يُطلق على سرطان البنكرياس لقب "القاتل الصامت" نظرا لسهولة التغاضي عن الأعراض قبل فوات الأوان.
ويمكن القول إن جزءا مما يجعل المرض مميتا للغاية هو أن السرطان يكون قد انتشر بالفعل في معظم الأشخاص الذين تم تشخيصهم. وتظل فقط 13% من الحالات محصورة في موقعها الأساسي، وفقا للمعهد الوطني للسرطان (NCI).
ووجدت دراسة استقصائية أجرتها شبكة عمل سرطان البنكرياس في عام 2022 أن 83% من البالغين ليسوا على دراية بعلامات المرض. وعلى الرغم من عدم وجود طريقة فحص قياسية لسرطان البنكرياس، إلا أن الخبراء حذروا بشكل متزايد من أن اكتشاف الأعراض المبكرة يمكن أن ينقذ الحياة.
اليرقان
يعد اليرقان، اصفرار الجلد والعينين، من العلامات الأولى الأكثر شيوعا لسرطان البنكرياس. إنه ناتج عن تراكم مادة البيليروبين، وهي مادة بنية مصفرة يصنعها الكبد. ويفرز الكبد الصفراء، وهو سائل يساعد على الهضم، ويحتوي على البيليروبين.
وفي وظائف الكبد الطبيعية، تنتقل الصفراء عبر القنوات إلى الأمعاء وتساعد على تكسير الدهون.
ومع ذلك، عندما يتم انسداد القنوات الصفراوية، يتراكم البيليروبين، ما يؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين.
ويحدث هذا لأن البنكرياس قريب من القناة الصفراوية الشائعة في الجسم، لذلك تضغط الأورام على القناة، حتى عندما لا تزال صغيرة ولا يمكن اكتشافها بالمسح.
ومع ذلك، فإن الأورام الموجودة في الجزء السفلي من البنكرياس لا تضغط على القناة حتى تنتشر في جميع أنحاء العضو، وهو ما يحدث في مراحل لاحقة من المرض.
ويمكن أن ينتقل سرطان البنكرياس أيضا إلى الكبد.
وتشمل العلامات الأخرى لليرقان البول الداكن والبراز الفاتح أو الدهني وحكة الجلد.
آلام في المعدة
يمكن أن تنمو السرطانات التي تتكون في البداية في الجسم أو الأجزاء السفلية من البنكرياس بسرعة كبيرة، وتضغط على الأعضاء المجاورة.
ويضغط هذا السرطان أيضا على الأعصاب المحيطة بتلك الأعضاء. وتعد المعدة من الأعضاء المجاورة.
وتقدر شبكة عمل البنكرياس أن حوالي 70% من المرضى يعانون من هذا الألم في وقت التشخيص.
وفي البداية، قد يأتي ويذهب، ويزداد سوءا مع الاستلقاء أو تناول الطعام. ومع نمو الأورام، قد يصبح الألم أكثر ثباتا ويستمر لفترة أطول.
ألم في الظهر
قد ينتشر الألم أيضا من المعدة إلى الظهر.
وغالبا ما يكون هذا الألم موضعيا في منتصف الظهر أو أسفل عظام الكتف. وقد يصل أيضا إلى الكتفين.
وعلى غرار آلام المعدة، يكون هذا أكثر شيوعا عندما توجد أورام في البنكرياس أو الجزء السفلي منه.
ويميل هذا الألم أيضا إلى التفاقم عند الاستلقاء أو بعد الأكل مباشرة، مثل آلام المعدة.
فقدان الوزن المفاجئ
قد يكون سبب قلة الشهية هو نقص إنزيمات البنكرياس الوظيفية التي تساعد على تكسير الدهون والكربوهيدرات والبروتينات.
ويمكن أن يتسبب هذا في فقدان الوزن بشكل غير مقصود، وهو غالبا مؤشر على أن هناك شيئا خاطئا من الناحية الطبية.
ويمكن للخلايا الخبيثة أيضا أن تستنزف العناصر الغذائية في الجسم، ما يعني أن المريض يحتاج إلى المزيد من السعرات الحرارية. وإذا لم يحصل المريض على الكمية اللازمة من السعرات الحرارية، فمن المرجح أن يفقد الوزن.
براز عائم
قد تكون التغيرات غير العادية في حركات الأمعاء علامة على الإصابة بسرطان البنكرياس.
وبينما يحدث هذا بعد أي تغييرات غذائية مفاجئة، مثل إضافة أطعمة مثل البروكلي والفاصوليا والعدس إلى نظامك الغذائي، يمكن ربط البراز العائم بنقص الصفراء.
ويصنع الكبد هذا لتصفية النفايات مثل السموم والكوليسترول المفرط.
ويمكن أن يكون عدم وجود كمية كافية من الصفراء في البراز مؤشرا على سوء امتصاص حمض الصفراء. وعندما لا يتم امتصاص الصفراء بشكل صحيح، فإنها تسبب اختلالات كيميائية.
وإذا كان الورم يسد قناة البنكرياس، فقد يؤدي عدم كفاية العناصر الغذائية من البنكرياس إلى سوء الامتصاص والإسهال لأن الطعام غير المهضوم يمر عبر الجهاز الهضمي بسرعة كبيرة.
وينتج عن هذا وجود الكثير من الدهون في البراز، ما يؤدي إلى تعويمه أو ظهوره دهنيا أو شاحبا.
المصدر: ديلي ميل