يرفع العالم دعواتِ المطالبةِ بتحقيقِ السلام في اليمن ، ويرفع الانقلاب صوت الحربِ ضاربا عرض الحائط بمعاناة اليمنيين وقد باتوا أمامَ خَيارين تتلخصُ في الموتِ قتلا على يدِ عصابات أمعنت في القتل ، او الموتِ البطيء، عبر المجاعةِ التي تشكل أحد أبرز تداعيات حرب الانقلابيين .
الدول الرباعية السعودية وبريطانيا وأمريكا والإمارات، خرجت ببيان طالبت فيه بإيقاف الحرب ، بعد أن وقفت أمام المجاعةِ التي باتت تجتاح مناطق واسعة من البلاد، إلى جانب وقوفها أمام تزايد إعداد الضحايا المدنيين في تعز وغيرها من المدن اليمنية، غير أن الحركةَ الحوثية تبدو محترفةً في إفشالِ أية جهود تسعى للسلام ، بل إنها تتعامل ببدائية مع الدعواتِ المطالبةِ بذلك.
دعوة وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية إلى جانبِ دعوةِ مبعوثِ الأمم المتحدة ولد الشيخ للسلام ، قابلها استهتار حوثي على لسانِ المتحدثِ باسم الجماعة، حيث وضعَ شروطا تُخفي في مضمونِها رغبةً حوثية في استمرارِ الحرب على إيقاعِ معاناة اليمنيين .
لا يغدو السلام بالنسبة لميليشيا الانقلاب عن كونه إيقافَ الضرباتِ الجوية وإفساحَ المجال أمامَ عناصرهِم المسلحةِ على الأرض ، فهم لم يبادروا للتعاملِ بحسنِ نية مع الدعواتِ الدولية للسلام التي يرى مراقبون أنها فرصةً جديدة للحوثيين وسط حالةِ التداعي العسكري والسياسي التي تعانيها الجماعة.