يمكن أن يتسبب الطقس البارد في إصابة العديد من الأشخاص بأكثر من مجرد حالة انزعاج عابرة من درجة الحرارة المتدنية. فعندما تمر موجة باردة من الهواء، ينخفض الضغط الجوي.
يمكن أن يسبب هذا التغير في ضغط الهواء ألماً في الجيوب الأنفية أو الأذن الوسطى. وإذا كان الهواء البارد جافاً، فقد يتسبب في جفاف أغشية الجيوب الأنفية الحساسة، ما يزيد من حدة آلام الصداع من الهواء البارد، الذي قد يتضاعف ويصبح صداعاً نصفياً مبرّحاً.
العلاقة بين الطقس والصداع النصفي
تساهم العواصف ودرجات الحرارة المنخفضة والتغيرات في الضغط الجوي في حدوث نوبات الصداع، عن طريق تغيير مستويات السيروتونين والمواد الكيميائية الأخرى في الدماغ.
ومع ذلك، لا يستجيب الجميع لكل تغير في الطقس بالطريقة نفسها.
تسبب الحرارة المرتفعة مثلاً نوبات الصداع النصفي لدى بعض الأشخاص، بينما يصاب البعض الآخر بنوبات عندما تنخفض درجة الحرارة. بعض الناس أكثر حساسية من غيرهم للتغيرات في درجات الحرارة والرطوبة.
في بعض الحالات الأخرى، تتجمع العديد من العوامل المختلفة لإحداث نوبة الصداع النصفي. فيما يلي بعض أبرز أسباب إصابتك بالصداع من الهواء البارد، وفقاً لموقع Healthline للصحة والمعلومات الطبية.
تغير مستوى الرطوبة
قد تكون هناك علاقة بين الرطوبة ودرجة الحرارة والصداع النصفي، ولكنها ليست ثابتة دائماً. لكن بشكل عام، يبدو أن ارتفاع الرطوبة وانخفاض درجات الحرارة يؤديان إلى نوبات الصداع النصفي.
ووجدت دراسة أجريت عام 2017 في المجلة الدولية للأرصاد الجوية الحيوية زيادة في زيارات قسم الطوارئ للصداع النصفي في الأيام الدافئة والرطبة. كما وجدت زيادات في الأيام الباردة والجافة.
تغيرات حادة في درجة الحرارة
قد تؤدي درجة الحرارة من تلقاء نفسها أيضاً إلى حدوث نوبات الصداع النصفي، على الرغم من اختلاف الدراسات حول أسباب ذلك.
مثلاً، أشارت دراسة أجريت عام 2015 إلى أن استجابة الشخص لدرجة الحرارة قد يلعب دوراً في قدرته على المعاناة من الصداع النصفي، خاصة الأشخاص الحساسين للهواء.
ووفقاً للدراسة، يمكن أن يكون السبب هو أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية لدرجة الحرارة يتأثرون بتغيرات درجة الحرارة الباردة بسهولة أكبر.
الصداع من الهواء البارد القوي
هناك القليل من الأبحاث الحديثة حول الرياح والصداع النصفي، على الرغم من أن الرياح غالباً ما تُدرج كمسبب للصداع النصفي.
ووجدت دراسة علمية أنه في الأيام التي سبقت هبوب الرياح القوية، كانت نوبات الصداع النصفي أكثر قوة لدى الذين يعانون من الحساسية.
تباين الضغط الجوي
ارتفاع الضغط الجوي يعني زيادة ضغط الهواء، وانخفاض الضغط الجوي يعني انخفاض ضغط الهواء. ولكن كيف يؤثر الضغط الجوي على الصداع؟ الجواب يتعلق بالأوعية الدموية: عندما يرتفع الضغط تضيق الأوعية الدموية في الجسم، وعندما ينخفض الضغط تتسع الأوعية الدموية. هذا التباين يؤدي بدوره لإصابة الشخص بالصداع وآلام الرأس.
