فرض الاتحاد الإيطالي لكرة القدم عقوبات صارمة بحق نادي هيلاس فيرونا، تنوعت بين غرامات مالية وعقوبة إدارية، بعد مباراة الفريق ضد نابولي.
وتأتي هذه العقوبات على خلفية الأحداث التي شهدتها مباراة فيرونا وضيفه نابولي، يوم الأحد 13 مارس/آذار 2022، على ملعب "مارك أنتونيو بينتغودي"، ضمن الجولة التاسعة والعشرين من الدوري الإيطالي.
جماهير إيطالية تطالب بوتين بقصف نابولي
وفي المباراة المذكورة التي فاز فيها فريق الجنوب الإيطالي 2-1، رفعت جماهير فيرونا لافتة تطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتفجير مدينة نابولي، وتم وضع إحداثيات مدينة نابولي على اللافتة التي أثارت جدلاً كبيراً في إيطاليا.
وتمكنت اللجنة التأديبية بالاتحاد الإيطالي من تحديد ما يقرب من 4000 مشجع، كانوا في المنطقة التي رُفعت فيها اللافتة، ورددوا هتافات عنصرية، أطلقت عليها اللجنة وصف "تمييز إقليمي" طوال المباراة.
في السياق ذاته، أوضحت شبكة Sky Sport بنسختها الإيطالية، أنه وبموجب اللوائح في البلاد، فقد تم التعامل مع هتافات "التمييز الإقليمي"، المناهضة لجنوب إيطاليا، بالقواعد نفسها التي تُحارب فيها العنصرية.
واعتبر الاتحاد الإيطالي أن نادي هيلاس فيرونا متورط في الحادثة، خاصةً أن مشجعيه شاركوا في هذه الهتافات "المهينة"، وعليه قرر إغلاق جزء من المدرجات في وجه الجماهير.
وإضافة إلى ما ذُكر، فقط تم فرض غرامة مالية على فيرونا وصلت إلى 4000 يورو، بعد إلقاء الجماهير قنابل ضوئية على أرض الملعب، و3000 يورو أخرى، بسبب توجيه إهانات للحكم دانييلي دوفيري.
صدمة في إيطاليا
وعمت الصدمة وسائل الإعلام الإيطالية، من تصرفات جماهير فيرونا، حيث كانت تنتظر فرض عقوبات أقسى من تلك التي تم الإعلان عنها.
وكتبت صحيفة corriere dello sport في تقرير لها، أن ما حدث على مدرجات ملعب "بينتغودي" فاق كل التوقعات، ووصفت ما قام به الجمهور بأنه "شر مطلق".
وأضافت: "لن نتحدث هذه المرة عن كرة القدم، ما حدث لا يمكن التطرق إليه بطريقة كلاسيكية، عبر فرض عقوبات مالية أو مواجهته عبر الانتقاد والاستهجان عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأوضحت: "لم يكن سهلاً أن نمر مرور الكرام على عبارات بحجم (احرقهم بالنار) أو (الجنوبيون، رائحة القرف)، ما حدث لا يمكن قبوله حتى من أكثر المشجعين جنوناً وتعصباً".
وكان فيرونا قد أصدر بياناً مقتضباً أبدى فيه رفضه القاطع لمثل هذه التصرفات، حيث نشر على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي تويتر: "نود أن نرسل رسالة سلام".
وأضاف: "هيلاس فيرونا يدين أي عمل أو إشارة يمكن أن تُفهم بشكل أو بآخر على أنها تحريض على الكراهية والعنف والتمييز".
وترى الصحيفة الإيطالية، أن هذا البيان ضعيف للغاية ولا يرقى لخطورة الحدث، كما أنه لم يشر لا من قريب أو بعيد إلى اللافتة.