إشارات كثيرة طوال الأعوام الثلاثةِ الماضية، تنبئ عن الهدفِ الرئيسيِ للمشروع الإيراني وسعيه لتدمير الكعبة المشرفة.
إشارات جاء الكثير منها عبر مليشياته في اليمن ، فالحوثيون واتباع صالح وتحت ستارِ الاحتجاجِ الشعبي للتحريض على السعودية ومحاولةِ اختلاقِ ذريعةٍ تبررُ هجومَ ايران عليها، خرجوا بملابسِ الاحرامِ في صنعاء ، مدججينَ بالسلاحِ ويُطلقون شعاراتٍ هوجاء فيها الكثيرُ من الوعيدِ والإرهاب. كان ذلك امتدادا لممارساتٍ تعمدت إهانةَ الشعائرِ والمقدسات.
وقبل ذلك تركزت الدعاية الحوثية على مطبوعاتٍ وملصقاتٍ تظهر مكةَ محتلةً من قبلِ الحوثيين والأماكن المقدسة تعج بشعارِ الخميني الذي تتخذهُ الحركةُ شعارا لها. وكل المؤشرات التي جرى التعبير عنها في صنعاء ،جميعُها تصب في خدمة المشروعِ الإيراني الذي قدم نفسه باعتباره عازم على هدم الكعبة.
وهي ممارسات تتضخم نبرتها في ظلِ عدمِ استيقاظِ الأمةِ الإسلاميةِ بأكملها، غير أن تصعيد مليشياتِ الحوثي وصالح ، في اطلاق الصواريخ على مكةَ المكرمة، أثارت غضباً عارماً في أوساطِ الشعوبِ العربيةِ والدُولِ الإسلامية، إذ يظهر الاعتداءُ طبيعةَ المشروعِ الإيراني على أرضِ الواقع.
حادثة جاءت عقبَ فشل إيران في شرعنةِ انقلاب ذراعها في اليمن بكلِ الوسائل والخداع، خلال جولاتِ المشاورات، التي أٌخفقت نتيجةَتعنت الانقلابيين.
وتركز التدبير الإيراني وميليشيا الانقلاب على هدف وحيد في محاولة وقف الطلعاتِ الجوية لطيرانِ التحالفِ العربي، بقرار من مجلس الأمن عبر روسيا.
قرار يريدونَ به ان تنفَرد مليشياتهم الإجرامية بالشعب اليمني وتواصل أعمال القتلِ والقصفِ للمواطنين والأحياء السكنية دونما رادع، وبلا خوف مما يسميهِ اليمنيون "طير ابابيل"وهو توصيف لطيران تحالفِ عاصفةِ الحزم التي أفشلت مخططا إيرانيا يستهدف هدمَ الكعبة، كما جاء على لسان مسؤولٍ عسكري إيراني.
وكان قيادي كبير في جماعة الحوثي قال في تغريدةٍ له على تويتر إن الهدنةَ الأخيرة كان هدفُها تمكين السعودية من إنتزاع الحديدة عسكريا ، مهددا برد إذا حاولت ذلك.
ويبدو أن استهدافَ مكة بصواريخَ بعيدةِ المدى كان الردُ المقصود. وهو عدوانٌ قد يجعلُ الأمةَ الإسلاميةَ تصحو وتتحركُ بصورةٍ أفضل لدحرِ خطر ايران في المنطقة واستهدافها للأراضي المقدسة.