مثلَ إعلان الانقلابيين ما أسموها حكومةَ إنقاذِ فصلا جديدا من فصول الكوميديا السوداء الجاريةِ منذ الحادي والعشرين من سبتمبر عام 2014 اليومُ الأسود في تاريخ البلاد.
كل يوم، يكشف المزيد في حالة الإفلاس التي وصلت إليها قيادات ميليشيا المخلوع صالح والحوثي، فيما أخذت البلاد إلى أعماق كارثة تتلاحق تبعاتها بتسارع ودونما توقف.
رمق المعيشة الأخير كان الراتب الحكومي، وها هي مليشيات الانقلاب وقياداتها في حالة عجز تام عن دفعِ رواتب موظفي الدولة، وتعيق سيرَ خطةِ انتقال البنك عبر الإصرار على مطالب غير مشروعه، وهي لا تجد أمام ضغطِ المشكلاتِ الداخلية سوى المزيد من إرهاب الدولة والهروب إلى الأمام، وخوض لعبة الهاء الشعب للتسويف عن مواجهة استحقاقات موظفي الدولة والمواطنين.
والواضح أن الإرهاب هو المجال الذي تُبرع فيه الميليشيا في مواجهة الأبرياء والعزل، من خلاِل التلويح بسحقِ أي تظاهرات مطلبيه تخرج إلى الشارع .. وأكثر من ذلك تحولت الميليشيات وباستخدام أجهزة الدولة، الى مجرد أداة مملوكة للانقلاب الطائفي كتركة أو ميراث عائلي.
باتت صنعاء والمحافظات الأخرى الواقعة تحت هيمنة الانقلاب في واقع قمعت فيه الحريات بصورة تامة، فالمليشيا تواصل الهيمنةَ على الناس تحت سلطة نظامها الإمامي بكل وسائل الإرهاب، والإعلان العبثي عن حكومةٍ انقلاب يصبح بمرور الوقت كوميديا سوداء.