ظهر زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون برفقة ابنته الصغيرة للمرة الأولى في مكان عام، مؤكداً التقارير التي رددت شائعات منذ فترة طويلة عن وجودها.
وانضمت الفتاة، التي يُعتقد أنها تدعى كيم تشو-آي، إلى والدها لمشاهدة عملية إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يوم الجمعة.
ومسك كيم يد ابنته أثناء الاختبار الذي أدانته الولايات المتحدة.
ويقود كيم واحدة من أكثر الدول سرية في العالم، ولا يُعرف سوى القليل عن حياته الشخصية.
ونشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية عدة صور تظهر الاثنين وهما يمسكان بيدي بعضهما البعض، أثناء الدردشة والتحدث مع المسؤولين وتفقد الصواريخ ومشاهدة عملية الإطلاق من منصة المشاهدة.
أكثر إثارة للاهتمام من اختبار صاروخ؟
وقالت جان ماكينزي ـ مراسلة بي بي سي في سيول "أثار الكشف عن ابنة كيم جونغ أون اهتمام المحللين في كوريا الشمالية أكثر بكثير من أخبار الإطلاق الناجح لأقوى صاروخ باليستي عابر للقارات، يُعتقد أنه قادر على ضرب الولايات المتحدة".
وعن أسباب ذلك، ترى "ماكينزي" لأن ذلك يقول الكثير عن مستقبل النظام وبرنامج أسلحته النووية، أو على الأقل يثير بعض الأسئلة المثيرة للاهتمام.
أولاً، هل هذا يعني أنها اختيرت خليفة لكيم جونغ أون وستدير كوريا الشمالية يوماً ما؟ من المحتمل جداً. هذه سلالة عائلية، مما يعني أن كيم سيرغب في أن يتولى أحد أبنائه زمام الأمور.
ثانياً، لماذا الكشف عنها الآن؟ هي لا تزال صغيرة جداً. إذا كان يقوم بإعدادها لتولي المنصب، فهل يعني هذا أن الزعيم البالغ من العمر 38 عاماً يعاني من مشاكل صحية؟ صحته موضع تكهنات كثيرة، حيث يُنظر إليها على أنها تمثل أكبر خطر على استقرار النظام.
وثالثاً، ماذا يقول ذلك عن برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية؟
يشير الكشف عنها في مثل هذا الإطلاق المهم إلى أنها ستلعب يوماً ما دوراً في تطوير أسلحة البلاد. أعلن كيم مؤخراً أنه لن يتخلى، تحت أي ظرف من الظروف، عن أسلحته النووية. هذه طريقة يظهر بها للعالم أن أسلحته النووية موجودة لتبقى إلى الجيل المقبل.
من جانبه، قال مايكل مادن، الخبير في شؤون كوريا الشمالية من مركز ستيمسون بواشنطن، إنه يعتقد أن عمر تشو-آي يتراوح بين 12 و13 عاماً.
وقال إن هذا الظهور العلني لها يمكن أن يكون طريقة كيم لإظهار "أن الجيل الرابع من خلافة السلطة سوف يأتي من خلال سلالتي".
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أفاد العديد من خبراء كوريا الشمالية أن تشو-آي ظهرت في مقطع فيديو من احتفالات العيد الوطني للبلاد.
لكن هذه كانت تكهنات، ولم تؤكد القيادة الكورية الشمالية أنها كانت بالفعل ابنة الزعيم.
كانت المرة الأولى التي تم فيها ذكر وجود تشو-آي في عام 2013، بعد أن قام نجم كرة السلة الأمريكي المتقاعد دنيس رودمان برحلة مثيرة للجدل إلى كوريا الشمالية.
وقال رودمان إنه قضى بعض الوقت مع عائلة كيم، مسترخياً على شاطئ البحر و"حمل طفلتهما تشو آي".
ويعتقد الخبراء أن كيم قد يكون لديه ما يصل إلى ثلاثة أطفال، فتاتان وصبي، وأن تكون تشو-آي أكبرهم سناً.
لكن الزعيم كان شديد السرية بشأن عائلته، حتى أن زوجته ري سول جو لم تظهر حتى بعد زواجهما لبعض الوقت.
المصدر: بي بي سي