يشترك أسطورة أفلام الفنون القتالية جاكي شان في إنتاج فيلم صيني تم تصويره جزء من مشاهدة في سوريا مستوحى من الأحداث المحيطة بإجلاء بكين البحري لمواطنين صينيين وغيرهم من الأجانب من اليمن عام 2015، حيث شن التحالف المشترك بقيادة السعودية والإمارات حربه المستمرة مستهدفا القوات المتحالفة مع الحوثيين التي استولت على العاصمة صنعاء.
تم الإعلان عن الفيلم، الذي يحمل عنوان Home Operation (عملية الوطن)، والذي أنتجه أيضًا صانعو الأفلام الصينيون المقيمون في الإمارات SYX Pictures ، العام الماضي. في ذلك الوقت، أوضح المخرج والمنتج المشارك سونج يانشي أن "هذا هو أحد الأفلام العربية القليلة في الصين، ولكن سيتم ترجمته باللغتين الإنجليزية والعربية، وسيتم توزيعه في جميع أنحاء العالم في السينما ومواقع البث المباشر".
وأضاف سونغ: "لقد أخر الوباء إطلاق هذا الفيلم، لكن في أكتوبر سيبدأ التصوير في الإمارات، ثم لبنان ودول عربية أخرى. ونأمل أن نعرضه على الهواء قبل صيف 2022".
وبحسب وكالة فرانس برس، فقد اعتبرت اليمن كموقع تصوير خطير للغاية حيث تم تصوير بعض المشاهد في منطقة "الحجر الأسو" السورية، التي تقع على بعد حوالي أربعة كيلومترات جنوب دمشق.
وأشار التقرير إلى أن أطلال الحجر الأسود "امتلأت يوم الخميس بطاقم متنوع من الممثلين بملابس قبلية يمنية وأعضاء سوريين يرتدون الزي الرسمي وطاقم تصوير صيني يرتدون البولو".
سقوط أخلاقي رهيب
من جانب آخر، أثار اختيار منطقة الحجر الأسود جنوب دمشق الذي دمر وهجر أهله على يد النظام السوري موقعا لتصوير الفلم انتقادات للمثل العالمي جاكي شان، والتي وصفت ذلك بـ "السقوط الأخلاقي الرهيب"، معتبرة بأن جاكي شان يستغل معاناة آلاف السوريين ومنازلهم المدمرة ليروي القصة التي حدثت في منطقة مدمرة أخرى، أي اليمن.
ونشر موقع ميدل ايست مونيتور البريطاني، مقالا للكاتب محمد جميل، هاجم فيه الممثل جاكي شان الذي قال بأنه خدع العالم بأفلامه الجذابة، في حين أنه في الحقيقة لا يختلف عن العديد من الفنانين في الشرق الأوسط الذين أنتجوا أفلاما ومسلسلات زورت الماضي والحاضر بهدف الربح المادي، وقضت على جرائم القتل التي ارتكبتها الأنظمة الديكتاتورية ودعمت وجودها في مواجهة الاحتجاجات الشعبية.
وحذر المقال من أن هذا الفيلم سيواجه تحديات قانونية، مضيفا بالقول بأن الأهالي الذين نزحوا من هذه المنطقة "الحجر الأسود" وفقدوا أحباءهم، منتشرين في جميع أنحاء العالم ولن يقفوا مكتوفي الأيدي وصامتين في مواجهة ما وصفه بـ"أبشع استغلال".
وفي حديثه عند تدشين التصوير في سوريا، قال سونغ للصحفيين إن الفيلم يأخذ وجهة نظر الدبلوماسيين أعضاء الحزب الشيوعي، الذين تحدوا وابل من الرصاص في اليمن، وهو بلد مزقته الحرب، وأخذوا جميع المواطنين الصينيين بأمان على متن السفينة الحربية للبلاد سالمين.
وكان سفير الصين في دمشق حاضرا أيضا في حفل التدشين، الذي من المتوقع أن يستغرق عدة أيام.
في عام 2018، كان موضوعًا مشابهًا هو موضوع فيلم حرب العمل الصيني-هونج كونج المسمى عملية البحر الأحمر والذي كان يعتمد بشكل فضفاض على نفس الإجلاء الذي شارك فيه أكثر من 600 مواطن صيني وأكثر من 200 مواطن من دول أخرى من مدينة عدن الساحلية جنوب اليمن. تم تصويره في المغرب ووصف بأنه "أول فيلم صيني حول البحرية الحديثة".
المصدر: ميدل إيست مونيتور «Middle East Monitor»