وعند انخفاض الضغط قد يؤدي اتساع الأوعية الدموية في الدماغ إلى إطلاق مادة السيروتونين.
ومع ارتفاع مستويات السيروتونين، يعاني المصاب من الظاهرة البصرية المعروفة باسم الهالة والزغللة. لكن عندما تنخفض مستويات السيروتونين مرة أخرى، تتضخم الأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى نوبة الصداع النصفي.
علاج صداع الهواء البارد
إذا كنت عرضة للإصابة بالصداع العابر أو الصداع النصفي في الشتاء، فهناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لتقليل المخاطر وحدّة الأعراض المؤلمة.
تناول الطعام الصحي
يساعد النظام الغذائي المتوازن الجسم على التعامل مع الصداع المرتبط بالطقس البارد بشكل أفضل. وتحتوي الفواكه والخضراوات على عوامل إزالة السموم التي تقلل من مخاطر الصداع النصفي بشكل عام.
يمكن أن يساعد البروتين أيضاً، في علاج الصداع من الهواء البارد خلال فصل الشتاء. كما أن حساء اللحوم أو الدجاج الدافئ يهدئ الجيوب الأنفية، ويمنح الجسم مضاداً حيوياً طبيعياً يساعد في الحماية من الالتهابات.
ترطيب الجسم وشرب الكثير من الماء
يتكون ثلاثة أرباع الدماغ من الماء، وعندما يصاب بموجة جافة، يبدأ في إنتاج الهيستامين الذي يسبب الألم والإرهاق والشعور العام بالتعب.
نتيجة لذلك، يواجه الرأس صداعاً مفاجئاً وإحساساً بانخفاض الطاقة. في المقابل، يمنع الترطيب اليومي الدماغ من إنتاج الهيستامين ونتائجه المؤلمة. ويُنصح بشرب ما لا يقل عن 8 أكواب من الماء يومياً.
تقليل الإحساس العام بالإجهاد
وفقاً لموقع Complete Neurological Care للطب، يمكن أن تكون الحياة مرهقة بشكل عام، وكيفية التعامل معها يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتك اليومية وقابلية إصابتك بالآلام العارضة والصداع المتكرر.
لذلك تساعد الحياة المتوازنة بين الوقت الكافي للعمل مقابل الاسترخاء والراحة واللهو والاستمتاع، على تطوير القوة البدنية والنفسية اللازمة للتعامل مع ضغوط الحياة ومواجهة تحدياتها اليومية المرهقة.
الحصول على قسط كافٍ من الراحة
عندما تنام، يتجدد جسمك وعقلك في اليوم التالي. لكن دون راحة كافية، تنخفض مستويات الطاقة، ويمكن أن تتأثر الذاكرة والدماغ أيضاً.
لذا تأكد دوماً من الحصول على ما يتراوح بين 7 إلى 8 ساعات من النوم كل ليلة؛ لأن الراحة الكافية تحافظ على الجسم في أفضل شكل ممكن لمحاربة مسببات الصداع النصفي المختلفة.
لا تتناول الكثير من الأدوية
وفقًا لجمعية الصداع الدولية، فإن تناول أدوية الصداع أكثر من مرتين في الأسبوع يعرض الشخص لخطر الإصابة بالصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية.
كما يمكن أن تتسبب الأدوية في تفاقم الصداع أو الصداع النصفي أو حدوثه بشكل متكرر بمرور الوقت. هذا يمكن أن يخلق دورة لا نهائية، وبالتالي ستتناول المزيد من الأدوية لمكافحة الألم، ما يؤدي إلى تفاقم وتكرار الصداع، وهكذا دواليك.
وبشكل عام، إذا عانيت من الصداع بشكل زائد عن الحد، من الضروري مراجعة الطبيب المتخصص للتأكد من أنه لا توجد حالة صحية كامنة وراء العرض المتكرر، ولتوفير العلاجات الأنسب بالنسبة لك.
(عربي بوست)