يُقال إنَّ هناك شيئين مؤكدين في هذا العالم وهما "الموت والضرائب"، وهي جملة مُجازية تؤكد حتمية حدوث هذين الأمرين، ولكن قائل هذه المقولة يبدو أنه نسي أنّ الموت مرّة بينما الضرائب تدفع مرات ومرات.
ومن هذا المنطلق، هناك أشياء قد لا ندركها، إذ إن هناك ضرائب سخيفة تفرضها حكومات بعض الدول حول العالم على مواطنيها، سنستعرضها في هذا التقرير:
ضريبة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أوغندا!
تفرض حكومة هذه الدولة غير الساحلية في شرق آسيا ضرائب مثيرة للجدل على مواطنيها الذين يستخدمون مواقع وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل واتساب وفيسبوك وتويتر بدءاً من العام 2018.
وصرح الرئيس الأوغندي يويري موسيفيني أن الضريبة كانت ضرورية لمواجهة تهديد الثرثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين اتهم المواطنون الحكومة بالتعدي على حريتهم في التعبير.
ووفقاً لما ذكره موقع Quartz الأمريكي فإن قيمة الضريبة اليومية تبلغ 200 شلن أوغندي أي نحو 0.05 دولار أمريكي.
صحيح أن الضريبة قد تبدو سخيفة أيضاً بالنسبة للبعض، لكنها ذات قيمة للسكان الذين يعيش نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر.
ضريبة على التدوين في تنزانيا
هل تريد التدوين في تنزانيا؟ من الأفضل أن تكون مستعداً لتخصيص مبلغ 440 دولاراً سنوياً للحكومة كضريبة على هذا الأمر.
وبفضل قانون تم تمريره بموجب لوائح الاتصالات الإلكترونية والبريدية في 16 مارس/آذار 2018، تطلب الحكومة التنزانية من جميع منشئي المحتوى عبر الإنترنت الحصول على ترخيص ودفع ضريبة سنوية.
لا ينطبق القانون على المدونين وحدهم، على الرغم من أنهم الأكثر تضرراً، وإنما ينطبق أيضاً على مستخدمي الوسائط الاجتماعية وأعضاء المنتديات عبر الإنترنت ومنشئي مقاطع الفيديو والبودكاست والراديو والتلفزيون عبر الإنترنت والمشتركين في المحتوى عبر الإنترنت.
إلى جانب الضرائب، يُتوقع أيضاً من المدونين ومنشئي المحتوى عبر الإنترنت التسجيل لدى هيئة تنظيم الاتصالات التنزانية والموافقة على عدم نشر محتوى مسيء مثل المواد الإباحية والعري والعنف وخطاب الكراهية والأخبار المزيفة والمحتوى الذي يحتوي على "لغة بذيئة" أو يمكن أن يسبب الانزعاج فقط.
التسجيل المبدئي يكلف 100.000 شلن تنزاني (44 دولاراً)، بعد ذلك، سيدفع المدونون ومنشئو المحتوى عبر الإنترنت رسوم ترخيص قدرها مليون شلن تنزاني (440 دولاراً) بدءاً من العام الذي حصلوا فيه على الترخيص.
الرخصة قابلة للتجديد بنفس القيمة كل عام، بينما المتخلفون عرضة لغرامة لا تقل عن خمسة ملايين شلن تنزاني (حوالي 2500 دولار)، أو السجن لمدة 12 شهراً أو كليهما.
إذا كنت تريد أن تربي كلباً في سويسرا فادفع ضريبته وإلا سيقتل!
هل تفكر أن تعيش في سويسرا وفي الوقت نفسه تمتلك كلباً؟ إذاً من الأفضل أن تدفع ضريبة الكلب السنوية، وإلا فقد يُطلق النار على كلبك.
الضريبة ليس لها معدل ثابت وتعتمد على حجم الحيوان، اعتماداً على ما تقره البلدية التي بإمكانها أن تعفي كلاب الإرشاد والإنقاذ، وهي من تحدد قيمة الضرائب للكلاب الأخرى.
وكما هو متوقع مع أي ضريبة، يحاول الناس تجنب دفعها، ولكن ما فعلته سلطات قرية Reconvilier التي يربي فيها السكان نحو 300 كلب لضمان امتثالهم لدفع الضريبة هددت بإطلاق النار على أي كلب رفض صاحبه دفع الضريبة.
تهديد السلطات بقتل الكلاب لم يكن مجرد تهديد؛ إذ إن هناك قانوناً من عام 1904 يسمح للحكومة بقتل الكلاب التي يرفض أصحابها دفع الضريبة.
في حين يبلغ متوسط الضريبة في البلدية 48.50 دولار سنوياً.
ضريبة أن تكون كاثوليكياً في ألمانيا!
وفقاً لما ذكره موقع Listverse الأمريكي فإن الألمان الكاثوليك والبروتستانت يدفعون ضريبة معينة على دخلهم لتمويل كنائسهم.
وتبلغ الضريبة 8-9% من مكاسب رأس المال (أرباح بيع الأصول)، يتم جمعها من قبل الحكومة وتقديمها إلى كنائسهم.
وهذا يدر دخلاً كبيراً للكنيستين في البلاد حيث إن 30.8% (24.7 مليون) من مواطنيها هم من الكاثوليك و30.3% (24.3 مليون) من البروتستانت.
