منذ ثلاث سنوات تحولت محافظة إب إلى ثكنة استرخاء لميلشيات الحوثي وصالح والإنقلابية بعد أن استطاعوا إحكام السيطرة عليها بسطوة قمعية عملت على تحويل المدينة السياحية إلى ساحة للعبث الأمني وارتكاب الجرائم والسطو على الأراضي.
في 15 أكتوبر من العام 2014 كانت المدينة على موعد من الميلشيات القادمة من العاصمة صنعاء، حيث ارتكبت من ذلك اليوم آلاف الجرائم والانتهاكات والتي طالت المواطنين والمؤسسات الخاصة والعامة في محافظة إب، خلال ثلاثة أعوام استطاعت تحويل حياة الناس إلى رعب متواصل.
ورصد المركز الإعلامي لمقاومة إب في تقرير بعنوان "حصاد السلام الزائف" نشر اليوم الأحد بالتزامن مع الذكرى الثالثة لسيطرة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية وثق 7643 جريمة ارتكبها الانقلابيون في المحافظة خلال الفترة من 15 أكتوبر 2014م ،حتى 30 سبتمبر 2017م.
مقتل 510 مواطن
ووفقا للتقرير فقد قتل وأصيب 1069مواطن في محافظة إب خلال ثلاثة أعوام من سيطرة مليشيا الحوثي وصالح منها 510 قتيل بينهم 60 امرأة وطفل، 560 جريمة إصابة سقط فيها 90 طفل وامرأة خلال الأعوام الثلاثة.
ووثق التقرير "ارتكاب مليشيات الانقلاب 13 جريمة اغتيال و9 جرائم إعدام وتصفية لمعارضين، فيما تم وفاة 9 مختطفين تحت التعذيب من بينهم قيادات سياسية ووجاهات اجتماعية".
وكشف التقرير عن اختطاف مليشيات الحوثي وصالح 2662 مواطن طالت عدد من فئات المجتمع من بينهم تسعة أطفال، ووثق التقرير تعذيب المليشيات الانقلابية لنحو 178 مختطف منهم داخل السجون.
ورصد التقرير "تجنيد المليشيا 423 طفل ـ دون سن 18 ـ من أبناء المحافظة والزج بهم في جبهات القتال بالرغم أن غالبيتهم ممن لا يجيدون التعامل مع السلاح من قبل.
الخذلان الكبير
من جانبه قال رئيس مركز إعلام مقاومة إب وليد الجعور "سيبقى يوم الـ 15 من أكتوبر 2014م يوماً محفوراً في ذاكرة أبناء اب، حيث تواطؤ قيادات ومشائخ المؤتمر للمليشيات السيطرة الكاملة على المؤسسات ووقف المقاومة المجتمعية".
وأضاف الجعور في حديث لـ"يمن شباب نت" استطاعت إب في البداية إيقاف مسلسل تسليم المدن ومؤسسات الدولة من خلال مقاومتها للمليشيات وفتح جبهة قتال مفتوحة في أكثر من مكان وأوقفت زحف المليشيات، لكنها تعرضت لخذلان كبير.
وعن أدوار أبناء المحافظة للتصدي للمليشيات الجعور "بأن المقاومة في اب كانت هي السباقة في العمل المقاوم من خلال المواجهات التي شهدتها المحافظة،إضافة إلى حرب الكمائن الذي كبد الانقلابيين خسائر كبيرة".
وقال "أن أفراد الجيش من أبناء المحافظة قد أكلموا تدريباتهم العسكرية وهم على أتم الاستعداد لتولي مهماتهم العسكرية والقيام بعمليات عسكرية".
نهب وتفجير واقتحامات
التقرير رصد مئات الجرائم التي ارتكبها الانقلابيين بحق المؤسسات العامة والأملاك الخاصة ومنازل المواطنين تمثلت في الاقتحام والسطو المسلح والنهب والتفجير، ووثق تفجير قوات المخلوع صالح ومليشيا الحوثي 76 منزل ومقر ومسجد ودور قرآن في المحافظة.
كما رصد التقرير 632 جريمة اقتحام ومداهمة لمؤسسات ومحلات ومنازل مواطنين والأخيرة نالها القسط الأكبر من تلك المداهمات، ونهب 551 منزل ومحل ومؤسسة عامة وخاصة.
وعمدت ميلشيات الحوثي على تعزيز ثقافة الرعب والتخويف للمواطنين من خلال تفجير منازلهم وتنفيذ اقتحامات، بالإضافة إلى ممارستها الإعدامات والتصفيات والتي طالت مواطنين ووجاهات اجتماعية من شيخ قبلي بالقفر وجريمة التصفية بحق شباب في مديرية النادرة.
ابتزاز وفرض إتاوات
وشملت انتهاكات ميلشيات الحوثي فرض الجباية على المواطنين والتجار مابين الحين والآخر تحت عدة مسميات، حيت رصد تقرير 88 حالة جريمة وانتهاك تحت مسمى جرائم أخرى شملت الابتزاز المالي، وفر ض إتاوات مالية، وجرائم قصف منازل وجرائم أخرى، وارتكبت 249 جريمة اعتداء طالت الأشخاص والمؤسسات العامة والخاصة.
جرائم تفجير المنازل وقصفها كما حدث في مديريات الحزم وريف إب وبعدان والقفر إضافة إلى جرائم الاختطافات والملاحقات والمداهمات أجبرت نحو 1683 للنزوح والتشرد من منازلهم باتجاه مناطق أكثر أمناً داخل المحافظة أو خارجها.
حيث نزحت أسر كثيرة إلى تعز وصنعاء ومأرب وعدن، ناهيك عن الأفراد الذين يعدون بالمئات وهؤلاء بعضهم فر إلى خارج الوطن فيما استقر بالحال عند الكثيرين إلى النزوح الداخلي والإخفاء القسري خشية الملاحقة والاختطاف.