تفاجئ "أحمد سالم ربيع علي"، المكلف مؤخرا بأعمال محافظ عدن بقرار رئيس الوزراء، بمنعه من دخول مبنى المحافظة عند وصوله يوم أمس الخميس لمزاولة مهامه مثل كل يوم.
ومنعت القوات التي تسيطر على المبنى- والتي مازالت تتبع المحافظ المقال عيدروس الزبيدي، القائم بأعمال المحافظ "أحمد سالمين" من دخول مقر المحافظة، بحجة وجود توجيهات من التحالف، لكنه نفى صحة ذلك.
قبل هذا التاريخ كان أحمد سالم يأتي لهذا المبنى الموجود بمديرية المعلا لأداء عمله كوكيل أول للمحافظة بشكل طبيعي منذ تعيينه بقرار جمهوري من الرئيس عبدربه منصور هادي في 20 يوليو 2015 خلفا لنايف البكري الذي تولى يومها منصب المحافظ.
سيطرة ومنع
وتسيطر على المبنى قوات تابعة للمحافظ المقال عيدروس الزبيدي الذي أطاح به الرئيس من منصبه في 27 أبريل الماضي الذي تولاه في السابع من ديسمبر 2015 خلفاً للواء "جعفر محمد سعد" الذي اغتيل بسيارة مفخخة، وترفض إخلائه وتسليمه للمحافظ الحالي عبدالعزيز المفلحي أو السماح له بممارسة عمله من داخله منذ تعيينه في أواخر أبريل الماضي.
وتكرر الأمر ذاته مع أحمد سالم ربيع بعد تكليفه في 31 أكتوبر الماضي من قبل رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر بصلاحيات المحافظ لحين عودته من الخارج، حيث مُنع من دخول مبنى المحافظة في خطوة وصفت بأنها تأتي ضمن مخطط ممنهج هدفه إفشال المحافظ ومن يقوم بمهامه من العمل وترك المحافظة في حالة فراغ وشلل وتردي على كافة المستويات.
إدانة وأزمات
وقد أدانت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة حادثة المنع ووصفتها بالتصرف غير المسؤول والمسيء لعدن واعتبرت تواجد القوات الأمنية بالمبنى غير قانوني وطالبت بخروجها وتسليمه للمحافظ.
وأشارت في بيان لها – حصل يمن شباب نت على نسخة منه – إلى أنها تواصلت مع قيادة التحالف لمعرفة موقفها ونفت لها توجيهها بالمنع، الأمر الذي دعاها لمطالبتها بتحمل مسؤولياتها في وقف هذه التصرفات وتسليم المبنى.
وتشهد عدن أزمات متفاقمة في الخدمات مثل انعدام المشتقات النفطية ما دفع عدة مستشفيات خاصة للتهديد بإغلاق أبوابها بوجه المرضى والجرحى ما لم تحل الحكومة هذه المشكلة وأزمة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وصلت خلال يومي السبت والأحد، إلى 8 ساعات تعطيل، مقابل ساعتي تشغيل فقط.
وعلى المستوى الأمني عادت موجة الاغتيالات لتحصد أرواح خطباء وأئمة مساجد من التيار السلفي ومواطنين على حد سواء دون أن تحرك الأجهزة الأمنية التي تدين بالولاء للإمارات ساكنا عدا مهاجمة مقرات حزب التجمع اليمني للإصلاح وأحراقها واقتحام منازل قيادات وكوادر الحزب واعتقالها ضمن مناخ معادي للحريات والتعددية السياسية أهم ركائز النظام الديمقراطي اليمني.
تفاؤل وخبرة
عقب تكليف أحمد سالم بمهام المحافظ سادت أجواء من التفاؤل في أوساط الشارع العدني على أمل سد الفراغ الإداري وتحسين الخدمات كون الشخص المكلف يعرف المشاكل جيدا ويحظى بسمعة طيبة وعلاقات متوازنة مع كل الأطراف وهو ما يُفترض أن يجد تعاونا ودعما لخدمة عدن وسكانها.
وأحمد هو نجل سالم ربيع المعروف باسم سالمين، رئيس ما كان يُعرف بـ" جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية" من 22 يونيو، 1969 وحتى تم الانقلاب عليه في 22 يونيو، 1978 وإعدامه بعد أربعة أيام الإطاحة به.
ويمتلك خبرة إدارية واسعة نظرا لتوليه منصب وكيل المحافظة منذ 2008 بقرار من الرئيس المخلوع علي صالح بعد عامين من عودته لليمن قادما من أمريكا التي عاش فيها منذ سفره عقب إعادة توحيد شطري البلاد عام 1990.
وهذه هي المرة الثانية التي تولى فيها منصب المحافظ بالوكالة بعد الأولى في يونيو 2011 إثر هروب المحافظ عبدالكريم شائف إلى الخارج إبان ثورة فبراير.
ولا يُعرف كيف سيتعامل إذا تكرر منعه من دخول مبنى المحافظة وهل سيجد نفسه وحيدا كالمفلحي الذي اختار المغادرة للخارج بينما يختار هو العمل من مكان آخر كأن يكون قصر المعاشيق في حال لم يقم التحالف بدوره في تمكينه من مهامه.
أخبار ذات صلة
الخميس, 02 نوفمبر, 2017
قيادة" عدن" تطالب بتسليم مبنى المحافظة وتمكين القائم بأعمال المحافظ من مزاولة عمله
الثلاثاء, 31 أكتوبر, 2017
رئيس الحكومة يكلّف وكيل محافظة عدن أحمد سالمين بمهام المفلحي لحين عودته
الجمعة, 26 مايو, 2017
رئيس الحكومة اليمنية يصل عدن ومعه عدد من الوزراء والمحافظ المفلحي