تشير دراسة حديثة إلى أن العديد من عوامل نمط الحياة القابلة للتعديل، مثل جودة النوم ومدته، ربما يكون لها تأثير أكبر على مستويات اليقظة في الصباح مقارنة مع العوامل الوراثية، وفقا لما نشره موقع Medical News Today، نقلًا عن دورية Nature Communications.
تشير نتائج إلى أن التدخلات التي يتم إجراؤها على المستوى الفردي والمجتمعي، والتي تستهدف العوامل غير الوراثية يمكن أن تساعد في التخفيف من الآثار السلبية المرتبطة بضعف اليقظة على مدار اليوم والشعور بالتعب عند الاستيقاظ صباحًا.
وأعرب الباحث الرئيسي في الدراسة الدكتور ماثيو ووكر، المتخصص بعلم النوم في "جامعة كاليفورنيا"، عن أمله في أن تساعد النتائج في إثراء توصيات الصحة العامة لتحسين اليقظة، مشيرًا إلى أنه يمكن أن تكون هناك صلة وثيقة بشكل خاص في سياق التعليم، حيث تكون اليقظة ضرورة لاكتساب المعرفة بشكل فعال في الفصل الدراسي.
وقال الدكتور ووكر إن تأخير أوقات الدراسة وتجنب وجبة الفطور عالية الاستجابة لنسبة السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى اليقظة المثلى طوال الصباح.
ضعف اليقظة وعوامل الخطر
يشير القصور الذاتي في النوم إلى مرحلة ضعف اليقظة والأداء التي تحدث بين النوم واليقظة، ويمكن أن تستمر بين بضع دقائق إلى عدة ساعات بعد الاستيقاظ. وعلى الرغم من أنها ظاهرة شائعة، فإنها يمكن أن يكون لها تأثير عميق على إنتاجية الأفراد وسلامتهم.
وعلى وجه التحديد، يمكن أن يؤثر القصور الذاتي في النوم، على سبيل المثال، على سلامة العمال في المهن الخطرة أو يؤدي إلى اتخاذ قرار خاطئ على مستوى موظفي خدمة الطوارئ، بما يشمل العاملين في مجال الرعاية الصحية ورجال الإطفاء، وهو ما يمكن أن يؤثر بالتبعية على سلامة الآخرين. كما يمتد التأثير إلى انخفاض الإنتاجية وزيادة مخاطر وقوع حوادث المرور.
مدة النوم والنشاط البدني
قام الباحثون أولاً بفحص تأثير أربعة عوامل مُحددة مُسبقًا على التباين اليومي في اليقظة المُلاحَظ داخل الفرد نفسه، كما يلي:
- تقييم تأثير ملف النوم في الليلة السابقة
- النشاط البدني في اليوم السابق
- التركيب الغذائي لوجبة الفطور
- مستويات السكر في الدم بعد الفطور على اليقظة في الصباح.
واستنادًا إلى ملف تعريف النوم الأساسي لكل مشارك، اكتشف الباحثون ارتباطات بين ما يلي:
- مدة النوم وتوقيت النوم مع مستويات اليقظة الصباحية. على وجه التحديد، عندما ينام أحد المشاركين لفترة أطول من المعتاد أو يستيقظ في وقت متأخر عن الوقت المعتاد، كان من المرجح أن يظهر مستويات أعلى من اليقظة في صباح اليوم التالي.
- المستويات المرتفعة من النشاط البدني خلال أكثر 10 ساعات نشاطًا في اليوم السابق وبين زيادة اليقظة في الصباح.
- النشاط البدني أثناء الليل وبين بين انخفاض اليقظة في الصباح.
وجبات الصباح والتغذية
ثم قام الباحثون بفحص تأثير تركيبة المغذيات الكبيرة في وجبة الفطور على اليقظة في الصباح. فقدموا وجبات إفطار قياسية مطابقة للسعرات الحرارية من تركيبات غذائية مختلفة، بما يشمل الكربوهيدرات العالية والبروتينات العالية والوجبات الغنية بالألياف لكل مشارك، والتي تم تناولها في أيام مختلفة.
وتوصل الباحثون إلى ما يلي:
- ارتباط استهلاك وجبة إفطار عالية الكربوهيدرات بمستويات أعلى من اليقظة في الصباح مقارنة بالوجبة المرجعية.
- في المقابل، تم ربط وجبة الفطور عالية البروتين بمستويات يقظة أقل من الوجبة المرجعية.
- وكان انخفاض نسبة السكر في الدم، وهو مقياس لتأثير تناول الطعام على مستويات السكر في الدم، بعد الفطور مرتبطًا بزيادة اليقظة في الصباح.
وجدير بالذكر أن هذه العوامل الأربعة أثرت على مستويات اليقظة الصباحية بشكل مستقل عن بعضها البعض.
الفروق بين الأفراد
في حين أن عوامل الأربعة أوضحت الاختلافات اليومية في اليقظة الصباحية لدى الفرد نفسه، اهتم الباحثون أيضًا بالعوامل التي يمكن أن تفسر سبب تمتع بعض المشاركين بمتوسط مستويات يقظة أعلى من غيرهم.
بعبارة أخرى، كان الباحثون مهتمين بالعوامل الوراثية ونمط الحياة التي يمكن أن تؤثر على خصائص الفرد أو متوسط مستويات اليقظة أثناء النهار.
اكتشف الباحثون أن الحالة المزاجية الإيجابية وكبر السن وانخفاض معدل تناول الطعام أثناء النهار وتحسين نوعية النوم كانت تنبئ بمتوسط مستويات اليقظة اليومية للفرد.
وتوصل الباحثون إلى أن العوامل الوراثية كان لها تأثير ضئيل على مستويات اليقظة لدى الفرد، مما يشير إلى تأثير أكثر أهمية لعوامل نمط الحياة التي يمكن تعديلها.
(العربية نت)