الطريقة الوحيدة لتجنب دفع الضريبة هي مغادرة الكنيسة رسمياً، ومع ذلك، فإن هذا يأتي مع بعض العيوب.
أي ألماني يترك الكنيسة الكاثوليكية أو البروتستانتية رسمياً يفقد تلقائياً بعض الامتيازات، بما في ذلك الحق في الدفن الديني، أو استخدام الرعاية النهارية الممولة من الدولة، أو الوصول إلى جميع المدارس المملوكة للكنيسة أو للدولة.
بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن للكاثوليك الإدلاء باعترافات في الكنيسة أو الحصول على القربان.
ومع ذلك، فإن بعض الألمان على استعداد لخسارة هذه الامتيازات فقط لتجنب دفع الضرائب.
أكثر من 100 ألف ألماني يغادرون كل كنيسة رسمياً كل عام، وفي عام 2014، وصل هذا الرقم إلى ما يقرب من 200 ألف في كل كنيسة، بعد أن أغلقت الحكومة ثغرة سمحت للمواطنين بتجنب الضرائب؛ لأنهم لم يكونوا مضطرين للإبلاغ عن مكاسبهم الرأسمالية.
ضريبة على التنفس في فنزويلا!
لا تفرض فنزويلا ضريبة على الناس مقابل التنفس في حد ذاته، وإنما فقط على الركاب المسافرين من مطار مايكويتيا الدولي في العاصمة كاراكاس.
وبررت الحكومة ذلك بأن الضريبة ضرورية لتعويض تكلفة نظام تنقية الهواء المركب في المطار في العام 2014، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية.
وفقاً لوزارة المياه والنقل الجوي، فإن نظام تنقية الهواء يعقم المطار ويزيل الروائح الكريهة منه ويوقف نمو البكتيريا، وبالتالي يحمي صحة جميع الركاب.
ضرائب على الرشاوى والبضائع المسروقة والإيرادات غير القانونية في أمريكا
يطالب القانون الفيدرالي الأمريكي الأمريكيين الذين لديهم وسائل دخل غير مشروعة أو ما إذا كانوا قد تلقوا رشوة ولو لمرة واحدة خلال حياتهم أن يدفعوا ضريبة عليها.
فيما تطالب دائرة الإيرادات الداخلية الأمريكية (IRS) أي شخص يتلقى رشوة بالإبلاغ عنها كجزء من دخله ودفع الضريبة السارية.
وتطالب مصلحة الضرائب أيضاً بالإبلاغ عن الدخل من الأنشطة غير القانونية مثل الاتجار بالمخدرات ودفع الضريبة المناسبة.
في حالات السرقة، من المتوقع أن يدفع السارق الضريبة المناسبة على القيمة السوقية الحالية للسلعة المسروقة، بينما لا يُعفى السارق من الضريبة إلا إذا أرجع الممتلكات المسروقة في نفس العام الذي سرقها فيه.
فرض الضرائب على الدخل غير القانوني أمر مثير للجدل إلى حد كبير، كما أنه يتناقض مع التعديل الخامس في الدستور الأمريكي، الذي يعطي الشخص الحق في عدم تجريم نفسه في جريمة.
لكن مصلحة الضرائب قامت بتغطية هذا الأمر، إذ قالت إن أي شخص يشارك في صفقات غير قانونية لا يحتاج إلى الكشف عما فعله لكسب المال، لكن يمكنهم فقط إدراجها على أنها "دخل آخر" ودفع الضريبة المطبقة.
ضريبة على ممارسة السحر في رومانيا
تعتبر أعمال السحر والكهانة من الأعمال التجارية الكبيرة في رومانيا، حيث لا يزال الكثير من الناس يؤمنون بالخرافات.
ومع ذلك، لم تعترف الحكومة بها، وبالتالي لم تكن خاضعة للضريبة، فيما تغير هذا عندما وجدت رومانيا نفسها في حالة ركود.
لجني المزيد من الأموال، فرضت الحكومة ضرائب على العديد من المهن التي لم تكن تفرض ضرائب عليها من قبل.
وشمل ذلك مهناً مثيرة للجدل مثل السحر وقراءة الطالع وعلم التنجيم، بالإضافة إلى وظائف أقل إثارة للجدل مثل مدربي الغوص، ووفقاً للقانون الروماني طُلب منهم جميعاً دفع 16% من دخلهم كضريبة.
أدت الضريبة إلى انقسام الرأي بين السحرة في رومانيا، بينما اعتبره البعض اعترافاً رسمياً بوظائفهم من قبل الحكومة، أما السحرة أنفسهم فهددوا بإلقاء تعويذة على الحكومة لإصابتهم بلعنة أبداً وإزاحتهم من مناصبهم.
ضرائب التلفزيون والراديو في ألمانيا
في سبعينيات القرن الماضي، فرضت ألمانيا ضريبة خاصة على المواطنين الذين يمتلكون أجهزة الراديو والتلفزيون تبلغ قيمتها حوالي 20 دولاراً شهرياً وتستخدم في تمويل شبكات التلفزيون والإذاعة المملوكة للدولة.
تسببت الضريبة في اضطرابات مدنية في عام 2013 عندما طلبت الحكومة من الجميع دفعها، حتى لو لم يكن لديهم تلفزيون أو راديو.
احتج العديد من الألمان على الضريبة، حتى إن البعض رفع دعوى قضائية ضد شركة Beitragsservice، التي جمعت الضريبة نيابة عن الحكومة.
(عربي بوست)