عبود الشرعبي.. مهندس العمل الفدائي ضد الاستعمار البريطاني و أحد ثوار أكتوبر الذين غيروا وجه اليمن في نضال شعب وهزيمة إمبراطورية .
ينحدر مهيوب علي الشرعبي الشهير بـ"عبود" من عزلة الدعيسة شرعب الرونة محافظة تعز ، ولد عام 1945م و عاش حياته يتيماً بعد أن فقد والده في الثالثة من عمره.
الانتماء والنضال
انتقل في العاشرة من عمره إلى مدينة عدن لتلقي التعليم ثم التحق بعد ذلك بالجبهة القومية ليتبوأ العديد من المناصب و المواقع القيادية حتى صار من أبرز قادة القطاع الفدائي للجبهة القومية في مستعمرة عدن.
ومع انطلاقة ثورة الـ 14 من اكتوبر ضد الاحتلال البريطاني عام 1963م بقيادة الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل والتي تشكلت في أغسطس 1963م من حركة القوميين العرب وتسع فصائل وطنية أخرى، ليصير حينها عبود عضواً في الجبهة القومية وضمن قيادة العمل السياسي والفدائي في عدن.
وفي يونيو عام 1964م انتقل، عبود، مع مجموعة من الفدائيين إلى مدينة تعز للالتحاق بدورة تدريب عسكرية استمرت لخمسة أشهر ثم عاد مع مجموعته إلى عدن لتبدأ عملياته الفدائية ضد الاحتلال وتركزت في احياء المعلا وخور مكسر.
وفي يناير عام 1965 اُعتقل عبود من قبل القوات البريطانية اثناء خروجه من منزل رفيقه الدائم أحمد قاسم ثم أودعته معتقل المنصورة لمدة ستة أشهر تعرض خلالها لتعذيب جسدي ونفسي شديدين حتى بترت إحدى أصابع يده، وحكم عليه بالتسفير إلى مدينة تعز.
وفي مدينة تعز التي كانت تقيم فيها قيادة الجبهة القومية حيث قامت بابتعاث، عبود، الى الخارج في دورة تدريبية على أساليب طرق قيادة حرب العصابات والعمل الفدائي في المدن.
وعند إكماله لدراسته في حرب العصابات في المدن والمعسكرات مُنح من عناصر الجبهة القومية في جيش اتحاد الجنوب العربي والبوليس بطاقات قائد عسكري مما مكنه من القيادة والتخطيط والتنفيذ عمليات فدائية في عدن.
بفضل قدراته ومواهبه وروح الإقدام والإخلاص والاستعداد للتضحية والسرعة في الحركة والدقة في التخطيط والشجاعة العالية التي كان يتمتع بها الفدائي" عبود" تمكن من تنفيذ العمليات الفدائية الجسورة والخطيرة وهذه المزايا مكنته من الإفلات من الوقوع في أيدي سلطات الاحتلال وأجهزتها الاستعمارية في أكثر من مره.
كما كان له دور في دعم ومساندة ثورة 26 سبتمبر ضد الحكم الامامي شمالي اليمن، حيث أشترك مع عدد من رفاقه ضمن فرق شكلت في عدن لجمع التبرعات المالية وتعبئة المواطنين والمتطوعين وإرسالهم للالتحاق بالحرس الوطني والجيش الجمهوري للدفاع عن الجمهورية.
أبرز عملياته الفدائية ضد الاستعمار
- أحبط عملية تفجير مقر القوات المصرية في تعز بسيارة مفخخة خطط لها الإماميون بدعم الاستعمار البريطاني، بسبب دعمها لثورتي الشمال والجنوب. اكتشف عبود المؤامرة قبل وقوعها وقام مع مجموعته بتفكيك المتفجرات.
-ملأ عبود سيارته بالألغام وذهب برفقة زملائه لتفخيخ ميدان الاتحاد الذي كان يجري الإعداد للاحتفال فيه من قبل شخصيات كبيرة من البريطانيين بينهم المندوب السامي مع بعض السلاطين الموالين. إلا أن السلطات المستعمرة اكتشفت الأمر قبيل الاحتفال مما أدى إلى فشل العملية. الأمر الذي دفع عبود ورفاقه بفتح النار على مجموعة من الضباط البريطانيين الحاضرين وتكبيدهم خسائر طائلة.
استشهد برصاص جندي بريطاني كان متمركزاً مع ثلة من الجنود فوق سطح عمارة البنك القريب من مسجد النور وأطلق عليه النار ليسقط"عبود" شهيداً مُضرجاً بدم الثورة والحريه.
حياته الاجتماعية
للشهيد عبود شقيق واحد من والده ويحمل ذات اسمه "مهيوب" ولديه شقيقتان من والدته هن خيرية ومريم.
تزوج عبود عام 1964م من ابنة عمه عبدالله غالب في قرية الجبانة، شرعب الرونه، إلا أنه انفصل عنها بعد عامين ولم تنجب له أطفال.
ليرتبط بعد ذلك بإحدى فتيات حي المنصورة وكانت من أعضاء قطاع الطوارئ للجبهة القومية إلا أنه استشهد قبل أن يقترن بها.