اكتشف باحثون أدلة على ما قد يشكل أول انقراض جماعي لحيوانات، مرجحين أنه أدى إلى تقليص التنوع البيولوجي لجميع الكائنات الكبيرة والصغيرة، بحسب موقع "ساينس أليرت".
حدث هذا قبل نحو 550 مليون سنة، في عصر يسمى الإدياكاري، حيث كانت الأحياء في ذلك الوقت رخوة من دون عظام. بدا بعضها أشبه بسعف نبات عالق في مكانه، كان لدى البعض الآخر شكل مثل القوقعة.
على الرغم من أن المحيطات كانت تعج ببعض الحيوانات المألوفة مثل الإسفنج وقناديل البحر، أي أن بعض الأحياء عاشت وتطورت عبر زمن يقدر بنحو 1.2 مليار سنة من تاريخ الأرض الذي يقدر بنحو 4,5 مليار سنة حينما تكونت الأرض والمجموعة الشمسية، فإن أخرى ظهرت واندثرت من على الأرض، وفق الموقع.
وجمع عالم الأحياء القديمة بجامعة فيرجينيا تك، سكوت إيفانز، وزملاؤه، بيانات عن الحفريات النادرة لأنواع الحيوانات الإسفنجية من جميع أنحاء العالم والتي تعود إلى العصر الإدياكاري.
ونظرا لأن أجزاء الجسم اللينة عادة لا تتحلل بسهولة مثل أجزاء التشريح الأكثر صلابة، فقد اشتبه الباحثون عادة في أن الغياب النسبي للحيوانات رخوة الجسم في المراحل المتأخرة من العصر الإدياكاري، هو ببساطة نتيجة فشل الحفاظ عليها.
لكن فريق جامعة فيرجينيا تك، اكتشف أنه كانت هناك طفرة في الحيوانات الصغيرة، في فترةٍ ما خلال هذا العصر، ثم حدث انقراض جماعي.
ووجد الفريق أنه كانت هناك زيادة إجمالية في التنوع البيولوجي بين المراحل المبكرة والمتوسطة من العصر الإدياكاري، والمعروفة باسم "أفالون" (قبل 575 إلى 560 مليون سنة) ومراحل البحر الأبيض (560 إلى 550 مليون سنة مضت).
وكتب الفريق في ورقتهم البحثية: "وجدنا اختلافات كبيرة في نمط التغذية وعادات الحياة والطبقة البيئية والحد الأقصى لحجم الجسم بين تجمعات أفالون والبحر الأبيض".
لم تتغير أنماط التغذية بعد ذلك بين مرحلة البحر الأبيض، والمرحلة الأخيرة المعروفة باسم ناما (550 إلى 539 مليون سنة مضت). بالرغم من ذلك، يبدو أن 80 في المئة من الأنواع المذهلة تختفي بين هاتين المرحلتين من العصر الإدياكاري.
وأشارت الأبحاث السابقة إلى أن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة الحيوانات المتنقلة التي حفرت أو تركت حفريات أثرية، والتي غيرت البيئة بشكل عميق. تشير هذه الأدلة الحديثة إلى أن الأمر لم يكن كذلك.
كتب إيفانز وزملاؤه: "إن الانخفاض في التنوع بين هذه التجمعات يدل على حدوث انقراض، حيث أن النسبة المئوية للأجناس المفقودة يمكن مقارنتها بتلك التي عانت منها اللافقاريات البحرية خلال الانقراض الجماعي".
العديد من حيوانات مرحلة "البحر الأبيض" التي نجت من الانقراض وبقيت في فترة "ناما" كانت كائنات كبيرة شبيهة بالسعف عبر رقعة واسعة. وقد تكون هذه علامة على أن هذه الحيوانات كانت تتكيف للتعامل مع انخفاض الأوكسجين في البيئة المحيطة، وفقا للدراسة.
المصدر: الصحافة الأمريكية