قالت مجلة تايمز البريطانية إن صحفيين من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" يتهمونها بالتساهل الشديد مع إسرائيل و"تجريد" المدنيين الفلسطينيين من إنسانيتهم، وأكدوا أن موظفيها يبكون في المراحيض بسبب ذلك.
وأوضحت المجلة -في تقرير بقلم المراسل أليكس فاربر- أن مخاوف أثيرت من قبل كبار الشخصيات التحريرية في اجتماع هذا الأسبوع، أُرسل على إثرها بريد إلكتروني إلى المدير العام تيم ديفي يوضح أن هيئة الإذاعة البريطانية "تعامل حياة الإسرائيليين على أنها أفضل من حياة الفلسطينيين"، وذلك بعد استياء بين الموظفين اليهود من قرار عدم وصف حماس بأنها "إرهابية".
تغطية غير سليمة
وقال مصدر إن "ما فعلته حماس كان فظيعا، ولا أحد يبرر أفعالها، لكن المزاج السائد لدى كثير من الناس في المبنى هو أننا لا نقوم بالتغطية السليمة"، إذ إن "الموظفين يبكون في المراحيض، وكان العاملون لحسابهم الخاص يضحون بما يتقاضونه عن طريق عدم الحضور إلى العمل بسبب حالة الضيق مما يجري، كما أن كثيرين يشعرون بالانزعاج الشديد".
واتهم رامي رحيم -مراسل "بي بي سي" المقيم في بيروت- الإدارة بتقدير حياة الإسرائيليين أكثر من الفلسطينيين.
وأوضح في رسالة البريد الإلكتروني الموجهة إلى تيم أنه "من الشائع استخدام كلمات مثل (مذبحة) و(مجزرة) و(الفظائع) بشكل بارز في الإشارة إلى تصرفات حماس، ولكنها نادرا ما تستخدم أو لا تستخدم إطلاقا عند الإشارة إلى تصرفات إسرائيل. ألا يثير هذا مسألة التواطؤ المحتمل لهيئة الإذاعة البريطانية في التحريض والتجريد من الإنسانية والدعاية للحرب؟".
تساهل مع الإسرائيليين
وقال رحيم إن صحفيي "بي بي سي" يتساهلون في كثير من الأحيان مع المسؤولين الإسرائيليين في المقابلات ويمنحونهم "وقت بث مريحا" لتبرير أفعالهم، ودعا إلى "تمثيل دقيق ومتوازن وعادل وصادق" للأحداث المتعلقة بالحرب.
كما أكد أن "اللغة اللاإنسانية" من المسؤولين الإسرائيليين الذين يصفون المدنيين الفلسطينيين بأنهم "حيوانات" قد تم تجنبها.
وقال محرر الشؤون الدولية جون سيمبسون في مجلة نيو ستيتسمان إن "بي بي سي" تلقت عددا متساويا تقريبا من الشكاوى بشأن انحيازها لصالح إسرائيل وضدها، وأضاف أن "بي بي سي أخذت على عاتقها في السنوات الأخيرة مهمة مكافحة الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وخطاب الكراهية وأشياء من هذا القبيل"، وقال إنه فقد "كثيرا من الأصدقاء" بسبب دعمه العلني لموقف "بي بي سي".
المصدر : تايمز