بعد مرحلةٍ من الأخذ والرد ، تعلن الأمم المتحدة أخيرا عن هدنة إنسانية تبدأُ الخميس القادم ، وتستمر 72 ساعة ، قابلةً للتمديد ، كما جاء في بلاغ المبعوث ألأممي الخاص إلى اليمن ولد الشيخ، الذي أعلن موافقةَ كلِ الأطرافِ على الهدنة.
وسارعت الحكومة الشرعية إعلان موافقتها على طلب الأمم المتحدة، دون شروط مسبقة ، باستثناء رفعِ الحصارِ المفروضِ على مدينة تعز من قبل ميليشيا الانقلاب ، باعتبار الهدنة تهدف أساساً لإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من حرب الانقلاب المستمرة منذ عامين، فيما لم يصدر تعليقُ واضح من الانقلابين.
وبحسبِ مصادر سياسية، جاءت الهدنةُ المعلنةُ نتاجَ تحركاتٍ دولية تهدف لإيقاف الحربِ في اليمن ، أبرزها اجتماعُ الرباعيةِ في لندن السبت الماضي والتي تضمُ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكية وبريطانيا والمملكةَ العربيةَ السعودية ودولةَ الإمارات .
بيد أن تلك التحركاتِ لم تكن جادة، وأن الهدنةَ لا قيمةَ لها دون معالجة أسباب الحرب كما قال سفير اليمن في لندن ياسين سعيد نعمان، فيما تبدو لغةُ بيانِ الرباعية الدولية على استحياء وغير حازمة في ذلك.
يقول مراقبون إن تهرب المتمردين من الالتزام بالهدنة بشكلٍ علني، يعكس تعريفها باعتبارها ليست أكثر من فرصة لإعادة ترتيبِ واقعهم العسكري على الأرض ، وتشديد الحصار على تعز، كما تشير مسيرتهم في التعاملٍ مع الهدن السابقة والتي كانت تفشل قبل أن تبدأ بفعل خروقاتهم.
تخوف يثير تساؤلات حول مدى التزامِ الحوثيين بأحكامِ ضوابطِ الهدنة، وهل ستنجح الهدنة الخامسة المزمعة؟ أم أن الانقلابيين سيفشلونها كالعادة ، وهذا ما يفتح بابا أخرا للتساؤل، عن خيارات المجتمع الدولي فيما لو فشلت الهدنةُ على إيقاع خروقات الإنقلابيين ؟