امتنعت إدارة مستشفى هيئة الثورة العام بمحافظة إب، وسط اليمن، من استقبال مرضى"الكوليرا" في قسم طوارئ المستشفى وأقسام الرقود المختلفة بناء على توجيهات قيادات حوثية، تسيطر على المحافظة منذ أكتوبر 2015.
وبحسب مصادر طبية فإن إدارة المستشفى أعطت توجيهاتها لطواقم المستشفى بعدم استقبال مرضى الكوليرا، كون المستشفى مستشفى ميداني لجرحى الحوثيين .
المصادر أكدت لمراسل "يمن شباب نت" امتناع مستشفى الثورة عن استقبال مرضى الوباء المنتشر في المحافظة ،بسبب رفض الحوثيين ذلك،كون هيئة المستشفى وأقسامه المختلفة تعج بجرحى مليشيات الحوثي الذين أصيبوا من جبهات القتال في تعز والضالع المجاورتين.
وكانت هيئة المستشفى قد رفضت، الجمعة الفائت، استقبال المريض(هشام نعمان الرباعي)والذي توفي بعد مغادرته المستشفى بدقائق.
أرقام وإحصائيات
ارتفعت حالات الإصابة بالوباء والمشتبه بها في محافظة إب ووصلت حد المئات، إضافة إلى نحو 7 حالات وفاة في إحصائيات شبه مؤكدة ،وبناء على إحصائيات مستشفى الأمومة والطفولة التي اعتمدت إدارته جزء من الشفافية في التغطية الإعلامية عبر ضخها تقارير يومية لوسائل الإعلام، فإن الداء ينتشر مع الأيام بشكل كبير.
وبحسب تلك الإحصائيات فإن الحالات المترددة على قسم (الاسهالات المائية والكوليرا) بالمستشفى منذ انتشار الوباء بلغت حتى مساء الأحد 14 مايو 2017م نحو (455)حالة.
إحصائيات المستشفى كشفت عن 3 حالات وفاة بالمستشفى إضافة إلى ترقيد (146)حالة مصابة،المتبقي منها في المستشفى حتى مساء الأحد 48 حالة رقود.
وبحسب الإحصائية فإن مديريات (العدين ،ريف إب) كانت في طليعة المديريات المصابة بالداء بنحو "34"حالة لكل مديرية، تليهما مديريتا (الظهار،المشنة) بـ 27 حالة، فمديرية حزم العدين بـ 11 حالة مصابة.
مبادرات شبابية للمواجهة الكارثة
في وضع كهذا تداعى شباب من أبناء المحافظة إلى مواجهة الوباء بأفكار مجتمعية وجهود ذاتية، بعيداً عن إدارة المليشيات الانقلابية التي ترفض استقبال الحالات في المستشفيات الحكومية وعجز السلطات الصحية عن مواجهة الوباء، بإنشاء مستشفيات ميدانية تحت إشراف وإدارة مبادرات شبابية.
المبادرة التي تقدم بها الناشط في وسائل التواصل الإجتماعي "إبراهيم عسقين" لاقت تجاوباً واسعاً بين أوساط الشباب والمبادرات الشبابية، وسارع عدد من الشباب إلى تقديم أفكار أخرى .
(عسقين) قال في منشور له على صفحته في فيس بوك: "بما أن المستشفيات الحكومية في إب كالثورة مثلا لا تستقبل إصابات الكوليرا أو الإصابات المشتبهة بذريعة أن المستشفيات فيها جرحى الحرب، فدعونا نعمل مخيمات طبية مجانية في المحافظة دون تدخل أبو فلان وأبو علان "وأنا على ثقة بأن الشباب بكل فئاتهم السياسية المختلفة في الداخل والخارج قادرون على ذلك ".
وأضاف :منهم من سيعمل بجهده ومنهم من سيبذل ماله، الخير فينا كأبناء محافظة واحدة مازال موجود.
الفكرة التي لاقت تجاوباً شبابياً كبيراً كما لاقت استجابة في أوساط المغتربين والتجار، التقطها الناشط الشبابي "أحمد المقدم" ووجه بدوره الشباب إلى التحرك السريع لمواجهة الوباء بقوله: "أدعو كل الناشطين والإعلاميين والمتطوعين في محافظة ?ب إلى التحرك السريع لمحاصرة وباء الكوليرا بالتعاون مع المنظمات ورجال الأعمال وأصحاب المستشفيات الخاصة ولا تنتظروا الجانب الرسمي المغيب عنوه في قضايا الناس الهامة والأساسية".
من جهته رئيس التحالف الشبابي لقوى ثورة 11 فبراير "وليد الجعور" رحب بالفكرة ودعا الشباب إلى بذل الواجب في التصدي للوباء ووباء الحوثي الذي سبب كل أنواع الأوبئة والكوارث منذ سيطرته على الحكم في البلد بالقوة.
وأضاف "من واجبنا جميعا ان نبذل كل جهد ممكن حتى لا نترك الناس يفتك بهم الكوليرا ولا مليشيات الحوثي".
وكانت منظمة أطباء بلاحدود، اعتزمت مساء أمس فتح مستشفى ميداني في مدرسة الفاروق وسط المدينة إلا أن مسلحين منعوا المنظمة من إقامة المستشفى وفق ناشطين.
أفكار
من جهته تفاعل الناشط الشبابي "محمد الأغبري" مع الفكرة وتفضل بوضع أفكار عملية لمواجهة هذا الوباء من خلال تدشين حملة توعوية عن الوباء في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام وتبني شعار موحد للحملة والبدء بها ،علاوة على ترتيب فريق توعوي لزيارة المدارس والقرى والأرياف.
"الأغبري" قد مقترحاً بفتح حسابات خاصة لدعم مواجهة الوباء ودعا المغتربين والميسرين للتفاعل مع الحملة، كما اقترح تشكيل فرق ميدانية وعيادات متنقلة تطوف العزل والقرى عبر مجموعات شبابية يتم التنسيق معهم عنبر إدارة المبادرة.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، مساء أمس، أن أعداد الوفيات جراء الكوليرا والإسهالات الحادة في اليمن ارتفع إلى 124 شخصاً، واشتباه في إصابة أكثر من 11 ألف شخص.
ومساء أمس، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دو جاريك، في تصريح صحفي"أبلغنا زملاؤنا في ال?من أن ما ?قدر بنحو 7.6 مل?ون شخص ?ع?شون في المناطق المعرضة لخطر انتقال الكول?را. ويؤدي عدم كفاية البنية التحتية للصرف الصحي، بجانب النزوح، وأماكن الإيواء والمستوطنات المكتظة إلى زيادة خطر انتقال الكوليرا من شخص إلى آخر".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة" تدعم 33 مركزا لعلاج الإسهال في اليمن، كما افتتحت عشرة مراكز للعلاج بالإماهة الفموية، بالإضافة إلى ذلك، أنشأت مركزين للطوارئ في عدن وصنعاء، مع فرق الاستجابة السريعة لرصد ومعالجة مصادر المياه الملوثة".