في حدثٍ ثوريٍ وجماهيري كبير احتفت إب بالعيد الخامس والخمسين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، احتفالاً يليق بها وباسمها المرتبط بصناعة الثورات.
على غير الموعد، أعلنت إب عن نفسها مدينة ثورية بامتياز حين اشتعلت سماءها ألعاب نارية ومشاعل ثورة في ليلة البارحة في مشهد لم يكن ينتظره أحد في ظل سيطرة كاملة من سلطات الانقلاب على المحافظة السياحية.
في ليلة ستبقى في خلد أبنائها وسيتذكرها التأريخ بزهو وافتخار، وعلى مدى ساعات تواصلت فعاليات إيقاد الشعلة والاحتفال بالمناسبة من على أسطح المنازل وسفوح الجبال وأعالي المرتفعات، في مشهدٍ يعكس مدى ارتباط أبناء المحافظة بثورتهم الأم رغم رضوخ مدينتهم لسلطة الانقلابيين.
فعاليات كثيرة شهدتها المحافظة بدأت برفع الأعلام الوطنية على المنازل وواجهات المحلات التجارية وتواصلت بإيقاد الشعلة من على أسطح المنازل والمرتفعات ولا تزال تتواصل بفعاليات جماهيرية وخطابية رغم مضايقات الانقلابيين لها.
مشاهد بهجة عيدية
للمرة الأولى التي تظهر إب في هذا المشهد منذ سيطرة الانقلابيين عليها في منتصف أكتوبر من العام 2014م، وفي مشهد فرائحي تزينت سماء محافظة إب بالألعاب النارية بمديرية الظهار والمشنة عاصمة المحافظة وجميع مديريات المحافظة، احتفاء بالذكرى الـ55 لثورة سبتمبر 1962م.
وأطلق المواطنون الألعاب النارية منذ الثامنة من مساء اليوم الاثنين بشكل مختلف ولافت عن الأعوام السابقة في رسالة واضحة للإمامين الجدد والذين يحكمون سيطرتهم على المحافظة.
وأظهرت صور تداولها ناشطون مدى فرحة المواطنين في المحافظة بالمناسبة من خلال تفننهم في رسم مشاهد ليلة جميلة عكست جمال المحافظة وثوريتها.
وقال سكان محليون "أن عدد من شباب مديرية الرضمة أوقدوا شعلة سبتمبر في قمم جبال مديرية الرضمة وكذلك الأمر في مديرية السدة وبمختلف جبال مديريات المحافظة في الوقت الذي منع الحوثيون إيقاد شعلة سبتمبر بساحة خليج الحرية وسط مدينة إب".
وأشعل المواطنون النيران على أسطح منازلهم بقرى وعزل مديريات محافظة إب احتفاء بسبتمبر الخالدة، وصاحب الفعاليات رفع الأعلام الوطنية بالمحلات التجارية وعلى أسطح المنازل بمختلف المديريات والأسواق الشعبية والأماكن العامة.
دعوات جماهيرية وسياسية
وكانت تكتلات ثورية وأحزاب سياسية وحركات شبابية قد دعت المواطنين الاحتفاء بالمناسبة أحياءا لروح الثورة التي حاولت مليشيات الانقلاب طمسها من معالم المحافظة.
وكان حزب المؤتمر في المحافظة قد أعلن عن برنامج احتفائي بالمناسبة بدأ من الجمعة بتعليق الأعلام الوطنية على المنازل وواجهات المحلات والمؤسسات وتواصل بإيقاد الشعلات من على أسطح المنازل والمرتفعات مساء الليلة البارحة قبل أن يختتمها بمهرجان خطابي كبير اليوم الثلاثاء.
من جهته دعا حزب التنظيم الناصري وأحزاب أخرى أنصارهم وجماهير المحافظة إلى التوافد إلى ساحة خليج الحرية بالمحافظة لإيقاد الشعلة والاحتفاء بالمناسبة وسط معارضة من الحوثيين.
ولاقت تلك الدعوات استجابة شرائح كبيرة من المجتمع رصدها "موقع يمن شباب نت" من خلال التفاعل الشعبي في الاحتفال الصاخب الذي شهدته المدينة مساء البارحة، إضافة إلى اعتلاء الأعلام الوطنية لمنازل ومحلات عدد كبير من المواطنين في مشهد مغاير للسنوات الماضية.
مشاهد الاحتفاء انعكست على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت إلى مهرجان إحتفائي كبير، من خلال منشورات ومشاركة أبناء المحافظة الذين عبروا عن تطلعهم لإنعتاقهم من سيطرة الانقلاب على محافظتهم وعودة مدينتهم إلى حاضنة الجمهورية اليمنية.
الحوثيون يمنعون إيقاد الشعلة
قال مصدر منظم لفعالية إيقاد الشعلة في ساحة خليج الحرية، أن سلطات الانقلاب في المحافظة منعت وبشكل صريح وحازم إيقاد الشعلة في ساحة خليج الحرية رافضة الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ونشر الشيخ "قاسم الشوخي" ـ وجاهة قبلية وأحد منظمي الفعالية - في صفحته على "الفيسبوك" منشوراً قال فيه أن نائب مشرف الحوثيين في المحافظة أبلغه برفض سلطات الانقلاب إقامة أي فعالية في ساحة خليج الحرية.
من جهته أعلن القيادي في حزب التنظيم الناصري في المحافظة "أحمد خرصان"،عن توقف فعالية ايقاد الشعلة في ساحة خليج الحرية، بعد منع الحوثيين للدعوة، وأضاف بأن الحوثيين برروا منعهم إقامة أي فعالية لإيقاد شعلة سبتمبر بمبرر أنها ستقام في ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء.