عندما لا تحصل على قسط كافٍ من النوم الجيد، فإن العواقب قصيرة المدى تكون ملحوظة؛ ربما تكون مشتتاً في العمل أو تتسرع مع أحبائك، لكن على المدى البعيد يمكن أن تؤدي أنماط النوم غير المنتظمة إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفقاً لدراسة نُشرت هذا الأسبوع في مجلة جمعية القلب الأميركية.
وتعد هذه الدراسة أحد أوائل التحقيقات التي تقدم دليلاً على وجود صلة بين مدة النوم غير المنتظم وتوقيت النوم غير المنتظم وتصلب الشرايين.
ووفقاً لجمعية القلب الأميركية، فإن تصلب الشرايين هو تراكم اللويحات في الشرايين، وتتكون اللويحة من الكوليسترول والمواد الدهنية والكالسيوم والفيبرين، وهو عامل تخثر في الدم. ومع تراكم اللويحات، تزداد سماكة جدران الأوعية الدموية، مما يقلل من تدفق الدم، وبالتالي يقلل من كمية الأكسجين والعناصر الغذائية الأخرى التي تصل إلى باقي الجسم.
ويمكن أن يؤدي تصلب الشرايين إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك أمراض القلب التاجية والذبحة الصدرية والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الشريان السباتي أو الشريان المحيطي.
وتم ربط قلة النوم - بما في ذلك الجودة المنخفضة والكميات غير الطبيعية والنوم المتقطع - بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية من قبل، ولكن لم يكن معروفاً سوى القليل عن الارتباطات المحددة بين انتظام النوم وتصلب الشرايين.
وحدد مؤلفو الدراسة الجديدة أن انتظام النوم يتم تقديره من خلال الاختلافات في مدة النوم (المدة التي ينام فيها الشخص كل ليلة) وتوقيت النوم (الوقت الذي ينام فيه شخص ما ليلاً)؛ فكلما قلت الاختلافات كان ذلك أفضل، حسبما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
وشرع مؤلفو الدراسة في معرفة المزيد عن هذه العلاقة من خلال تحليل نوم كبار السن - الذين تبلغ أعمارهم 69 عاماً في المتوسط - الذين شاركوا في دراسة متعددة الأعراق لتصلب الشرايين، وهي دراسة مصممة للتحقيق في انتشار وتطور عوامل خطر قلة النوم، وعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية. تم الاستعانة بأكثر من ألفي مشارك بين عامي 2000 و2002 من ولايات: مينيسوتا وماريلاند وإلينوي ونورث كارولينا وكاليفورنيا، وولاية نيويورك.
وأثناء تقييمات النوم التي أجريت بين عامي 2010 و2013، احتفظ المشاركون بمذكرات نوم على مدار 7 أيام متتالية وارتدوا ساعة يد تتبع تاريخ نومهم واستيقاظهم. وخضع المشاركون أيضاً لدراسة النوم في المنزل لقياس التنفس ومراحل النوم والاستيقاظ أثناء الليل ومعدل ضربات القلب.
بعد تقييم صحة القلب والأوعية الدموية للمشاركين خلال نفس الإطار الزمني، وجد الباحثون أن أولئك الذين لديهم فترات نوم غير منتظمة - تلك التي تراوحت بين 90 دقيقة وأكثر من ساعتين في غضون أسبوع - كانوا أكثر عرضة بنحو 1.4 مرة للحصول على درجات عالية من الكالسيوم في الشريان التاجي، مقارنة بأولئك الذين لديهم فترات نوم أكثر اتساقاً (تقيس درجة الكالسيوم هذه كمية اللويحة المتكلسة في الشرايين؛ يزيد الرقم الأعلى من خطر الإصابة ببعض أمراض القلب والأوعية الدموية). وكانت المجموعة الأولى أيضاً أكثر عرضة للإصابة باللويحات السباتية والنتائج غير الطبيعية من اختبار تقييم تصلب الأوعية الدموية.
واعتبر مؤلفو الدراسة أن هذه النتائج تشير إلى أن الحفاظ على فترات نوم منتظمة أو معتادة، أو النوم بنفس عدد الساعات في كل ليلة، قد يلعب دوراً مهماً في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.
المصدر: الصحافة الأمريكية