تسببت الأزمة والحرب التي دخلت عامها الثالث باليمن، بتفاقم المشكلات الاقتصادية على أغلب الأسر اليمنية، حتى أن بعض الأسر لم تستطع توفير "مصروف المدرسة" لأبنائها، ما دفع بعض الطلاب لمغادرة مقاعد الدراسة، إلا أن مبادرات ظهرت يتبناها فاعلي الخير وفرت وجبات الإفطار للطلاب المحتاجين وأعادوهم إلى فصولهم.
يقول الطالب "م.ن" (طلب عدم ذكر اسمه تعففاً)، أن أسرته لم تستطع توفير "مصروف المدرسة" له ولأخيه لشراء وجبة الإفطار، مشيراً إلى أنهما استمرا أسبوعين دون تناول وجبة الإفطار إلا أنهما خلال هذه الفترة لم يتمكنا من التركيز أثناء الدراسة.
ويضيف "م.ن" في حديثه لـ"يمن شباب نت"، أنه وأخيه قررا ترك المدرسة بسبب عدم حصولهما على قيمة "سندويتش" كل صباح، كما أن ظروف أسرتهما لم تمكنها من توفير 200 ريال يومياً قيمة وجبة الإفطار للطالبين.
طلاب أخرون اتخذوا قرار ترك المدرسة لأسباب مماثلة، إلا أن إحدى المدرسات استطاعت توفير دعم لمطبخ خيري في المدرسة وتواصلت مع أسر الطلاب لإعادتهم إلى فصولهم بعد أن وفرت لهم وجبة الإفطار.
تقول الأستاذة أسماء فاضل، أنها حزنت كثيراً عندما رأت بعض طلابها المتفوقين يتركون المدرسة بسبب تدني الوضع المادي لأسرهم لدرجة عدم القدرة على توفير قيمة وجبة الإفطار، وأنها قررت البحث عن داعمين يوفرون هذه الوجبة للطلاب المحتاجين في المدرسة .
وتشير فاضل، إلى أنها تفاجأت عندما قرر أحد فاعلي الخير دعم عدة مدارس في صنعاء بوجبات الإفطار للطلاب المحتاجين وليس مدرستها فقط، معبرة عن سعادتها الكبيرة لعودة الطلاب إلى مدارسهم.
وأوضحت، أن فاعل الخير تكفل بتوفير "500 سندويتش" لكل مدرسة، فيما تكفل آخر بتوفير الغاز والسكر والماء لصنع الشاي للطلاب المحتاجين في مدرستها، مشيرة إلى أنها أوكلت مهمة تجهيز وتسليم السندويتشات والشاي للطلاب المحتاجين إلى مجموعة من الطلاب المتعاونين بعد تحويل أحد الفصول الدراسية إلى مطبخ خيري.
وعن آلية توزيع "السندويتشات" قالت فاضل، أنها سلمت الطلاب المحتاجين بطاقة تغذية بموجبها يتمكن الطالب من الحصول على وجبة الإفطار المكونة من "اثنين سندويتش جبن وطحينية وكأس شاي" لكل طالب.
وكان برنامج الغذاء العالمي قد قال قبل أيام، إنه لا يستطيع توفير الحصص التموينية الكاملة المعتادة في اليمن الذي يمثل "أكبر حالة طوارئ لانعدام الأمن الغذائي في العالم" مع انعدام الغذاء عن ثلثي السكان، متوقعاً نفاذ المخزونات الغذائية خلال أبريل/ نيسان الجاري.
وحذرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسيف، بأن 17,1 مليون يمني من أصل 27,4 مليونا، يجدون صعوبة في تأمين الغذاء، ومن أصل هذا العدد، يحتاج 7,3 ملايين إلى مساعدة غذائية عاجلة .
وطلبت الأمم المتحدة، الشهر الماضي، 2.1 مليار دولار لكي تؤمن مساعدات هذه السنة لنحو 12 مليون شخص متضررين من الصراع في اليمن أي قرابة نصف عدد السكان، وخصوصا أن 2.1 مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد .