أثرت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها اليمن على قطاع كبير من الناس وأهمهم موظفي الدولة الذين مضى على استلام غالبيتهم للراتب أكثر من سبعة أشهر، فيما يعجز الكثير من الموظفين من عرض أطفالهم على الطبيب كلما احتاجوا لذلك.
"نضال العريقي" استشارية طب الأطفال قامت بمبادرة إنسانية في ظل الظروف التي يعاني منها الموظفين اليمنيين وفتحت عيادتها لمعاينة الأطفال بالآجل، إلى حين استلام رواتبهم .
|
---|
تقول الطبيبة نضال العريقي "أن عيادتها تستقبل الكثير من الحالات يومياً ولا تستلم منهم مقابل مادي وإنما تكتفي بتسجيل أسمائهم وتخبرهم أن بإمكانهم دفع الحساب عند استلام الراتب متى ما صرفته الحكومة".
وتضيف العريقي في تصريح خاص لـ"يمن شباب نت"، أنها لا تلزم من يرتادون العيادة من موظفين وغيرهم بدفع رسوم المعاينة سواء نقداً أو آجلاً، وإنما تجعل ذلك على حسب ظروفهم الحالية والمستقبلية، ومن لم يستطع تقول العريقي أنها تسامحه على ذلك.
وتعد هذه المبادرة من الدكتورة العريقي خطوة للتكافل الاجتماعي في مساعدة غير القادرين على دفع رسوم عرض أطفالهم على أطباء مختصين، وستكون أكثر خدمة للمجتمع إذا نفذها أطباء ومستشفيات أخرى بمختلف محافظات الجمهورية .
تخفيف معاناة الموظفين
يقول أحمد العرومي موظف بوزارة التربية والتعليم، أنه لم يستطع عرض طفله (أربع سنوات) على طبيب مختص لعدم استلام راتبه منذ أشهر، وعندما سمع بمبادرة الدكتورة نضال العريقي ذهب إلى عيادتها لمعالجة طفله في عيادتها.
وأضاف العرومي في حديث لـ"يمن شباب نت"، أنه سجل بياناته في العيادة وعرض طفله على الدكتورة نضال العريقي، وقال أنه سيعود إلى دفع الرسوم مرة أخرى عندما يستلم راتبه، مثمناً هذه المبادرة الإنسانية التي تخفف على المجتمع في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها اليمن.
من جهتها تقول آمنة محمد (ربة بيت)، أنها ليست موظفة حكومية إلا أنها عندما ذهبت إلى العيادة تلقت نفس المعاملة التي تقدمها العيادة للموظفين الحكوميين، وعرضت طفلها على الدكتورة دون أن يُطلب منها أي مقابل، بعد معرفة حالتها المادية .
|
---|
ودعت محمد، في حديثها لـ"يمن شباب نت"، بقية العيادات والمشافي لمساعدة الناس وتقدير ظروفهم، مشيرة إلى أن التراحم الذي يتميز به اليمنيين يجب أن يظهر في هذه الأزمة، وأن الحياة بحاجة إلى تعاون الناس فيما بينهم .
تدهور صحي
وكان المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في جنيف، طارق ياسرفيتش، قد صرح، الشهر الماضي، بأن هناك ما يقارب 18.8 مليون شخص في حاجة إلى مساعدات إنسانية و 14.8 مليون بحاجة لخدمات الرعاية الصحية، ويشمل ذلك أكثر من مليوني شخص نزحوا داخليا .
ونهاية العام المنصرم، أطلق ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن، أحمد شادول، تحذيرا من أن القطاع الصحي في اليمن في حالة تدهور مخيف، ووصفه بـ"المريض"، لافتا إلى أن هذا القطاع يواجه خطر الانهيار، حال استمرت الحرب وتوقّف الدعم الدولي؛ ما يعرض حياة الملايين من اليمنيين للخطر.
ويعاني مئات الموظفين الحكوميين في صنعاء وعدد من المحافظات من تفاقم حالتهم المعيشية في ظل استمرار انقطاع رواتبهم حيث يمتنع الحوثيون من صرفها في مناطق سيطرتهم، فيما تبرر الحكومة في عدن عدم تسليمها الرواتب لان الانقلابيين يمتنعون عن توريد الإيرادات إلى البنك المركزي في العاصمة المؤقتة عدن.