"بشرى الخوبري" طفلة في العاشرة من عمرها أصبحت تعيش حياتها الطبيعة مثل أقرانها الأطفال تتحرك بكل سلاسة وتتكلم ويفهمها جميع من حولها بعد سبعة أعوام من عدم قدرتها على الحركة والنطق.
تحدثت "أم بشرى" والدموع تملأ عينيها والفرح يملأ وجهها وهي تروي قصة طفلتها التي أصبحت حديث الوافدين إلى مركز التحدي للعلاج الطبيعي ومبعث أمل لكل الأسر التي يعاني أطفالهم من الإعاقة الحركية.
نموذج للأمل والتحدي
|
تقول "أم بشرى" عشت مع طفلتي سبعة أعوام من المعاناة واليأس وقلة الحيلة وأنا أرى ابنتي بحالتها المرثية، نفس تلك المدة الزمنية هي التي حولت "بشرى" من عاجزة عن الحركة إلى طفلةٌ تملؤها حيوية والنشاط، تشارك وتنافس قريناتها في الحياة مشياً وابتسامةً.
وأضافت أم بشرى الخوبري "توالت الخطوات الإيجابية خلال السبع السنوات التي قضيناها في مركز التحدي ولله الحمد استطاعت بشرى المشي بعدها دون مساعدةٍ من أحد".
وشكرت أم بشرى مركز التحدي قائله "لقد سخر الله لنا هذا المركز ليكون بوابة تحقيق حلم لكل معاق، وطاقة أمل للعشرات من المعاقين وبفضل الله تحقق الحلم بالكفاءات العالية التي يمتلكها المركز، فهو من أعاد لمنزلنا البسمة".
قصة الطفلة "بشرى" أصبحت نموذج مختصر لتفوق ونجاح مركز التحدي للعلاج الطبيعي على مدى ثلاثة عشر عاماً.
10اطفال نجح علاجهم
تمكّن عشرة أطفال يعانون من الشلل الدماغي، من المشي على أقدامهم بعد علاج في مركز التحدي للعلاج الطبيعي التابع لجمعية التحدي لرعاية وتأهيل المعاقات، واستطاعوا الوقوف على أقدامهم بعد أن فقدوا الأمل في الشفاء، حيث بدأ الأطفال ومنذ وقت مبكر بالعلاج والذي استطاع تحوليهم إلى أشخاص يمارسون حياتهم الطبيعية.
وقالت مديرة مركز التحدي للعلاج الطبيعي أسماء محمد قبه "أن المركز يقدم خدماته المجانية لأكثر من 250 طفل مصاب بالشلل الدماغي وينتظره على قائمته العشرات من الوافدين أن وضع المركز لا يسمح باستقبال أكثر".
وأضافت "أن الصعوبات المادية تحول دون توفير عدد كبير من الكادر الطبيعي، بالإضافة ضعف إمكانيات هذه المراكز، وعجزها عن استقبال عدد أكبر من الأطفال وراء الرقم الكبير على قوائم الانتظار".
|
وأوضحت أسماء "أن السبب الرئيسي خلف تدفق الحالات بشكل كبير هو إغلاق عدد من المراكز الخاصة في صنعاء".
اكتشاف مبكر
من جانبه قال الدكتور خالد السفياني المشرف الفني بالمركز "أن الاكتشاف المبكر يسهم بالتحسن ويصعب تأهيل معظم الأطفال المصابين بأمراض الشلل الدماغي في سن متقدم".
وأضاف "أن سبب إعاقة هؤلاء الأطفال يعود إلى حدوث أخطاء خلال الولادة أو بعد الولادة ناتجة عن عدم توافر الحضانات في مستشفيات وخاصة في المناطق الريفية حيث يتم إهمال الأطفال في الساعات الأولى من ولادته".
ولفت الدكتور السفياني "أتألم عندما يأتي لي ولي أمر ويطلب مني قبول طفله وأرفض، بحجة أن العدد في المركز لا يسمح بدخوله للتأهيل والعلاج الطبيعي، مقارنة بضعف إمكانيات المركز المادية".
وأشار "أن تأخر تأهيل هؤلاء الأطفال غالبًا ما يكون السبب الرئيسي في وفاتهم، لأن لديهم مشاكل في التغذية، نتيجة عدم قدرتهم على مضغ الطعام، والتعامل مع البيئة المحيطة، والتنفس".
وتابع قائلا " نعمل من خلال تدريبات الاتزان والجلوس والوقوف والمشي واستخدام أجهزة مساعدة وعلاج لتحسين الطرفين العلويين لتعلم كيفية السيطرة على العضلات المتضررة والعلاج المهني يساعد المريض على العيش بصورة مستقلة قدر الإمكان، والعلاج بالنطق يساعد على التحكم في عضلات الفم والفك، ويساهم في تحسين الاتصال بالآخرين".
|
مركز التحدي للعلاج الطبيعي
ويعد مركز التحدي للعلاج الطبيعي وإعادة التأهيل "التابع لجمعية التحدي لرعاية المعاقات" هو واحد من أعرق وأقدم مراكز العلاج الطبيعي في اليمن، حيث تم تأسيسه عام 2004م على يد رائدة العمل الخيري الراحلة جمالة البيضاني كمركز متخصص لتأهيل المعاقين.
ويقدم المركز كافة الخدمات التي يحتاجها المصابون بالشلل الدماغي مجاناَ، حيث أن الحاجة تبدأ من الوقاية والتشخيص والعلاج الطبيعي في سن مبكر والتأهيل والتعليم والدمج الاجتماعي والثقافي.
وخلال مسيرة المركز استطاع تأهيل العشرات من الأطفال وعلاجهم من أنواع عديدة من الإعاقة الحركية، وكل أمراض الشلل الدماغي التي تصل إلى المركز، عبر كادر من الأطباء المتخصصين.
صورة تجمع موظفي جمعية التحدي أثناء فعالية تخرج 12طفال من مركز التحي للعلاج الطبيعي الخميس 18مايو 2017 |