لقيت طبيبة مصرية مصرعها خوفا بعدما تعرضت لمطاردة من الكلاب الضالة أثناء سيرها في منطقة حدائق الأهرام بمحافظة الجيزة، أمس الأربعاء، مما أثار حالة من الغضب والاستياء بين الأهالي في المنطقة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.
وبحسب التحريات الأولية فإنه أثناء سير الطبيبة في الشارع فوجئت بهجوم عدد من الكلاب الضالة عليها والإحاطة بها، فحاولت الإفلات منهم والجري في الشارع فطاردتها الكلاب مسافة طويلة حتى انتابت المرأة حالة رعب أدت لإصابتها بأزمة قلبية ووفاتها.
وهنا يثار سؤال هام: هل يمكن أن يؤدي الخوف الشديد أو التعرض لموقف مرعب إلى موت الإنسان؟
يجيب الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب في مصر، عن هذا السؤال، في تصريحات نقلتها عدة صحف ومواقع المصرية، بأن التعرض لحالة من الخوف الشديد قد يؤدي إلى اختلال في كهرباء القلب وبالتالي الوفاة.
ويؤثر الخوف الشديد والمفاجئ على كهرباء العصب الحائر، والأعصاب السمبثاوية والأعصاب الباراسمبثاوية التي تنظم سرعة ضربات القلب وقوة انقباضه، الأمر الذي يؤدي إلى بطء ضربات القلب بشكل حاد، وهبوط الدورة الدموية، مما يتسبب في فقدان الوعي، وقد يؤدي ذلك للوفاة.
لماذا نشعر بضيق الصدر عند الحزن أو الخوف؟
ويقول علماء إن الإنسان عندما يشعر بحالة من الخوف الشديد، تقفز لديه عوامل الاستجابة للمؤثرات الخارجية بشدة، حيث تمنحه الأدرينالين الضروري إما لمقاومة المُعتدي أو للهرب من مكان وجوده.
ويُعد اندفاع الأدرينالين استجابة لا إرادية، يسيطر عليها الجهاز العصبي اللاإرادي، وتكون عادة مصحوبة بارتفاع في معدل ضربات القلب، مع اتساع في حدقة العين، وزيادة في تدفق الدم إلى العضلات.
وقد تؤدي زيادة مستويات الأدرينالين إلى تلف القلب، حيث يتسبب عند انطلاقه في فتح قنوات للكالسيوم داخل القلب، فيندفع الكالسيوم من خلالها في خلايا القلب، الأمر الذي يسبب انكماش عضلة القلب بشدة.
وفي حالة الهلع أو الخوف الشديد لا يتوقف الكالسيوم عن التدفق، وبالتالي فإن عضلات القلب لا يمكنها الاسترخاء، ويتطور ما يسمى عدم انتظام ضربات القلب، المعروف باسم "الرجفان البطيني" الذي قد يؤدي نهاية الأمر إلى انخفاض ضغط الدم بشدة وبالتالي اضطراب في عمل القلب، وحدوث أزمة قلبية قد تتطور إلى أزمة حادة، قد تؤدي في حالات كثيرة للوفاة.
أما الأشخاص الذين يعانون من ضعف عضلة القلب أو قصور في الشريان التاجي أو ارتفاع في ضغط الدم، فإن الخوف الشديد يعرضهم للسكتة القلبية أو الذبحة الصدرية.
(الجزيرة)