قرية "الحقب" إحدى قرى مديريه "دمت" شمال الضالع جنوب اليمن، والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من 2000 نسمه، عاشت الحقب في السنوات الماضية كساحه للوعي والنشاط الثقافي والرياضي لشباب مديريات دمت ومريس وجبن.
وتعتبر من ابرز قرى محافظة الضالع وأشهرها بالمنتديات الثقافية والجمعيات العلمية، والتي كانت تقام فيها بشكل دوري يشارك فيها نخبه من أصحاب المؤهلات العلمية، وأنجبت نسبه كبيره من المثقفين والناشطين، وكانت قرية الحقب تحتضن المباريات الرياضة التي كانت تقام بشكل سنوي بين أنديه محافظة الضالع.
منذ سيطرة ميلشيات الحوثي وصالح في نوفمبر من العام 2015 فقدت قرية "الحقب" بمديرية دمت أنشطتها الثقافية في ظل ما يتعرض شباب القرية من اعتقالات وملاحقات أجبرت الكثير منهم للنزوح والهروب، فيما أقتيد الكثير ممن بقي منهم إلى السجون.
كما عملت الميلشيات على إغلاق المنتديات وتم إيقاف المسابقات وتوقف نشاط الرياضة وحولت الميليشيات القرية لمدينه أشباح تزرع فيها الخوف وتمارس فيها الاختطافات بشكل متكرر.
حظر التجوال
مع مطلع شهر أكتوبر الجاري أعلنت مليشيات الحوثي والمخلوع في مديريه "دمت" حظر التجوال على القرية. وقد خلف هذا القرار (الذي تم إعلانه بحضور عقال ومشائخ القرية، ولا يزال العمل به سارياً حتى اليوم) استياءا واسعا في صفوف المواطنين، وأعتبره معظمهم قرارا سيكون له ما بعده من تداعيات. إذ لم يكن حظر التجوال هو النهاية، بل كان بداية لممارسات بشعة بحق المواطنين، تحت مبرر التخابر مع المقاومة وزرع العبوات الناسفة وكلها تهم جاهزة تصنعها المليشيات للقضاء على كل ما هو جميل وسط هذه القرية المتمدنة.
اختطاف 40 شاباً
لم يكمل قرار الميليشيات بحظر التجوال على القرية شهره الأول، حتى شهدت الحقب اكبر حملة مداهمات واختطافات، طالت ما يقارب 40 شابا من أبناء القرية. حدث ذلك في يوم واحدة، ظهر السبت 22 اكتوبر الجاري، وتم احتجازهم في سجون الميليشيات بمدينه دمت.
وبقدر ما تكشفه ممارسات ميلشيات الحوثي وصالح من حجم التنكيل، الذي يتعرض له المواطنون في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بقدر ما يكشف ذلك من خوف ورعب في قلوب الميليشيات من ابناء هذه القرية بما يحملونه من ثقافة ووعي.
قرية "الحقب" قصة نضال وشموخ تكشف ما أحدثته الميليشيات في المجتمع اليمني المتطلع للمدنية من كوارث منذ إنقلابهم وسيطرتهم على الدولة، وماهي عليه الأن القرية التي تحولت إلى سجن كبير لكل مثقفيها.