابيع من أوائل عام 2016، عندما أوقفت السفن الحربية للتحالف ثلاثة مراكب شراعية، سفن تقليدية تنقل البضائع عبر الخليج الفارسي. وضبطت فيها آلاف البنادق الهجومية من طراز كلاشينكوف وبنادق القناصة والمدافع الرشاشة وقاذفات القنابل الصاروخية والصواريخ المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة".
كما أستدل الكاتب بتقرير سابق صادر عن "مجموعة بحوث التسلح في النزاعات"- ومقرها لندن، والذي أكد أن أحد المراكب الشراعية المضبوطة كانت تحمل 2000 بندقية هجومية جديدة ذات أرقام تسلسلية منتظمة الترتيب، مما يشير إلى أنها جاءت من مخزون احتياطي قومي. كما قالت المجموعة أيضا أن قاذفات الدفع الصاروخية تحمل ايضا علامات تؤكد أنها صنعت في إيران".
وأضاف: "كما قامت مجموعة بحوث التسلح، وبإذن من الحرس الرئاسي الخاص في الإمارات العربية المتحدة، بفحص الطائرات بدون طيار التي استخدمها الحوثيون وحلفاؤهم في تدمير بطاريات صواريخ باتريوت في المملكة العربية السعودية. ويتيح تدمير بطاريات صواريخ باتريوت للمتمردين بإطلاق الصواريخ على السعودية دون اعتراض، وتخسر المملكة ملايين الدولارات في إصلاحها واستبدالها".
وأنهى الكاتب هذا الجزء بالقول: "وبينما يقول الحوثيون أنهم يصنعون الطائرات بدون طيار بأنفسهم، قالت مجموعة الأبحاث إن الطائرات بدون طيار (الحوثية) تشترك في "تصميم وخصائص بناء شبه متطابقة" مع الطائرات بدون طيار الإيرانية".
كيف توصل إيران الصواريخ إلى اليمن؟
وتحت هذا السؤال، يكشف الكاتب أن مادة الإحاطة العسكرية السعودية المرسلة إلى وكالة اسوشيتد برس من السعوديين، تدعي أن إيران "قامت بتهريب الأسلحة إلى اليمن عن طريق القوارب والشاحنات"، لافتا إلى أن تلك المادة عرضت "مجموعة واحدة من الصور تظهر شاحنة ذات قاع إضافي (مزيف)، والتي يقول السعوديون إن الحوثيين نقلوا الأسلحة عبرها إلى داخل البلاد".
وفي حين يلفت الكاتب إلى أنه "ومنذ 2016، لم تحدث أي عمليات ضبط كبيرة للأسلحة في البحار"، استدرك قائلا: "إلا أن مسؤولا في وزارة الدفاع الاميركية تحدث الى اسوشيتد برس، شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشته مسائل استخباراتية، قال إن القوات الاميركية تعتقد أن بعض الاسلحة والعتاد الذي يستخدمه الحوثيون جاء من إيران أو بمساعدة جماعات مدعومة من إيران".
وقال المسؤول الأمريكي "إنها مشكلة عويصة، ونحن مقتنعون بأنها مازالت قائمة". وأضاف: "الأسلحة التي لم تكن في ترسانة اليمن قبل الحرب الأهلية تستمر بالظهور هناك".
وأختتم التقرير بإيجاز الدور الأمريكي في كل هذا، مشيرا إلى مشاركة القوات الأمريكية بالحرب في اليمن ضد الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، وكذا مشاركتها في الحرب التي يخوضها التحالف بقيادة السعودية ضد المتمردين الحوثيين وحلفائهم باليمن، والتي تتمثل بإعادة تزويد طائرات التحالف الحربية بالوقود الجوي، وتقديم الدعم في إدارة المجال الجوي فوق البلاد. كما يستخدم التحالف الذي تقوده السعودية قنابل امريكية الصنع في هجماته.