تسعى ميلشيات الحوثي إلى فرض أفكارها المتطرفة في مساجد صنعاء منذ سيطرتها على العاصمة قبل ثلاثة أعوام، وأبرز ممارسات الحوثيين في هذا الجانب كانت فرض خطباء مساجد موالين لها، ومع قدوم شهر رمضان منعت المواطنين من أداء صلاة التراويح في المساجد.
|
---|
ويتكرر سلوك ميليشيات الحوثي في كل سنة منذ سيطرتهم على العاصمة صنعاء في العام 2014، ومع دخول شهر رمضان حيث تبدأ بتعميم قرارات على المساجد ويصل أحيانا إلى إرسال مسلحين لمنع إقامة صلاة التراويح
منع صلاة التراويح بمكبرات الصوت
يقول محمد يحيى، إمام أحد المساجد في صنعاء، أنه تعرض للاعتقال من قبل مليشيا الحوثي العام الماضي بسبب إقامته صلاة التراويح في رمضان، كما اتهموه بالوقوف في صف ما أسموه "العدوان" ونشر "الفكر الوهابي"، مشيراً إلى تلقيه تهديدات هذا العام بالاعتقال إذا أقام صلاة التراويح في المسجد .
ويضيف يحيى في حديثه لـ"يمن شباب نت"، أن مسلحي الحوثي أجبروه على توقيع أمر استخرجوه من وزارة الأوقاف والإرشاد الخاضعة لسيطرتهم، يقضي بمنع أداء صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت، والدعاء للمليشيا في حال أقيمت الصلاة في المسجد دون استخدام مكبرات الصوت .
واستغرب إمام المسجد من تبرير الحوثيين خطوتهم بمنع إقامة صلاة التراويح عبر مكبرات الصوت باعتباره إزعاجاً للسكان، في حين أن مساجد كثيرة في صنعاء تفتح التسابيح من الساعة الثانية بعد منتصف الليل بمكبرات الصوت سواء في رمضان أو في الأشهر الأخرى، دون اعتبار الحوثيين ذلك إزعاجاً للسكان الذين عادة ما يكونوا نائمين في هذه الساعة.
وقال أنه لا يدعو الحوثيين لمنع التسابيح وإنما يدعوهم لعدم منع أداء صلاة التراويح بمكبرات الصوت في المساجد كما جرت العادة في رمضان قبل سيطرتهم على العاصمة صنعاء، مشيراً إلى أن مكبرات الصوت في المساجد عندما تصدح بتلاوة القرآن في صلاة التراويح تضيف روحانية أكثر للصائمين .
محاولة لإشعال صراع طائفي
ويعتبر مراقبون منع الحوثيين أداء صلاة التراويح في المساجد خطوة لخلق صراع طائفي يرفضه اليمنيون جميعاً، محذرين من خطورة الصراعات الطائفية التي دمرت بلداناً عربية أصبح من الصعب السيطرة على هذه الصراعات فيها والتي كان بدايتها ممارسات مثل هذه التي تتخذها مليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتهم .
يقول ماهر سعيد، أحد المصلين في جامع سابحة بصنعاء، أن منع الحوثيين إقامة صلاة التراويح في الجامع أثار استياء الجميع من هذه الخطوة، مشيراً إلى أن معظم المساجد قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء كانت تقيم صلاة التراويح بينما لا تقيم بعض المساجد هذه الصلاة ولم يعترض على ذلك أحد أو يجبرهم على أداء الصلاة كما يفعل الحوثيون اليوم بمنع إقامتها .
ويضيف سعيد في حديثه لـ"يمن شباب نت"، أن جامع سابحة رغم مساحته الكبيرة إلا أنه كان يمتلئ بالمصلين في صلاة التراويح قبل منع الحوثيين إمام الجامع من إقامتها، مشيراً إلى أن الحوثيين بهذه الممارسات يثبتون لليمنيين أنهم مليشيا طائفية ولا يمكن قبولهم في أي حال طالما وهم يسعون لفرض أفكارهم بقوة السلاح .
|
---|
جرم منع الصلاة
من جهته أعتبر وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان منع الحوثيين إقامة صلاة التراويح في جامع سابحة جرم لم يرتكبه أي يمني في التاريخ، داعياً الحوثيين إلى التراجع عن هذه الخطوة إذا كانوا يمنيين .
وأضاف الرويشان في منشور على صفحته بالفيس بوك، أن الجامع ليس ملكًا للدولة حتى يتم احتلاله، مشيراً إلى أن هذا الجامع بناه التاجر اليمني الشهير "سابحة"، ومستنكراً رفع الحوثيين شعارهم السياسي على محراب الجامع والذي لا يهمهم حضور المصلين أو غيابهم وإنما اهتمامهم فقط يتمثل بمنع أداء صلاة التراويح ورفع شعارهم السياسي "الموت لأمريكا"، حد قوله .
وكان مسلحي جماعة الحوثي انتشروا في عِدة مساجد في صنعاء وتوعدوا الأئمة الذين يصلون بالناس بالعقوبة ، إذا لم يلتزموا بتعميمات وزارة الأوقاف بوقف صلاة التراويح وإن لزم الأمر فعلى المساجد إغلاق وإطفاء مكبرات الصوت في العاصمة اليمنية صنعاء.
تعميم نشره الحوثيون على مساجد العاصمة صنعاء في الأول من رمضان |